محرقة الجيوب.. السقوط.. / ذاكو وينهو ( المرتضى محمد اشفاق)
حين تنزل بي المطامع إلى المهاوي ، و أستفتي جيبي في نوازل فقه رذيلة الجشع ، حين أنسى نفسي ، و أنسلخ من كرامتي، و تهون علي آدميتي ، سأجدني أستفرغ فكرا هجينا يتخلق في رحم أمعاء تعوي ، و أخلاق تهوي ..و كبرياء تذوي…
سأنزل إلى وحل الدون ، و أتيه في مفازات الانحدار ، سأكون إنسانا تافها ، يخمش وجوه حروفه ، و يبصق على حياء كلماته ، سينتفخ جيبي من رماد كرامة محروقة ، و تغوص رجلاي في دماء ضمير مذبوح ..
سخف أن يسجل المثقف ولاءه بانحناءة ذليلة يجلد فيها حروفه لتقبل نعل كسرى أنو شروان ،
قبيح أن يمارس المثقف فاحشة توثين السلطان ،
و رزء أن يكون المثقف ماشطة تتخرق يداها بالضفائر الشعثاء لحريم هامان…
عار أن يظل المثقف عبدا يدق أوتاد خيمة السلطان..
حين يدمن المثقف محاريب التملق داعيا و متغزلا بمفاتن الخليفة النعمان ، و مؤنسا للنسوان ، يبيع أمة بدرهم ملفوف يقبضه ثمنا لتقبيل دبر الشيطان ، و يشتغل برتق فتوق مخدة الخيرزان ،
فيا موت زر إن الحياة ذميمة
ويا نفس جدي إن دهرك هازل
أشباه الرجال يمتطون حروفهم إلى بيوت الدعارة السياسية لكنهم يقذفون قبل الإيلاج ، و يطرحون فضلاتهم في صندوق نذور صاحب الصولجان..
أشباه المثقفين حين يعاشرون مومس السياسة ينزلون بشهوة غيرها ، و يوقعون بمائهم في ميلغ جمع محاليل التعساء…