آخر كلام …/ الشيخ معاذ سيدي عبد الله
في عام 2010 شاركت في مؤتمر أدبي في القاهرة بعنوان (النقدالأدبي والواقع الثقافي)وقد شاركت أغلب البلدان العربية بنقاد كبار من أبرزهم عبد السلام المسدي من تونس وحميد لحمداني من المغرب وسعيد السريحي من السعودية ومن مصر كان هناك فطاحلة أبرزهم أحمد درويش ومحمد عبد المطلب والراحل فاروق شوشة وجابر عصفور وآخرين …
في هذا المؤتمر وفي جلسة حضر فيها سؤال النهضة دار نقاش حاد وطويل بيني وبين أساتذتي المصريين حول الانتقائية في ذكر أعلام النهضة العربية وفرض أسماء معينة على المناهج التربوية العربية، واستغربت عدم ذكر اسم واحد من شناقطة مصر أو الخليج بما فيها العراق وأعطيت أسماء كانت مساهمتها في مسيرة النهضة بارزة و موثقة…
وأتذكر أن الدكتور السريحي انتصر لي في ذلك النقاش وقدم بعض الأفكار المهمة …
هذا تقديم لتوضيح الآتي :
ليس من عادتي الرد على شذاذ الآفاق من العرب الذين اتخذوا من الاساءة لموريتانيا فسحة تندر وتهكم وقتل للوقت، فللأسف ما زالت موريتانيا بالنسبة لهم جزيرة عجائبية شبيهة بجزر الجان والعفاريت في قصص ألف ليلة وليلة.. منزوعة منها تيمةالجمال الملازمة لتلك الجزر..
موريتانيا لا تستحق الحياة ولا الوجود، بل هي عند بعض مثقفيهم من الويلات التي حاقت بالجامعة العربية وقتلتها، وهي بلد لا يكاد يشب بسبب الجوع والفقر والمرض والقبح….
هذه هي الصورة التي تتكرر على مسامعنا وتمر أمام أعيننا يوميا.. وبغض النظر عن دورنا نحن في ذلك فإن الآخرين لا يكلفون أنفسهم عناء البحث عن الحقيقة والواقع..
عندما انطلقت تجربتنا الديمقراطية – على علاتها – ونظمنا انتخابات رئاسية متعددة – على علاتها – لم نبلغ عند بعض كبريات وسائل الاعلام العربية درجة ذكر ريادتنا عربيا لهذه التجربة..
وعندما تصدرنا العالم العربي في حرية الصحافة غُمطنا حقنا وأصبحنا أحيانا ثالث بلد وأحيانا رابع بلد رغم أن منظمات حرية الصحافة العالمية تضعنا في المقدمة عربيا على مواقعها .. لكن لأنها موريتانيا لا ينبغي أن تتصدر شيئا كهذا ..
جابهنا هذه التصرفات باللين وبالتفهم وبالتماس أحسن الأعذار وكتبنا لمن تهمهم الحقيقة ..
والغريب أننا الشعب الوحيد الذي ليس من طبعه مهاجمة البلدان والشعوب، فمواقفنا من بعض القادة العرب لا تتعدى القادة أنفسهم، ولذا نلتمس العذر لمن ينتقد موقفا لحكومتنا أورئيسنا ولكن عندما يتعلق الأمر بوطن كامل وبحقه في أن يكون شيئا مذكورا فلا معنى ساعتها للتعقل ولا للتثاقف ولا للتنوير الزائف …
اليوم ما زال بعض العرب (جابر العافية) على الاساءة لموريتانيا بلدا وشعبا ويتخذ من هذه الفضاءات منصة لذلك، ولا يفوت فرصة دون تدوين سيل من التجريح والتهكم ضدها ..
هل من الحكمة التماس الأعذار له و التثاقف معه؟ والتغاضي عنه؟
إلى متى هذا التغاضي وهذا الخنوع وترك الآخر يسب ويهاجم؟
ما قيمة الثقافة إذا لم يرد بها المرء عن وطنه وشعبه؟
عندما هاجم السفير الفلسطيني الأسبق في القاهرة ( في الثمانينات) جمال الصوراني موريتانيا رغم ما قدمته للقضية الفلسطينية وقال في لحظة نفاق لمصر : ( إن مصر بلد عظيم ودوره لا يستغنى عنه فهو ليس موريتانيا ولا الصومال ولاالجيبوتي) لم يذهب كلامه سدى، فقد تصدى له السفيرالموريتاني في تونس آنذاك سيد احمد ولد الدي حفظه الله وألقمه حجرا برسالة مشهودة وًمعطرة بلغة أنيقة عانق الجاحظ فيها المتنبي بحب وكبرياء ( أنظرالرد في جريدة الشعب – ع 2463 بتاريخ 31 مارس 1988 منشورةفي ملحق الخميس).
وعندما تحدى المصريون ابن الأمين دمغهم بكتاب الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، وعندما سخر التاجر اللبناني من المرأة الموريتانية، مرددا قصصا خرافية عنها وعن علاقتها بزوجها أمام المختار ولد حامدن، نفض يده من التجارة وتفرغ لكتابة موسوعة حياة موريتانيا….
الحمية للوطن ليست مسألة خاضعة للنقاش والمساومة، هي حالة لا شعورية..
واليوم عند الاعلان نجاح بلدنا في السيطرة على الوباء انبرى بعض العرب على تويتر يهاجمون ويتهكمون ويتندرون، بين من يستغرب من معرفتنا لشيء اسمه الفحوص، ومن يقول إن سبب خلونا من المرض هو أننا لسنا بلدا ولا شعبا وذلك ما اكتشفه كورونا وقرر الرحيل .. وبين من يقول إننا لم نستيقظ بعد، والأمثلة بلغت المئات على تويتر من التقزيم والهجوم والاحتقار ..
تريدوننا أن نصمت وأن نبتلع الاهانة حتى نظل في ذهنكم ( مثقفين) و ( نخبة) أي ثقافة هذه وأي نخبة إذا كانت لاترد عن شعبك وبلدك صائلا؟
قلتم إننا ظلمنا أحد المغردين العرب، طيب لماذا تركيزكم عليه وحده دون مئات الردود الساخرة، المحتقرة.. كأنكم وجدتكم فرصة لترك التهجم على الوطن جانبا ومهاجمتنا نحن .. كأن مشكلة بعضكم معنا نحن وليس مع من لا يعترف بحقكم في الحياة….
وقلتم إن الموريتانيين لديهم مركب نقص.. طيب : هل هم الموريتانيون وحدهم؟
ليجرب أحدكم الاساءة لملك أو رئيس عربي أو بلد عربي على تويتر ويرى كم وردة سيحصد…
موريتانيا بلد يستحق الاحترام كغيره من بلدان العالم فهل طلب الاحترام مركب نقص؟
سنرد عليهم بلغتهم وبأسلوبهم ولن نأخذ بلدانهم وحكوماتهم بما يتقيؤون من سافل القول وسفسافه ، بل سيظل تقديرنا واحترامنا لتلك البلدان وقادتها قائما وراسخا،
ولكننا سنضاعف لهم الصاع حتى يفكروا ويفكر غيرهم ملايين المرات قبل التجريح والاساءة الى موريتانيا .
مقترح : أنتوم ال مثقفين ومتنورين وفاهمين الأتيكت تمو جوهم عاگبنا نحن وملْسو ردودنا وقولولهم عنا شمن الجهلة والبداة الأجلاف وعنهم عندهم الحق وموريتانيا دمها هدر لهم..
ذاك هو ال مستور وهو ال يتواس …