canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءمنوعاتموضوعات رئيسية

كورونا وباء غير لائق.. رحم الله أيام “الجوائح المحترمة”/ صديق الحسن

يُحكى أن سرّاقا أربعة في زمن الطاعون العظيم عاثوا نهبًا في مرسيليا وترويعا لسكّانها لا يخشون على أنفسهم الموت الأسود حتى وقعوا في قبضة الشرطة وألقي بهم في السجن. فعرض عليهم الحاكم العفو إن هم أبلغوه سرّ عصمتهم من الدّاء، فأجابوه: “السرّ في الثوم والخلّ يا مولاي.”
ما يأتي بعد ليس في مستوى ما سبق.
لأن كورونا وباء غير لائق. أيام الجوائح المحترمة، كانت الناس تهرع للعسل والزيت وحبة البركة ولحاء الشجر… أما في عام العجب هذا فيكاد يضرب القوم بعضهم رقاب بعض على لفة ورق تواليت، حاشاكم.
نسأل الله ألا يخيَرنا بين عسرتين، وإن كان لابد فربّ Migros خير من ألف Costco. نعم شتان بينهما شساعة ووفرة، ولكن في الأول لا تتقاتل النسوة على كرتونة حرائم ورقية. أكياس ورق التواليت من الحجم العائلي مكومة هنا بعضها فوق بعض. مركات محلية الصنع ومستوردة، بيضاء وملونة تفتح النفس، وبدرجة نعومة متفاوتة رفقًا بكبار المستهلكين. تطالعك تلة المناديل الصحية تلك وأنت داخل فينتظم نبضك وتنسى الشائعات المغرضة وتقتنع أن الدنيا ما زالت بألف خير.
في طرائف الواتساب ارتقت بكرات ورق التواليت الفاخرة إلى مصاف الهدايا النفيسة، والمهور المحمودة والعطايا السخية، لكنها هنا أهون ما تكون؛ لأن أبناء البلد عملوا skip لهذا البند تحديدًا من بنود العصر.
الشفاط هنا خط أحمر، لا يخلو منه حمّام، مسألة كرامة، يستوي في ذلك العلماني والمحافظ، فارتاحوا وأراحوا.
الغريب هنا أنك لا تكاد ترى الكنف التقليدية التي يصفها الأوروبيون تواليت تركية، وتسمّى عندنا مرحاض بلدي أو ميضأة. درجنا عليها صغارًا في دور أهلنا الفسيحة واختفت دون ضجيج مع انتقالنا إلى شققنا الضيقة. مرة أخرى وُضعنا أمام خيارٍ صعب فانقسم الناس إلى فسطاطين لكل منهما حمامه، إما بلدي لأنصار الأصالة أو رومي لدعاة المعاصرة. خط التاريخ عبر حمّاماتنا وشقّ أحياءنا شقين: مناطق بحمّامات أوروبية لمن جرفتهم حضارة المادة وغرتهم المدنية الأوروبية الزّائفة، ومناطق الميضأة البلدية لمن لم يجد عنها بديلا ولكبار السن والخطّار من الأرياف وأقلية من الشباب المتزمتين المصرّين على نظافة ذواتهم. شعبان في شعب واحد لكل منها حمامه، وبينهما تيارٌ توفيقي وسطي يمر الواحد منه بالحمامين معا في اليوم الواحد وفق مزاجه وما هو بصدده على غرار انفصام شخصنا في سائر أمرنا.

صديق الحسن -من صفحتة  على الفيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى