التعيين تكليف ….و يجب ان يكون مناسبة للتخويف ../ عبد القادر ولد محمد
هنالك إجماع قديم متجدد لدى العارفين بالادارة العمومية و العاملين فيها ير ددونه يوميا في المكاتب وفي الصالونات مفاده انها وصلت مذ عقود من الزمن الى الدرك الأسفل من الانحطاط و هنالك راي سائد يقول بان أكبر معضلة عانت منها تنحصر في عاملين اساسيين من الماضي الذي لا يزال حاضرا ..و يتمثل العامل الأول في السياسات الاقتصادية التي فرضت في حقبة ما تجميد الاكتتاب و بالتالى منع تحديد الطواقم ..
بطريقة تحفظ اكتساب التجربة و الخبرات طبقا لمبدأ استمرارية الدولة … اما العامل الثاني فيتمثل في إسناد الوظائف الحيوية في الإدارة العمومية الى فاعلين او مفعول بهم سياسيين لا يمتلكون مثقال ذرة من الكفاءة و يوظفون احيانا بسوء نية و هلع موالاتهم لحماية مصالحهم الانانية ..الامر الذي يقودهم إلى الوقوف في وجه المحاولات الإصلاحية .. و ذلك ديدنهم مذ انطلاقة ما بعرف بالمسلسل الديمقراطي في عقد التسعينات حيث صارت الديمقراطية و ما يترتب عليها من ثنائية الموالاة و المعارضة ذريعة لحشو الادارة العمومية بثقلاء السياسة المحلية المشحونة بعقلية حسد أولاد العم ..
و حيث صار كل من يحمل أفكارا إصلاحية تمليها المصلحة الوطنية يتهم بالمعارضة كما لو كانت المعارضة داءا بحد ذاتها وفقا لمذهب اللحلاحه . و أخطر من ذلك أن الكثير من المعارضين و المطالببن بالإصلاحات صاروا بعد توظيفهم علي نفس المذهب .. و هكذا صار الرأي العام ينظر بريبة الي التعيينات و يعتبرها مجرد إعادة توزيع للكعكة. و موسم أفراح . في حين يعرف الجميع اليوم بان واقع الإدارة العمومية يدعو.الي القلق . و الى الخوف و لذلك ينبغي أن يضاف إلي قولهم التعيين تكليف لا تشريف .. بانه يجب أن يكون ايضا مناسبة يتعرض فيها أصحابه للتحذير و للتخويف ..