عن الثقافة والهوية مرة أخرى/ النانه لبات الرشيد
منذ تشكيل المجتمع الصحراوي قبل قرون عديدة، تشكلت هويته بتجانس وتناغم فريدين، ظلت فيه مناحي التباين طفيفة والتنوع يكاد يكون معدوما، فاللهجة هي الحسانية والعادات والتقاليد متشابهة في كل مساحات تواجد الجسم الصحراوي.
وككل ثقافات العالم، يساهم الاندماج بين المجتمعات والثقافات، في استحداث مصطلحات دخيلة، أو تحوير في بعض العادات، بينما تعمد القوى الاستعمارية لأي مجتمع إلى إفساد مكنونه الثقافي كونه عماد هويته والتي بها ومن أجلها يمكنه مكافحة الاستعمار ودحره.
في حالة المجتمع الصحراوي، ومنذ احتلال الصحراء الغربية من طرف نظام المملكة المغربية، نصب هذا الأخير مدافع تشويه الثقافة الصحراوية الأصيلة، قاذفا نصاعة اللهجة الحسانية، ومفجرا عمق أصالة العادات والتقاليد.
عمد الاحتلال المغربي إلى تغيير ميزان العامل الديمغرافي، إذ أغرق الصحراء الغربية بالمستوطنيين المغاربة، هذا العامل عبث باللهجة الحسانية، مزقها بخنجر ” اللحن” وخلق ندوبا كثيرة بساطور الدارجة المغربية، بالإضافة إلى وجود طقوس وعادات دخيلة حورت عادات الصحراويين في أفراحهم وأتراحهم وعاداتهم الغذائية.
نحن نعترف باستطاعة النظام المغربي النيل من الثقافة الصحراوية، لكن السؤال المطروح هو : هل علينا تقبل الأمر واعتبار ما آلت إليه لهجتنا الحسانية من تحريف جزء من ثقافتنا؟؟
هل يجب علينا تقبل كلمات مثل “دابا” في لهجتنا لأن الناطقين بها صحراويين شوه الاحتلال المغربي لغتهم عن سبق إصرار وترصد؟
أم أنه علينا جميعا تظافر الجهد من أجل صقل حسانيتنا وتحصينها؟؟؟
الدعوة لانتفاضة ثقافية باتت ملحة، انتفاضة ضد كل دخيل من شأنه طمس الموروث الثقافي الصحراوي وتشويهه، انتفاضة تعيد اللهجة الحسانية لأصالتها وطهرها، وتصفي العادات الصحراوية من شوائبها وتنفض أدران تقاليدنا.
#الانتفاضة_الثقافية