حديث العوانس…!!/ ذاكو وينهو ( المرتضى ولد محمد اشفاق)
في بلاد الأولياء، والفقهاء، والذرة الصفراء،
أصبح الشعراء والكتاب والساسة كالعيادات الخاصة والصيدليات والمخابز ومحترفي الشعوذة والدجل الطاردين الجان بالمشاقة الشعثاء، ترتفع شهرتهم في جمهور ضاربة الودع، و قارئة خطوط الرمل، بصرخة تمجيد مبتذلة تطلقها عانس أمية، سليطة اللسان معوجة البيان، أو عبارة وقحة ينحتها مراهق غبي ويلحقها بنسب جنس أدبي منقرض ومنحط…
الانبهار اليوم حديث عوانس، وصناعة فتية أميين سمان،،،
الانبهار حالة سريعة الانتشار، يصوغها الصف السفلي، ويُسَوِّقها الطابور الواقف خلف مجسم لآدمي يعرض موضة نزول السراويل،،،
حين يخبو وهج الأمة المنكوبة في قيمة المعرفة، والمفجوعة بسرقة القرامطة لإبرة الميزان، ينطفئ القبس في بطن الوادي مختنقا تحت الرماد، وقل على الدنيا السلام…
نعم!.نعم! كم من شاعر في أيامنا هذه وكم من طبيب وكم من كاتب وكم من سياسي علا صيتهم بملتوية طباع تمارس العويل بمحاسن الأجسام العليلة، أومتسكع في مجاري العفن يجفف ذقون الهابطين،،
فالساقطون للساقطات، وبائعات الجسد وحدهن يحتجن محترفي المهن الرذيلة للعبور إلى وادي الذئاب…
في أرض الرمال المتحركة تتناسل الأوجاع،وتتراكم رداءة الأوضاع، ويمسي المثقف والشاعر والأديب كائنات أكولة تقتات من ريع الأطماع، ونفخ أسلاك الأتربة عن صلع الدمى البشرية العاجزة عن أنة تنبئ بانتماء صحيح إلى السلالة الآدمية، وتصبح القصيدة وجعا يعوي في شقوق الأبواق الصدئة بين أعراس الغاوين والأغبياء..
آه سلام الله عليكم أهل الدار المؤمنين، مهما حرمنا، مهما هرمنا، مهما بقينا في أرضنا غرباء،،،
..محال!محال! أن نتضخم بنفخ باعة الصراخ، ومحال أن ندخل في موكب الجبناء