canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراء

في دار الشيخ..الحلقة 4 / ذاكو وينهو (المرتضى ولد محمد اشفاق)

قلت إننا لم نر معروف يتعثر في منحنيات أروقة الوزارات و دهاليز المرافق العمومية ، يندب أطلال وظائفه ، و يتوكأ على سمعة أو رتبة أو حصانة قديمة مستتفتحا بها المغاليق ، و كم امتهن بعض من غربت نجوم وظائفهم التسول بالمجد الزائل ، و الوظيفة الآفلة استدرارا لصدقات العطف و الحدب بأيام أدبرت و عز تولى…
لكنه ظل محبا لوطنه ، وفيا لرفقاء دربه من الرعيل الأول الذين بنوا بإرادتهم و نظافة أيديهم موريتانيا..
لن أسترسل في حياة الرجل فهي أسفار و أعمار و إعمار ، تزخر بها النشريات و الصحف و المجلات..
فهو من جيل التأسيس ، و الرفيق القريب المقرب من المرحوم المختار ولد داداه و شريكه في بناء الدولة الموريتانية ، و كان له الشرف في استضافة قبيلته لمؤتمر ألاك الذي كان المخاض لميلاد الجمهورية الإسلامية الموريتانية…
جزئيات ترتبط بمؤتمر ألاك : حدثني عنها معروف ولد الشيخ عبد الله :
قال لي الوالد معروف إن المرحوم المختار ولد داداه فكر في عقد تجمع كبير ، و حددت له بعض المناطق ثم تغير الوضع ، و إنه رآه مهتما مشغولا بذلك المشروع ،و قال بحضرة معروف إن ألاك مناسب لموقعه و تنوع سكانه ، لكن معروف لم يرد عليه ، لأنه كما قال لا يملك قرار استضافة تجمع بشري غير محدود دون موافقة القوم الذين سيستضيفونه ، و سافر إلى مضارب قبيلته (إجيجبه) من سهول شمامه إلى الشمال و زار كل الأحياء و المكونات و استقبل قومه الفكرة بإجماع و حماس…و كان رحمه الله يوصيني كلما سمحت سانحة لتخليد تلك الذكرى ، بذكر ثلاث كلمات لثلاثة رجال :
كلمة محمد عبد الله ولد الشيخ المصطفى حين قال في اجتماع لنقاش الموضوع إن أضعف امرأة من هذه القبيلة حتى و لو كانت غرب النهر تستطيع أن تضيف المؤتمرين دون مشكلة …
الكلمة الثانية وردت في رسالة من الشيخ عبد الله ولد الشيخ سيديا يقول فيها إنه يعتب على إجيجبه الذين حولوا ابنهم إبراهيم ولد باب ولد الشيخ سيديا إلى مجرد صداح بالثناء على (إجيجبه) وهي كلمة في منتهى التواضع و الاحترام ..
أما الكلمة الثالثة فهي للأمير عبد الرحمن ولد اسويد أحمد وقبل ذكر الكلمة سأروي قصة طريفة : – قال لي خالي إسلم ولد أداع إنه كان حاضرا عندما دوى بارود لعبة تقليدية تسمى (سويكه) ، في انفجار مذهل و بصورة منظمة حيث نطق البارود من أفواه تلك المدافع التقليدية في لحظة واحدة ،فقال الأمير عبد الرحمان (الدان) بصوت مرتفع (آن الكافر) و سببت حركته على الفراش التقليدي تكسرا في بعض الأعمدة التي تحمل (الخبطه او التيكل )…
أما كلمة الأمير عبد الرحمن ولد بكار فجرت كما يلي – اجتمع الأمير عبد الرحمان ولد اسويد أحمد برجال من مجموعة(إجيجبه) للوداع فقال لهم ، أنتم أبناء عمي و قد أشفقت عليكم لدرجة الحزن حين علمت بإقدامكم على هذه المغامرة ، أما الآن فإني فخور بكم و الحمد لله أنني ابن عمكم و الحمد لله أنني لا أجاوركم قطعا كنا سنتقاتل على حيازة المعنى و القيادة ، ثم ودعهم ..
كان الموريتانيون في مايو 1958 على ميعاد في ألاك ليضعوا اليد في اليد ، و القلب في القلب ليتحدوا و يجمعوا أمرهم على تجاوز الخلافات ، و تذويب المعيقات ، و تذليل العراقيل ، من أجل توحيد هدفهم و تحويل هذه البلاد من الحلم المضطرب إلى الحقيقة القارة ، من دعوة إلى هناك و انحياز إلى هنالك إلى إيمان بالذات و ثقة في النفس ، إلى صهر للجهود و نداء بصوت واحد عبر جناجر كثيرة أن حي على الوجود في ظل الحرية و الاستقلال..
يقول المرحوم المختار ولد داداه عن مؤتمر ألاك : (…كان بمختلف المقاييس تجمعا كبيرا للموريتانيين ، فقد توافدوا من كافة أصقاع البلاد حتى أنه كان من بينهم وفد من موريتانيا الإسبانية ، أو على الأصح الصحراء التي تحتلها إسبانيا بقيادة خطري ولد سعيد ولد الجماني ..)
و يقول المختار دائما : (..و أخيرا تمكن المؤتمر من اختتام أعماله بصورة مرضية ، و أصدرت قرارات تمت مناقشتها باستفاضة ، وتم إقرارها بديموقراطية من أغلب الموريتانيين ،وكانت القرارات الأساس تتعلق بالسياسة العامة و السياسة الداخلية و الترقية الاجتماعية ..)
وهذه أهم القرارات العامة ، و الكلام دائما للمختار ولد داداه رحمه الله :
-يعلن المؤتمر عن صهر حزب الاتحاد التقدمي الموريتاني وحزب الوئام الموريتاني في حزب واحد هو حزب التجمع الموريتاني..
– يقرر الدفاع عن وحدة التراب الوطني الموريتاني ضد كافة التهديدات أيا كان مصدرها
– يقرر بقاء موريتانيا جزءا من مجموعة إفريقيا الغربية الناطقة بالفرنسية مع الاستقلال الداخلي التام و الرغبة في نيل الاستقلال الوطني
– يقرر ربط علاقات حسنة مع حزب التجمع الافريقي و التجمع الديمقراطي الافريقي بغية تحقيق عمل متكامل مع هاتين الفئتين المتتازعتين على أن لا تنحاز موريتانيا لأي منهما…
– يعرب عن كامل تحفظه اتجاه انشاء حكومة عليا و برلمان أعلى في داكار ..
– يعلن رفضه القاطع لأي انضمام سياسي أو إداري إلى منظمة عموم الأقاليم الصحراوية و يوصي بعقد اتفاقيات اقتصادية معها على أن يتم التفاوض على تلك الاتفاقيات بحرية تامة
-و أقر إعادة تنظيم العدالة و تحسين أدائها اعتمادا على الشريعة الإسلامية
– كما قرر توحيد الضرائب و وضعها على الدخل دون تمييز بين الموظفين و أن يخضع للخدمة العسكرية جميع المواطنين القادرين دون تمييز أيضا
– و أقر العمل على تحسين نوعية تعليم اللغة العربية و تعميمه و الوصول به إلى مستوى التعليم الفرنسي مع تشجيع و تطوير تعليم البنات.
ووجه المؤتمر نداء خاصا إلى فرنسا يطلب منها وضع حد للحرب في الجزائر و بدء المصالحة مع البلدان العربية ، و اختتم مؤتمر ألاك أعماله بانتخاب لجنة تنفيذية مؤقتة.
و يقول المرحوم المختار ولد داداه : وقد أغاظت توصيات المؤتمر في مجملها الوالي “موراك” فقد كان أعلن لرؤسائه مسبقا و دون تبصر منه أن المؤتمر لن يتمخض عن أي مفاجأة فكذب مضمون قرارات المؤتمر تنبؤه ورأى فيها بذور قومية عربية خطيرة على مستقبل نفوذ فرنسا في موريتانيا و باقي مجموعة غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية..
خلد هذه التظاهرة الكبيرة عدد من كبار الشعراء الموريتانيي وسنكتفي من المتوفر منها الآن بأبيات قليلة كي لا نطيل :
يقول المختار ولد حامدن من بعض نصوصه :
يا دارةً ذَرَّ فيها سعدُ أخبيَّةِ
وذَرَّ سعدُ سُعُودٍ بل وجَوزَاءُ
كالأرضِ دَارَ بها “قَافٌ” فسَوَّرهَا
أو كالسماءِ إذا ما صَحَّ إصْحاءُ
كأنما هالةٌ دارتْ على قمرٍ
أو قُلِّدَت عَسْجدًا في الجيد أسماءُ
شكرا لِمَعْشَر “قَافٍ” دوَّرُوهُ فهمْ
للضيف والكتب قَرَّاءٌ وقُرَّاءُ
و يقول :
لله قوم القاف فرسان الندى
فلهم على أهل الندى فضل بدا
فالقوم أقطاب قضاة قادة
نقباء سباقون في طرق الندى
تلكم قضيتهم ومنطقهم ووا
قعهم و موقفهم على طول المدى
أبقوه قانونا لهم و وظيفة
باب التقاعد ظل عنها موصدا
….إلخ
و يقول:
فإن قلت إن الجيجبيين قد حووا
مناقب فخر كل عنها المنازع
لجئت بقول لم يشبه كذبذب
و للحق عن سبل الكذاب مدافع
ويقول محمد فاضل ولد افا الشمشوي:
على رسلكم في الجود أخجلتم البحرا
وذا المكرمات الغر و الصفر و الخضراء
أتتكم وفود الناس من كل وجهة
جيوشا إذا ريئت تضيق بها الغبراء
قبائل تترى أمة بعد أمة
تبذ الحصى في العد و النمل و الصخرا
على رسلكم ما الجود إلا لجودكم
وعلم صحيح الفقه أنتم به أدرى
….الخ
و يقول محمدن ولد محمذن فال ولد أحمدو فال التندغي:
أراكم يا بني أجب الكراما
سموتم في مكارم لن تسامى
فما منكم سوى من يرتقيها
مؤسسة دعائمها قياما
بنيتم في ذرا العلياء مجدا
تمكن في المفاخر و استقاما
ألا إنا نبلغم سلاما
يحاكي الدر حسنا و انتظاما
…الخ
و يقول محمد ولد المصطفى البرتلي:
نعم المناخ بأهل القاف إنهم
نعم العشير ونهج الحق مألوف
وكل جمع إلى أبواب دورهم
من كل قطر من الأقطار مصروف
و منكر القول منكور بمجلسهم
وسط المجامع و المعروف معروف
و يقول المصطفى ولد معاوي التندغي :
أجب حازوا على ذوي العلياء
كل مجد و سؤدد و علاء
وحووا رتبة و ذكرا جميلا
و ارتقاء على نجوم السماء
نقباء البلاد كانوا و كانوا
خطباء الرجال في الأنداء
فجزاهم رب البرية عنا
و عن المسلمين خير الجزاء
و يقول سدات ولد الغوث الشيخ المعلوم البصادي:
سلام لأهل القاف أهل محبتي
و جنة آلاك و أهل مودتي
سلام كريح المسك هبت به الصبا
على من بنوا قصرا مشيدا لسنة
على الخلق فازوا باتباع نبيهم
و إكرام أضياف الورى و الشريعة
و تأبيد طلاب العلوم لديهم
به العرف جار عندهم بالروية
وفاء…
ظل معروف ولد الشيخ عبد الله وفيا لصديقه المختار ولد داداه.، يتحدث عنه بإكبار و إعجاب ، في آخر نشاط جرى في ألاك بإشراف و توجيه منه يوم 26/11/2020 و قبل وفاته بشهر واحد و أيام ، أكد علي أن أذكر نقطتين يحب أن يسجلهما شهادة لوطنية الرئيس المختار ولد داداه رحمه الله و تقديرا لوفائه و شجاعته كانت يريد أن تذكرا و تعلنا و يسمعما شهادة مودع في حق زميله و رفيق دربه المرحوم المختار ولد داداه أراد أن يسمعها قبل رحيله ..
1 – قال إنه كان حاضرا و شاهدا في باريس يوليو 1957 على رفض المختار ولد داداه لأعلى تكريم رسمي في فرنسا ، وسام جوقة الشرف (légion d’ honneur)
لأنه كان يصر على أن يحصل قبل ذلك على تحويل العاصمة من اندر السينغالية إلى انواكشوط الموريتانية ، لإدراكه أن ذلك التحويل يعد خطوة حاسمة إلى الاستقلال الوطني…
2- النقطة الثانية و فيها شهادة على وفاء المرحوم المختار ولد داداه و شجعاته ، فقد زار تونس 1978 ، وكان قد وقع اعتداء على ديبلوماسي موريتاني في الخارج من طرف البوليزاريو ، و أصر المختار على ز يارة حرم السفير معروف السيدة فطمة السالمة بنت أداع في منزلها ، و أقلق ذلك السلطات التونسية كثيرا و طلبت من السفير معروف التدخل لدى المختار لإلغاء تلك الزيارة لدواع أمنية ، و عرض على المختار أن تنتقل إليه حرم السفير بدل ذهابه إليها لكنه رفض إلا أن يكون هو الزائر ، و تطلب الأمر حماية مضاعفة لإقامة السفير و وصل المختار و سلم على خالته كما كان يناديها و جعل الطفلين الصغيرين في حجره مداعبا و ملاطفا (المختار ولد داداه له جدة بنت أداع من إجيجبه )…
سطر الرجلان آيات بينات من وفاء لا يبلى و حب لا ينضب و عهد لم تزده غلواء الأزمنة القبيحة إلا لمعانا و سموا و سموقا…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى