“الصفاگ” المنحوس ../ أحمد فال محمد آبه

*- ذكر الإمام الذهبي أن الوجيه القيرواني مدح الخليفة المستنصر بالله بقصيدة قال فيها:
لو كنت في يوم السقيفة حاضرا = = كنت المقدم والإمام الأورعا.

فقاطعه أحد الفقهاء قائلا: أخطأت، لقد كان العباس جد أمير المؤمنين حاضرا ولم يكن المقدم إلا أبو بكر، فأقره المستنصر بالله على ذلك وخلع عليه خلعة وأمر بنفي ابن الوجيه إلى مصر..

رحم الله ذلك الفقيه، الذي لم يذكر اسمه، لكن فعله خلّده .. ورحم الخليفة الذي لم يغره الثناء والمدح بالباطل ..
من الواضح أن الوجيه القيرواني “صفاگ منحوس”، إذ لو كان “محظوظا” لتأخرت ولادته إلى عام 1960 أو ما بعده ليعاصر “خلفاء” موريتانيا .. عندها يقول (من المدح) فلا يقبح، ويسأل فيمنح .. ولا يمنعه مدح بالأمس من شتم اليوم، ولا العكس.. وغالبا لن يقاطعه “فقيه” ولا ينكر عليه، أو يعكر مزاجه ..

*- قال المختار ولد اجّاي، في يوليو 2017، إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز هو أهم اللي عند الشعب، وأهم من الكهرباء وأهم من الشراب، وأهم من المدارس.. وإن المأمورية الثالثة لا بد من تخلگ..
أنا حينها علقت على ذلك بأن “عزيز قطعا أخير من شي ماه خالگ ?(أقصد الكهرباء والماء)”..

*- وفي يوليو 2017 أيضا، قال سيدي محمد ولد محم في مهرجان بمدينة بوتلميت إن نظام ولد عبدالعزيز حقق للموريتانيين “الأمن والحرية والتنمية”..!! وهو اللي أطعم من جوع وآمن من خوف..

كل الذي مدحوا الرئيس السابق، ورفعوه فوق منزلته، انفضوا من حوله، بعد أقل من شهر من مغادرته المنصب، وقلبوا له ظهر المجن.. ومع ذلك ما زال سلفه ، وصاحبه القديم، يركن إليهم وربما يطرب لثنائهم ..!!

*** ومن باب اخروجو.. هل تعلمون أن وزارة الثقافة في عهد ولد محم ، جعلت الجائزة الأولى للفائز في “لز لحمير” بمهرجان المدن التاريخية بولاتة عام 2018 أكبر من جائزة صاحب المركز الأول في مسابقة الشعر ؟?.. ربما كان ذلك تملقا لولد عبدالعزيز الذي يكره الشعر والشعراء ، وربما ابن قتيبة أيضا ?..
جائزة المركز الأول في “لز لحمير” ذيك السنة كانت 150 ألف أوقية ، وجائزة المركز الأول في الشعر 100 ألف أوقية فقط !!