.عندما تجري رياح التغيير رخاء/ الحسن مولاي علي
يوما بعد يوم، يزداد جمهور الناس، خاصتهم وعامتهم، فضلا عن النخب الواعية المتابعة، عن كثب، لتفاصيل الحالة الوطنية، بأبعادها المختلفة، منذ تسلم الرئيس الغزواني المقود، قبل أشهر، يزداد الناس قناعة، إذن، بان مركبنا قد بدأ التحرك، وداعبت الريح شراعه رُخاء، بمعرفة ربان محترف، عبر المسالك الآمنة التي تقود إلى مراسي التغيير نحو الافضل؛
اليوم انصرمت تسعة اشهر، كأنها أسابيع او ايام، منذ أقسم الرئيس محمد الغزواني يمين بر لا لغو فيها، رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية، ثم استلم مقاليد الامور من سلفه محمد ولد عبد العزيز، في يوم عمت بهجته الحاضرين والمتابعين، وشهده رجال الدولة، وأغلب الشركاء و الاصدقاء والجيران، وتناقلت بعض أهم مباهجه وسائل الإعلام الوطنية والدولية؛
وحده الرئيس الغزواني ناء تحت ثقل المسؤولية التي تحملها للتو، واشفق عاى نفسه من ان عليه، وحده، دون كل من حضر، دينا قد حل اجله، هو رزمة الوعود والعهود والالتزامات التي قطعها على نفسه للمواطنين، لذلك ما كادت المياه تسلك مجاريها الطبيعية، من دون حواجز، ويستلم الفريق الحكومي ملفاته، حتى نزل الرئيس الميدان، حيث عقد اكثر من اواء، و رفع أكثر من راية، تحت أكثر من عنوان، وهو يطلق مع فريقه برامج عاجلة للغوث والتكفل، وحملات وطنية متتالية لمواجهة كوارث قائمة، وأخرى متوقعة.
وتواصلت على قدم وساق، معركة تذليل العقبات الكثيرة، وزحزحة العوائق المعطلة، والتصدي لمختلف لإكراهات، وفيما كانت قيادات الموالاة والمعارضات، على السواء، تثمن، وتبارك وتلزم مكانها في الصف الوطني، ساقا بساق ومنكبا بمنكب، انطلقت القوافل والوفود والبعثات والمبادرات، في كل اتجاه، رافعة رايات النصر، والوية التصميم على بلوغ الاهداف الوطنية السامية، وبأقل الخساير؛
وهكذا، بأقل الخسائر المسجلة عالميا، انتصرت تدابير الرئيس وفريقه الحكومي، الوقائية الاستباقية، في طمواجهة وباء كورونا العالمي، الذي انطلق من الصين، على حين غرة، فاجتاح العالم كله دون استئذان، واثخن في أكثر البلدان تطورا، وافضلها انظمة صحية، فأصاب الملايين، وعبر بمئات الآلاف من قصورهم إلى قبورهم وشل عصب الاقتصاد العالمي، وهوى بكل المؤشرات إلى الحضيض، وفبما كانت الإصابات بالمئات والآلاف، والوفيات بالعشرات والمئات في محيطنا القريب، كانت حصيلة الحالات المسجلة لدينا بحمد ثماني إصابات، توفيت منها حالة واحدة..
النجاح في تدابير الوقاية من كورونا، كان له وجه آخر، هو إنشاء الصندوق الوطني للتضامن، والذي انطلق بمبالغ مالية هائلة، من تدبير الحكومة، ضاعغتها الهبة الوطنية للمسؤولين السامين وكبار رجال الاعمال والموظفون والافراد العاديون، من الرجال والنساء، مما جلب الطمانينة على كغاءة تدابير السلطة، في التصدي السريع لانعكاسات حالة الإغلاق والحد من التجوال داخل وبين المدن، والتي عطلت العديد من وسائل الكسب، تحملت الحكومة من خلال الصندوق إعالة المتضررين من تعطيلهاا.
صحيح ان للوباء انعكاسات على المجهود الوطني عامة، حيث فرضت تدابيره إعادة ترتيب بعض الاولويات، وإدختل بعض المكونات الجديدة، ولكن، وكما توقعنا في قراءة سابقة لنذر الواقع الوطني ومبشراته، فإن الأدلة والبينات والبراهين، ما فتئت تتواطأ وتتوالى، ناطقة وصامتة، على ان عهد الرئيس محمد الغزواني، لم يكن، كما تمناه البعض، امتدادا للعشر الشداد، حيث اكلت البقراتُ السمانُ العجافّ، والسنبلاتُ الخضرُ اليابساتٍ، ولن يكون امتدادا، او مرآة عاكسة لها؛ بل إن الاوضاع كما نعيشها ونرقبها حبلى بقطيعة كاملة، تمثل حثما، غاية وحاجة وطنية؛
ولما كانت الغايات مترتبة على وسائلها، وكان تصحيح البدايات شرطا لصحة النهايات، فإن القطيعة مع عقود التيه التي توجتها العشرية، وإن صح اعتبارها وسيلة وشرطا لا غنى عنه للإقلاع المنشود نحو المستقبل، قد تتحول في حد ذاتها إلى غاية الغايات، إذ بدونها تبقى الآمال العراض معلقة على شرط غائب طالت غيبته، وهو شرط المعرفة الواعية، وعمق التجربة السياسية والإدارية، والهدف الواضح المحدد، والإرادة الصارمة لبلوغه، ثم بطانة الخير التي تشير به، وتعين عليه؛
باتجاه محطة القطيعة مع الماضي، إذن، تحركت بهدوء عربات قطار التغيير نحو أهدافها، مستهينة بكل ما ازدرعته فلول العشرية من عقبات وفخاخ وكمائن، على منعرجات ومسارات السكة، وقد تم تحييد بعضها، ونزع فتيل البعض الآخر، والحبل على الجرار، ليواصل القطار سيره، محملا بآمال الشعب العريضة، في غد مختلف، غد فيه يغاث الناس وفيه يعصرون، تفك فيه اغلال التخلف، وينهزم ثالوث الفقر والجمل والمرض، ويلج الناس عصر الحضارة والتقدم، وميادين المنافسة والتميز؛