النانه الرشيد تكتب عن الدولة الصحراوية والجزائر وكورونا
المنفذان البريان بين مخيمات اللاجئين الصحراويين ومدينة تندوف نقطتي عبور حدودية؛ سياسيا تتعامل الدولة الجزائرية مع الدولة الصحراوية حسب المعاملات المنظمة للعلاقات بين الدول والأنظمة، حتى وإن كانت السلطة الإدارية والسياسية للدولة الصحراوية متواجدة في معظم أسلاكها بالمخيمات الواقعة جغرافيا بمدينة تندوف .
لم تتعد السلطات الجزائرية يوما طوال الخمس والأربعين سنة من عمر اللجوء الصحراوي على صلاحيات السلطة الصحراوية داخل المخيمات، بل أنها تفرض على مواطنيها رخصة عبور مقننة ومدروسة لولوج المخيمات. لهذا علينا كصحراويين تفهم الإجراءات والنظم القارية والطارئة التي تسنها دولة الجزائر الشقيقة، ومنح سلطات البلدين فرص تدبير الأزمة وإخراج أفضل الإجراءات المشتركة بما يخدم مصالح المواطنين ويضمن سلامتهم.
وباء كورونا جائحة عالمية، كافحته الصين العظمى بالحجر الصحي وحظر النقل والتجمعات قبل أن تكافحه بالعقاقير، لهذا تحذوا الدول حذوها لمحاربة انتشار المرض. والحالات التي ظهرت بالجزائر يمكن أن تعم عدواها لا قدر الله إذا لم يتبع نظام الحجر الصحي وكافة الإجراءات الوقائية الأخرى بصرامة ودون هوادة.
غلق المنفذين البريين اليوم بين مدينة تندوف ومخيمات اللاجئين الصحراويين إجراء تطبيقي لقرار الرئيس الجزائري الوارد بخطابه ليلة أمس، والقاضي بغلق الحدود البرية بين الجزائر ودول الجوار، والصحراء الغربية من دول الجوار الجزائري، وتفضي مخيماتنا إلى المناطق المحررة من ترابنا.
الحكومة الصحراوية معنية بحل إشكالات مواطنيها العالقة، كما أن السلطات الجزائريةغير غافلة عن حاجة الصحراويين للتبضع من مدينة تندوف وكذا علاج بعض الحالات المرضية المستعصية، وغير هذا كثير، لكن علينا كمواطنين صحراويين احترام الإجراءات التي فرضها هذا الظرف الصحي العالمي، والتعاون مع مؤسساتنا الوطنية، ودعم القائمين على خلايا الأزمة، بتطبيق النصائح والإرشادات والمرونة واللين عند طرق الحاجات الضرورية، والتحلي وهذا الأهم بالصبر والجلد.