غزوة الأحزاب…./ ذاكو وينهو ( المرتضى ولد محمد أشفاق)
دخلت المدينة على حين غفلة من أهلها ووجدت فيها أمة من الناس يشقون…الأبواق الصدئة مربوطة تارة على أعمدة تثبيت الخيام التي تترنح في خفة حتى من سكون الرياح…وبعضها مثبت في عجلة عربة حمار آثر صاحبها الجلوس تحت تلك الخيام ليكون جزء من الفضول المتدني السائد هنالك….وقد أسندت إليه مهمة صناعة الشاي فعشقها لأنه لا يتقنها…حوله أقران يساعدون السكر المتراكم كهرم صغير في رقبة البراد على النزول في القاع…يدعمونه بأيديهم وعندما يغص البراد ويقيء سائله الأحمر على أطراف منكبيه يتلقونه بأكفهم ويعيدون ما استقر فيها إلى بطن الإبريق المتخم…تحت تلك الخيام تعترضك سوءة مكشوفة وغراب يثير الأرض ليأكل الجثث المتحللة..رسالة الفن والشعر تعفنت وتحولت إلى مشهد مثير للشفقة والتقزز معا…فنانات شابات يغنين ….يمارسن فاحشة التغزل السياسي بأسماء لا يعرفن عنها شيئا…والغريب أنهن يتفنن في الإيقاع كأنهن يعشن حالة طرب حقيقي…أنظام يغلب العرج على أكثرها في تمجيد المترشح وتاريخه المزيف…
لما تقدمت من منكب المدينة الأيمن تراءت لي صور المترشحين الضخمة تعلو السقوف…لم أصدق أني أرى صورة أحمد منصور…إنه هو بابتسامته وعارضيه المحلوقين بقياس دقيق حتى ليخيل إليك اأك أمام لوحة ولست أمام صورة…قال صديقي إنه هو….لكن انظر هناك تلك صورة رئيسة كورواتيا تجعل على رأسها خمارا تبتسم للمارة في دلال أنثى لا في إرادة امرأة….وتلك صورة نزار قباني……..صاح مرافقنا وتلك الصورة التي تلامس عمود النور صورة مادورو رئيس فنزويلا ويبدو متوترا كفارس جبان…نلمح ذلك في انعقاد حاجبيه….وتلك صورة فريد الأطرش إلى جانب صورة محمد عالي اكلاي… ونحن نحاول تفسير ترشح شخصيات كبيرة بعضها أجنبي في المدينة ساقنا الفضول للمقرات لنكتشف أن أحمد منصور هو قريبنا صاحب وكالة تحويل الرصيد الملاصقة لدكان “وانطير”…وأن رئيسة كورواتيا عاملة دعم جربت ضرب الودع في بهو السوق فلم تفلح….أما صورة نزار قباني فهي لمعلم متقاعد …مادورو سائق صنبطلي يدعى أحيانا أنه دبابة شارك بها في حرب الخليج….فريد الأطرش فار من حرب الصحراء يقضي أكثر وقته في ساحة سوق الحيوان يعلق على ضروع الماعزة ويحكي عن بطولاته إذا خلا المكان من معارفه… …محمد عالي اكلاي ممرض وخاصي حمير ماهر ومؤذن في مسجد الحي القديم ….في حي البوطوار بالون منفوخ عليه صورة نواس الشريف…اقتربنا منه فقرأنا اسم مراقب المدرسة الأولى في المدينة…كان أول زمنه من إجيجبه عندما كان يستغل مساحة زراعية لأحد رجال تلك القبيلة…ثم صار من أولاد بسبع عندما ظهرت مخبزة كهربائية في المدينة لرجل من أولاد باسبع فاستفاد من خبز مجاني كل يوم…ثم ارتحل إلى أولاد عمني لأن قائدا عسكريا منهم حول إلى المدينة…ولما افتتح رجل من إدوعلي محطة بنزين في المدينة أصبح علويا….ثم مواطنا من تجكانت لأن الحاكم الجديد جكني…لينتقل بعد شهور إلى رجل من سرقله سكن أبوه هذا الحي طالب علم ولما أعجب شيخ المحظرة زوجه إحدى بناته لتبدأ قصته مع البيظان قال ذلك لأن المفوض الجهوي الجديد للامن الغذائي من سرقله.. ..لم يسمح لنا الفضول والعطر الرخيص الممزوج بزفير المناطق المتعرقة من جمهور مختلط أن ننتظر حتى نرى أبا سفيان يصيح في الناس إني راحل ويركب راحلته معقولة …