»أَطْلَعْ اصَّ يَسَّمْ«: مثل شعبي/ محمد السيد
عندما تلدغ أفعى شخصاً، يبدأ السم في الطلوع للأعلى، ولا يتجه للأسفل، كما يقال، عافانا الله وإياكم من ذلك. ويحكى أن رجلا لدغته أفعى في الرأس، فقال: »أطلعْ اصَّ يَسَّمْ«. وذلك على سبيل التوبيخ للسم بأن الرأس هو الأعلى من الشخص؛ فلا يمكن الطلوع عنه.
– لا أحد يجهل أن موريتانيا دولة عربية لغتها الرسمية هي اللغة العربية
– ولا أحد يجهل أن أكبر معوق أمام تقدم التعليم في بلادنا هو حاجز اللغة، حيث يدرس الطلبة أهمّ موادهم (المواد العلمية) بلغة أجنبية لا يتقنونها؛ فينشغلون عن فهم المضمون بمحاولة فهم اللغة. وهو من باب إحلال الوسيلة محل المقصد الذي لا يقره عقل ولا منطق ولا دين.
– ولا أحد يجهل أن إحلال الوسيلة محل المقصد هذا يشكل تضحيةً ظاهرة بأجيال موريتانيا وتقدمها لسواد عيون أقلية من المتفرنسين ظلوا منذ الاستعمار لحد الساعة يتمترسون خلف حماية المستعمر، ولا أحد يجرؤ على تنغيص هدوء الجوّ عليهم، اتقاء رفعهم شماعة العنصرية وحقوق الإنسان، ووضع الدولة تحت ضغط الغرب بتلك الحجة؛
– لكن، لا أحد أيضا يجهل أن الغرب لا يرفع تلك العصا إلا في وجه الدول الفقيرة. أما الدول (النفطية والغازية) فسعيُها مشكور وذنبها مغفور مقابل ما قد تقدمه من منافع مادية.
– ولا أحد يجهل ما يشيعه أعداء موريتانيا اليوم في منابر الغرب من أن موريتانيا عنصرية، استعبادية، وأنها تطبق نظام “لابرتايد”. إلى غير ذلك من أقصى العيوب والمثالب؛ فماذا نخشاه بعد ذلك؟ »أَطْلَعْ اصَّ يَسَّمْ«
انطلاقا من كل ما سبق، فإني أعتقد أن الرد المناسب على هذه الحملة الظالمة الشعواء هو مواصلة بثّ العدالة الاجتماعية، مع استغلال الفرصتين (الحملة الظالمة، والطفرة الاقتصادية التي هي الأساس عند الغرب) لتصالح موريتانيا مع ذاتها من خلال ترسيم لغتها العربية على أرض الواقع، انسجاما مع الدستور والشعب والدين؛ فإن ؛”السم لا يستطيع الطلوع أكثر”