canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

من وحي الواقع.. كورونا والانسان المغتر/ محمد فال ولد بلال

بات من الواضح أنّ فيروس الكورونا COVID-19 جاء تحديا لإنسان اليوم المغتر بما وصل إليه من تمكُّن وتمكين وقوة… هذا الإنسان المتجبِّر الذي طوّر العلوم والتقنيات، وصنع الروبوهات، واختزل المسافات، وضاعف الاكتشافات، وعمّر الارض بالناطحات، وغزى الفضاءات، وأذلّ المحيطات،،، هاهو الآن كائن من أصغر الكائنات لا يُرى بالعين المجردة يقف في وجه كبريائه وجبروته وغطرسته وغروره ليضربه ويهزمه،،، هاهو يعطل نشاطاته، ويُفشل مخططاته، ويُلزمه البقاء في بيته مقهورا مدحورا.. ضاقت الأرض بما رحبت على اترمب وميركل وماكرون وكونتي واليهودي والصيني والإسباني وغيرهم .. وبات الكل ينظر إلى السماء نظرة خوف وهلع وطمع..
البارحة، وأنا أفكر في الأحداث، عادت بي الذاكرة إلى قصة “الحشرة” التي مزقت صحيفة قريش .. تلكم الحشرة أو النملة التي أكلت صحيفة الحصار والعار، معلنة بداية ونهاية.. بداية الفرج لبني هاشم ومن معهم من المستضعفين والمظلومين..و نهاية حكم جبابرة مكة وطغاتها.. كأني أرى اليوم فيروس كورونا يأكل صحيفة السوق والدولار والمادة المتوحشة واللإنسانية والانحلال والتفسخ والابتذال المهيمنة على العالم في هذا الربع الاول من الألفية الثالثه، معلنا نهاية عصر وبداية آخر أقرب إلى الفِطرة و إلى الرُّوح..
وإذا كانت حشرة مكة مزقت صحيفة قريش كلها باستثناء “باسمك اللهم”، فإن كورونا ستمزق صحائف العهد الحالي كلها باستثناء ما كان باسم “الرُّقِي”.. يعني “رقي” الإنسان و”السمو” به وبإنسانيته وأخلاقه وعقله وروحانيته كاملة.. لن يكون الإنسان بعد اليوم “سلعة”. لن يكون “شيئا” من “الأشياء”.. لن يكون مجرد “عود” من حطب الدنيا والمال والأعمال.. لن يكون بعد اليوم فأر مختبرات .. لقد قضى الوباء الحالي على ذلك كله، وأظهر أنه أضعف من بيت العنكبوت، ولا يعتد به عاقل.
غدا، ستأخذ الأديان حقها وتنتقم من “النسخ” و”المسخ” و”الفسخ” واحتقار الروحانيات والفِطرة وإحكام الفاحشة والزنا والاغتصاب والزواج المثلي وغير ذلك من الموبقات التي فُرضت على الخلائق رغما عن دينهم وعقولهم وتراثهم..
هذا بإيجاز ما أشار إليه بين السطور السيد “كونتي”، رئيس وزراء إيطاليا بقوله: “الأمور خرجت عن السيطرة، ولم يبق لنا إلاّ النظر إلى السماء”!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى