ما ذا بعد سيف القدس / محمد لحبيب سيدي محمد معزوز
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) الآية 78/ المائدة.
نقاط على الحروف
ثلاث وسبعون سنة مضت منذ قيام الكيان الغاصب في الأرض المقدسة في 15 مايو 1948، تميزت بالاحتلال والبطش وارتكاب المجازر والعربدة والتهويد والتخريب والإفساد والتوسع والتعالي على القوانين الدولية والشرائع السماوية وما نتج عن ذلك من جموع المتدفقين من المهجرين والنازحين في مخيمات اللجوء والشتات، ثم جاء التطبيع مع اتفاقيات كامديفد المشؤومة وما تلاها من تهافت نحو مزيد من التطبيع. كل هذه السنين لم تجد نفعا في إضفاء شرعية ولو نسبية على دويلة ولدت لقيطة لا حسب لها ولا نسب.
منذ تفجرت الثورة الفلسطينية في العام 1965 تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية فتح وإلى أوسلو في العام 1993 والكيان يكتوي بنيران المقاومة لا يهنأ له مقام ولا ينعم براحة.
أوسلو طوت آخر صفحة في التاريخ المجيد للمنظمة التي أضحت به سيفا مسلطا على رقاب المقاومين وعينا للعدو من خلال التنسيق الأمني الذي هندسه الأمريكي دايتون.
ما إن أوشك لواء المقاومة على السقوط في خضم هدنة غير معلنة حتى تلقفته أيدي المقاومة الإسلامية المباركة حماس في العام 1987 بانفجار الانتفاضة الأولى الذي ما كان للمنظمة أن تتخلف عنها والراحل عرفات على قيد الحياة. ثم جاءت الانتفاضة الثانية في العام 2000 لتترسخ الانتفاضة فكرا وممارسة في وجدان شعب يأبى الذل والهوان وكان قد فجرها آباؤه من قبل في العام 1936 في ثورة البراق المشهورة على الانتداب الانجليزي الذي وضع حجر الأساس لدويلة الاحتلال من خلال وعد بلفور في العام 1917.
جيل التحرير الذي نشاهده الآن ممثلا في شباب غزة والقدس والضفة الغربية والثماني والأربعين، كانت قد تفتقت براعمه وأزهاره عقب الانتفاضة الأولى والثانية في نهاية القرن المنصرم وبداية الحالي فتعلمت منه ثورة هنا وهناك أطاحت بنظم الاستبداد والطغيان والتبعية في تونس ومصر، والتي لم تجد من يذرف عليها الدموع سوى الاحتلال ودوائر صنع السياسات الخبيثة في عواصم الغرب.
من يتقدم الصفوف في الهبة الحالية في الأرض المحتلة هم نتاج الانتفاضتين ذلك بأنهم لا يؤمنون بالمفاوضات سبيلا ويكفرون بما سوى التحرير طريقا ولا نزكي على الله أحدا.
ما شهدناه في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس من اقتحامات وإخلاء قسري من البيوت، من جور وتجاسر على المقدسات والمقدسين ومن عدوان همجي عقب ذلك في غزة على الحجر والشجر والبيوت الآمنة والمستشفيات والمدارس ومستودعات الغذاء وعلى الأبراج السكنية ناهيك عن قتل وتقتيل للأطفال والرضع والنساء والشيوخ والمرضى في مهاجع الاستشفاء هو بداية النهاية لدويلة مارقة غاصبة عفنة نتنة لا تقيم للقيم الإنسانية والحضارية وزنا ولا قيمة ذلك بأن الهزيمة المعنوية الأخلاقية هي المقدمة الأولى والأخيرة للهزيمة المادية.
وحدة الشعب الفلسطيني من رأس الناقورة على حدود لبنان غربي الجليل الأعلى شمالا وحتى أم الرشراش (إيلات جنوبا) مرورا بعكا التي استعصت في القرن الثامن عشر على جيوش نابليون الصليبية مرورا بالناصرة وبيسان النخيل وقلقيلية ونابلس ويافا وحيفا واللد والرملة والقدس المقدسة وبيت لحم دار لخم وجذام والخليل منزل خليل الرحمن وأسدود والمجدل وعسقلان مولد العسقلاني إلى غزة الشافي وبئر السبع والنقب وطبرية والأغوار على نهر الأردن توأم نهر اليرموك مسرح معارك التاريخ الفاصلة من اليرموك إلى حطين وعين جالوت مرورا بالبحر الميت إلى خليج العقبة. فلسطين من الماء إلى الماء اجتمعت على كلمة سواء في وجه الاحتلال البغيض وذودا عن المسجد الأقصى المبارك. لقد جسدت هذه الهبة الموقف السوي، بأن الشعب الفلسطيني مصمم على تحرير فلسطين كاملة وأن على الاحتلال الاستيطاني اليهودي أن يحمل شراشفه ويرحل.
هبة غزة المباركة المسلحة في يوم 10 مايو 2021 دفاعا عن القدس وبيت المقدس وأكناف بيت المقدس هي انتفاضة الأمة بأكملها في وجه الهوان من اسطنبول شمالا إلا دار السلام جنوبا ومن جاكرتا واكوالالانبور شرقا إلى الرباط وانواكشوط وداكار غربا.
أهل المغرب العربي شرفهم الله بالمشاركة في فتح بيت المقدس أيام صلاح الدين الأيوبي وشرفهم بتسمية باب من أبواب المسجد الأقصى باسمهم هو باب المغاربة وبحي باسمهم هو حي المغاربة الذي يسكنه المنحدرون من الأصول المغاربية كافة وحتى الإفريقية فتجد عائلات باسم التكروري دليلا ساطعا.
من يرى نظام الأبارتايد الذي كان جاثما على صدور السود في جنوب إفريقيا الذي يفرق في المدارس والمستشفيات والمسارح والنقل والتوظيف والمعاملة والحق في المواطنة بين السود والبيض على حساب السود ولحساب البيض، نظاما عنصريا، ولا يراه في الكيان الصهيوني الذي اجتمعت أمم الأرض في الجمعية العامة للأمم المتحدة على اعتباره نظاما مساويا لنظام الفصل العنصري الأبارتايد، من لا يرى في الكيان الصهيوني ما يراه في الأبارتايد هو عنصري من حيث يدري أو لا يدري أو متصهين، أيا كان.
فحينما يرتكب مواطنان من إسرائيل يهودي وعربي نفس المخالفة التي تقتضي الإحالة للقضاء يحال اليهودي للقضاء المدني ويحال الفلسطيني للقضاء العسكري بأحكام غاية في التخفيف على الأول وغاية في التشديد على الثاني، أما حائط الفصل العنصري المقام حول المستوطنات والذي يمزق الضفة الغربية أشلاء ويحولها إلى جزر متقطعة فحدث ولا حرج.
وما كان السود في جنوب إفريقيا ليحصلوا على حقهم في العدالة ودولة لولا تكاتف عالمي شامل كان العرب والمسلمون في مقدمته.
لم تعد الأرض تطيق تحمل اليهود على ظهرها ولم يعد الشجر يطيق تحمل استظلال اليهود تحت أغصانه ولم يعد الحجر يتحمل اختباء اليهود في كنفه.
ما تشهده الأرض المحتلة الآن هو بداية لانتفاضة ثالثة سمتها البركة ذلك بأنها نفحة من نفحات الرحمن تهب من حين لآخر على أرض الإسراء والمعراج لتطهر الأرض من بعض رجس اليهود الآثمين إخوان القردة والخنازير وإن كانت هناك محاولات لإخمادها بواسطة التنسيق الأمني وتشتيت الانتباه عن جوهر الصراع وهو الاحتلال الاستيطاني.
الاحتلال هو جوهر الصراع.
فلسطين هي الأرض الوحيدة على وجه المعمورة التي لا تزال ترزح تحت نير الاستعمار.
الانتداب الانجليزي كما يحلو للبعض تسميته وإن كان استعمارا متكامل الأركان، هو أصل المشكلة وهو من سلم فلسطين لليهود بدلا من أهلها.
الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين هو من أخطر أنواع الاستعمار ذلك بأنه استعمار استيطاني استحلالي هدفه كما هو واضح إحلال اليهود محل السكان الأصليين وهم العرب من خلال التوسع في بناء المستوطنات وترويع وطرد السكان الأصليين من قراهم ومدنهم وتهويد الآثار بغية إضفاء صبغة جديدة على وجه الأرض ومعالمها.
عقود سبعة مرت على هذا الاحتلال البغيض ولم يفلح في مخططاته بل أصيب بالخيبة والإحباط والفشل والنكوص وهي حالة نفسية يشعر معها المرء بانعدام الأمن تماما فترتعد فرائصه ويلوذ بالفرار إلى حضن يحميه.
لقد بدت إسرائيل اليوم مكشوفة متعرية تكاد تنهار وتتفكك، وحينما انتفض عرب الثمانية والأربعين كانت مفاجئة وهم من كانت إسرائيل تعتبرهم حقلها التجريبي الناجح في إذابة الهوية العربية فإذا بهم فلسطينيون حتى النخاع.
“ألا إنما القوة الرمي” حديث شريف
ما تفتقت عنه عقول القائمين على تطوير أسلحة المقاومة في غزة من إبداعات وابتكارات واختراعات أذهلت المراقبين شرقا وغربا ونزلت على العدو كالصاعقة.
لقد استطاعت المقاومة خلال هذه الجولة الأخيرة من 10 مايو ولغاية 21 مايو 2021 إخضاع العدو على كامل أرض فلسطين لقواعد اشتباك أصبحت المقاومة هي من يمليها وتوقفت الحركة في المطارات المدنية واختبأ اليهود في الجحور والملاجئ وعم الذعر وشلت الحركة الاقتصادية تماما وسقطت هالة القوة عن إسرائيل المرعوبة تحت ضربات صواريخ المقاومة التي دكت كل حصن وجدار.
لم يعد الكيان الغاصب في عقله الباطن والمعلن يرى لهذه الحروب التي يشن من حين لآخر معنى ولا نهاية، فتكلفة تلك الحروب تكاد تكلفه بقاءه.
إشكالية البقاء أضحت مطروحة وبإلحاح أكثر من أي وقت مضى، فالكيان يوشك أن يلفظ آخر أنفاسه، وحينما يصرح عالم الذرة اليهودي المتمرد على الصهيوينة “فاغنونو” “أن الحق الوحيد المتبقي لليهودي في إسرائيل هو حزم أمتعته والرحيل عن فلسطين”. ذلك ما شهد به هذا وهو من بين عقولهم الكبيرة.
لن ينفع الكيان الغاصب هالة الزور والتشبع بالديمقراطية وحقوق الإنسان والفيتو الأمريكي وحكومات الغرب المتحالفة معه سرا وعلانية وتطبيع المتخاذلين المنسلخين من جلدتهم من الأعراب. لقد أصبح هذا الكيان دويلة منتهية الصلاحية.
السمات البارزة للدويلة الصهيونية
نظام الأبارتايد
الدويلة الصهيونية هي تجسيد لنظام الأبارتايد العنصري بأسوأ أوصافه فالمواطنون فيها على درجات متفاوتة خمس في المنزلة فالمواطنون من الدرجة الأولى هم الأشكناز الذين هاجروا إلى فلسطين المحتلة من أوروبا الغربية والولايات المتحدة، أما المواطنون من الدرجة الثانية فهم السفرديم الذي قدموا من أوروبا الشرقية بما في ذلك من قدموا من بلاد العرب.
المواطنون من الدرجة الثالثة هم اليهود الفلاشا الذين قدموا من الحبشة، أما المواطنون من الدرجة الرابعة فهم عرب الثمانية والأربعين الحاملين للجنسية الإسرائيلية.
المواطنون من الدرجة الخامسة فهم سكان الضفة الغربية من العرب بما في ذلك سكان القدس ومع ذلك يتشدق هذا النظام الفاشي بالديمقراطية، ويتلحف بالمحرقة شماعة لاستدرار عطف العالم.
والمفارقة العجيبة أنه حينما نجا اليهود من معسكرات الاعتقال النازي قام أحفادهم بتقليد هتلر بارتكاب جريمة إنشاء أكبر معسكر اعتقال جماعي في العالم في حق مليونين من الفلسطينيين هم سكان قطاع غزة المحاصر برا وبحرا وجوا منذ خمسة عشرة عاما، وتعتبر غزة اليوم أكبر سجن مفتوح في العالم.
فما ذنب الفلسطينيين فيما جرى لليهود في ألمانيا وما بال العالم لا يتعامل مع إسرائيل الباغية كما تعامل من قبل مع نظام الأبارتايد العنصري.
نظام التعدي على حقوق الإنسان
الكيان الصهيوني نظام قائم على التعدي على حقوق الإنسان والضحية أهل الأرض الفلسطينيين في حقوقهم المدنية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
حينما تطأ قدما يهودي جاء من أقصى المعمورة، الأرض المحتلة يمنح الجنسية وهو في المطار ويعطى سكنا مؤثثا وسيارة ووظيفة أما صاحب الأرض من أهل فلسطين فهو مجبر على البقاء خلف حائط الفصل العنصري تتقاذفه نقاط الحراسة الإسرائيلية وقد لا يفصله عن بيته إلا أمتارا دونها الحائط لا يعرف من أين يدخل ولا من أين يخرج ككرة قدم يتقاذفها اللاعبون، ممنوع من البناء في أرضه ممنوع من الحفر في أرضه، تقتلع أشجاره ويهدم بيته، وتسد من أمامه أبواب الخدمات على اختلاف أنواعها ومع هذا تتشدق بأنها دولة القانون والديمقراطية.
نظام التوسع
الكيان الصهيوني نظام توسعي قائم على العدوان، لذا فإنه لا يوجد له دستور معلن ولا توجد له حدود معلنة. فبرغم أن عدد السكان من اليهود في إسرائيل لا يتعدون ستة ملايين إلا أنه يمتلك رابع أكبر جيش في العالم غير أن ذلك الجيش بدأ نجمه يأفل بينما انتصرت عليه المقاومة اللبنانية 2006 والمقاومة الإسلامية في غزة 2009 ـ 2012 ـ 2014 ـ 2021.
فحينما لا ينتصر الأقوى على الأضعف فهو إذن مهزوم.
فقد هزم الجيش الذي لا يقهر بل مرغ أنفه في الحطام.
سئل موشي ديان وقد كان وزيرا لدفاع الكيان الصهيوني متى تنتهي إسرائيل أجاب “حينما يهزم جيشها”.
نظام التعالي على القانون الدولي
النظام الصهيوني، متعال على القانون الدولي فكل قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وهي بالعشرات منذ 73 سنة لا تساوي الحبر الذي كتبت به في نظر النظام الصهيوني العنصري ذلك بأن اليهود في نظر النظام الصهيوني هم شعب الله المختار، افتراء على الله.
نظام استغفال العالم
لطالما استغفل النظام الصهيوني الرأي العام العالمي بالاحتجاج بأن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، غير أن الشعب الفلسطيني الأبي بإرادته الفذة وعزيمته الصلبة يثبت يوما بعد يوم عكس ذلك.
نظام متمسكن
رغم تسلحها الهائل في وجه شعب شبه أعزل إلا أن إسرائيل مع ذلك تبدوا أمام العالم متمسكنة مسكينة لا تريد من العالم إلا موقفا واحدا تملأ به أسماع العالم “إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس” لتبرير إجرامها وبطشها واحتلالها وممارسة سياسة التطهير العرقي في حق أهلنا في فلسطين.
نظام يتشدق بالديمقراطية
إسرائيل تدعي أنها النظام الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط والوقائع تكذب ذلك، فإذا ما خرج الفلسطينيون للاحتجاج على إخلاء البيوت والطرد منها وهدمها تواجههم الشرطة المسلحة بالرصاص الحي وبالضرب والاعتقال الإداري والسجن ولا يسلم من ذلك الأطفال والنساء والشيوخ، وللعلم فالاعتقال الإداري هو اعتقال دون محاكمة وقد يمتد لسنين.
سجون الاحتلال يوجد فيها الآن ما يزيد عن 10 آلاف معتقل من ضمنهم الأطفال والنساء وكبار السن.
نظام واهن
لقد أثبتت الأيام أن الكيان الغاصب نظام واهن فوق ما كنا نتخيل تحميه ترتيبات إقليمية بالدرجة الأولى قبل الحماية الدولية ونهايته أصبحت قريبة ومحتومة، ترى من كل ذي بصيرة.
من يسلح هذا العدو الظالم
العدو المغتصب للأرض المقدسة مسلح حتى الأسنان بأحدث الطائرات المقاتلة في العالم وبأحدث المدافع الثقيلة والصواريخ الفتاكة والقنابل التدميرية وأنظمة السيطرة والتحكم الالكترونية ومسلح بالمساعدات المالية الهائلة وباتفاقيات تضمن بقاءه متفوقا على كافة جيرانه العرب، كل هذا يأتي من الولايات المتحدة الأمريكية. وفوق كل هذا يمتلك العدو الغاصب 200 قنبلة نووية هي نتاج مفاعل ديمونه في صحراء النقب وهو هدية من فرنسا في العام 1958 بعد تأمين قناة السويس وعقب العدوان الثلاثي على مصر الذي اشتركت فيه كل من ابريطانيا وفرنسا والكيان الغاصب وانتهى إلى فشل ذريع.
الكيان الصهيوني مع كل ما يمتلك من أسلحة ووسائل يتميز بالجبن والمسكنة. “لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى” الآية 14/ الحشر.
سيأتي يوم وعساه قريب تعبر فيه حشود الإسلام نهر الأردن بعد قتال عليه كما أخبرنا الصادق المصدوق، حينها ينطق الحجر والشجر يا عبد الله يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد.
أسئلة في المساءلة
هل يا ترى سنرى قريبا قادة الإجرام الصهيوني يقتادون إلى المحاكم الدولية وينالون ما يستحقون من عقاب في الدنيا قبل عقاب يوم القيامة أم أن المجتمع الدولي وقواه الفاعلة سيعلن ألفيتو كما عودنا، رغم ما اجتمعت عليه منظمات المجمع المدني في كل أرجاء الدنيا.
هل ستأخذ حكوماتنا العربية العبرة مما حدث وتتراجع عن سياساتها المتخاذلة تجاه قضية بيت المقدس وأكناف بيت المقدس المقدسة، ذلك بأن صبر الشعوب يكاد ينفد، شيبا قبل الشباب.
هل يفهم القائمون على صناعات السياسات أن لا خير في سياسة خارجية لم تقدم قضية فلسطين على ما سواها.
هل تعود الحكومات المطبعة إلى رشدها وتتبع السيئة الحسنة ذلك بأن التطبيع خيانة للمظلومين وإعانة للظالم على ظلمه وخروج عن المعتقد.
أما آن للسلطة الفلسطينية أن تسلم الراية بعد أن فقدت أهلية حملها لمن يستطيع مواصلة المسيرة نحو التحرير والعودة التي اتضحت معالمها الآن جلية.
أما آن لمن كان يرى في التفاوض مع العدو سبيلا ومخرجا أن يفتح عينيه على حقيقة أن السلام المطلوب هو استسلام بعينه. ففلسطين كل لا يتجزأ لا تقبل التقسيم ولا التمزيق.
تحية لغزة ولبيت المقدس
“أرموا بنوا إسماعيل فإن أباكم كان راميا” حيث شريف
لا شلت أياديكم أهل غزة ولا كلت عزائمكم يا أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
أنتم شرف الأمة وتاج الأمة وفخر الأمة .
ألا فاشهدي يا سماء وليشهد الشجر والحصى والحجر ولتشهد الخلائق أنا في بلاد شنقيط بسوادنا الأعظم معكم قلبا وقالبا.
دماؤكم هي دماؤنا وجراحكم جراح لنا آلامكم آلا منا وآمالكم آمال لنا.
اللهم انصر من نصرهم واخذل من خذلهم وخذل عنهم.
اللهم أفرغ على أهل بيت المقدس وأكناف بين المقدس صبرا وثبت أقدامهم وسدد رميهم وأنزل السكينة عليهم وأنصرهم على عدوك وعدوهم.
انواكشوط بتاريخ : 13 شوال 1442 هـــ
الموافق 25 مايو 2020 م
*ـالمؤهلات العلمية:
باكلوريا وطنية
ليسانس حضارة وإعلام ـ المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية
بكالوريوس علوم عسكرية ـ جامعة مؤتة الأردنية
ماجستير علوم عسكرية وإدارية ـ جامعة مؤتة الأردنية
ماجستير علوم إستراتيجية ـ أكاديمية ناصر العسكرية العليا ـ مصر
عقيد متقاعد بتاريخ 31/12/2016 من مواليد مدينة أطار الموريتانية