أنا الشيطان..!!!!/ ذاكو وينهو ( المرتضى ولد محمد أشفاق)
عندما سمي صديقي في منصب عال أخذت الهاتف لأعزيه….فربت الشيطان على كتفي وقال : أنت مجنون هذا مقام التهنئة والحمد…فقلت له مقام الحمد نعم أما التهنئة فلا…فقال سيقول الناس إنك تحسده وسأوسوس أنا إلى صديقك أنك تكره له الخير والسعادة فتسوء العلاقة بينكما وتتدهور ثم تنقطع…فقلت أيها الشيطان ما سر انشغالك بأمر لا يعنيك؟ ضحك الشيطان وقال ما زال عقلك طفلا رغم كهولتك ، وهل يوجد أمر بنجوة عن غاياتي وأهدافي؟؟؟
أنت أيها الغر ستقول إنك تعزيه لأنه ابتلي ، والبلاء فتنة ، والفتنة مصيبة ، لذلك أنا – واسمي الشيطان – غير متردد ولا وجل ، زينت للناس حب الشهوات من النساء والأولاد والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة وأقنعتهم أن السبيل إلى كل ذلك هو هذه المناصب التي تفتح لهم السبل إلى الغلول والإثراء بالطريقة التي أريد….
أقنعتهم أن يعاجلوا يوم عزلهم بما أوتوا من قوة التسلط على أموال الشعب فيخفوا ويكتنزوا ويودعوا في حساباتهم ما قدورا عليه …أقنعتهم أن الوطن مهزلة وكذبة يلهج بها كل من أراد مغالطة العامة ليركب ظهورهم إلى غاياته الشخصية ، حتى إذا امتلأت مزاوده وضاقت حواصيل أفاعيه بما حوت طرح لهم الديدان التي تحتل بعض تجاويف أمعائه ينشغلون بها ويتصارعون عليها وهم يسعلون ويلفظون النخامة الصفراء يزعمون أنها تمجيد لأبائه الشم العرانين!!! ساخرين…قائلين موعدنا الصبح حين تجف حلوقنا مما طرحت أليس الصبح بقريب؟؟؟
صدق الشيطان وإنه لكذوب…..في بلادي تيه وضياع ….تتحد المظاهر وتختلف المقاصد…في بلادي لا نميز بين مأتم وعرس…
في المأتم سيارات …وفود ….تمر …لحوم ..وأحاديث فضول من هنا وهناك كهذيان المحموم….ضحك ..غيبة….ودموع بصل…وشر وعاء ملأه ابن آدم : البطن….
وفي العرس سيارات …وفود ….تمر …لحوم ..وأحاديث فضول من هنا وهناك كهذيان المحموم….ضحك ..غيبة….ودموع بصل…وشر وعاء ملأه ابن آدم : البطن….
إذن المأتم = العرس …التعزية = التهنئة
في التولية وفود …قبائل…سيارات…لحم….تمر …غيبة….كذب…. ملق….وفضول كثير…..
في العزل وفود…قبائل….سيارات….لحم…..تمر..غيبة…كذب….ملق…وفضول كثير
إذن التولية = العزل ..التهنئة = التعزية
رائع يابن آدم لقد فهمت وحفظت وأديت درس أستاذك الشيطان رائع !!!! رائع !!!
اذن هل عرفت أني ذكي ، وأن خطامك بيدي أقودك وألقنك فتؤمن أني الفعال لما أريد ؟؟؟
لا عليك إذن اتصل على صاحبك فهنئه لأن التهنئة كما علمت وفهمت وقلت هي عين التعزية …وغدا ستسمع نبأ عزله فعزه لأن التعزية كما علمت وفهمت وقلت هي ذات التهنئة ، وقد خلصه الله من البلاء….تعددت المظاهر والتسميات وأنا الواحد أنا الشيطان…