السفير محمد محمود ودادي يعلق على كلمة الرئيس غزواني بشأن محاربة “كوفيد19”
تابعت – ككل الموريتانيين – البارحة كلمة السيد/ محمد بن الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية إلى المواطنين، حول موضوع من أخطر ما تواجهه اليوم بلادنا والإنسانية ، وهو جائحة “كورونا: كوفيد 19” والتي كانت كلمة تلقائية، شاملة ومقنعة؛ وليس لدي ما أضيفه إليها.
إنني أعتبر أن الرئيس بحضوره شخصيا لاجتماعات الهيئة المكلفة بمتابعة الأزمة، قد دشن أسلوبا جديدا في التعاطي مع الأزمات، حيث عهد إلى الوزير الأول والحكومة بمهمة وضع الخطة المطلوبة لمواجهة الجائحة، ثم تفقّدها؛ مطْلعا الشعب مباشرة على نتائجها، ومحملا إياه المسؤولية العائدة إليه في اليقظة واتباع التوجيهات الصادرة عن الجهات المختصة.
لقد أدخل هذا الأسلوب مؤسسة الرئاسة الموريتانية عصر القرن الحادي والعشرين، ومن ثم عالم الفعالية والتجديد، وهو ما تتطلبه المرحلة التي نعيشها. ذلك أن الرئيس تحدث مباشرة في الموضوع، دون مقدمات ودون أن يكون مسبوقا بالنشيد الوطني، أو جالسا خلف مكتبه، أو محفوفا بالحرس والمرافقين، فلتلك المظاهر مناسباتُها كالاحتفال بذكرى الاستقلال.
والأمل أن تكون تلك رسالة يستوعبها المحيطون به، ورجال الدولة ومؤسساتها، والحزبيون والسياسيون والإعلاميون والقيّمون على الإدارة، والشعب قبلهم – رسالة مفادها أن العهد عهد التحديث، خاصة في فن توزيع المسؤوليات، والاتصال، حيث أن الجمود والكسل منافيان للتطور والابتكار، ومن ثم التقدم والنماء.
فعلى الفاعلين بدون استثناء أن يواكبوا رئيس البلاد، ويواجهوا الشعب بالواقع، وبدون براقع أو كمامات، ويتحملوا مسؤولياتهم.
سدد الله خطى قادة موريتانيا، ووقاها الفتن والحروب والكوارث والأوبئة، وكذلك البشرية جمعاء، إنه سميع مجيب الدعاء.