حزب الاتحاد مجرد واجهة لخلافات أهل نواذيبو/ عبد الله أتفغ المختار
هنا نواذيبو، ويبدو أن نقاشات بعثات حزب الإتحاد، هي ساحة الخلاف القديم الجديد، بين ساسة ووجهاء نواذيبو..
إحدى جبهات الخلاف الدائمة تلك التي تعود لأيام ولد الطايع، بين السكان المحليين “أهل الساحل” وباقي الجهات التي اتخذت من نواذيبو موطناً وموئلاً للرزق وممارسة السياسة، ويتمحور هذا الخلافُ حول تمسك “أهل الساحل” بحقهم في تصدر الشأن السياسي وهيمنتهم على المناصب الانتخابية على الأقل.
لا يقبل أهل الساحل بمزاعم الوافدين، من كونهم أكثر عدداً، وأكثر نشاطاً في عجلة الاقتصاد، ويؤرخون لبداية استهدافهم بأيام انتزعا البلدية من العمدة القاسم ولد بلال، لإعطائها لمجموعات اترارزة قبل أكثر من عقدين من الزمن.
العمدة والنائب القاسم، المنتشي بانتصاره على “الوافدين” ليس جزءً من خلافات حزب الاتحاد، الذي يناصبه العداء، لكنه طرفٌ مهم في المعادلة المحلية، ويكفرُ بصلاحيات المنطقة الحرة، انتظاراً لما يُروج له انصاره هنا من سعيٍ جدي لدى ولد الغزواني لمراجعة تلك الصلاحيات، وتتقاسم السلطات المحلية (الوالي والحاكم) مع العمدة القاسم نفس الرغبة في الحد من هيمنة المنطقة الحرة التي قيّدت السلطات الإدارية، ولم تُبق لها قدر دانق من الصلاحيات..
ينشط أيضاً تيار”أنواذيبو الآن” للتقليل من شأن رئيس المنطقة الحرة، وهو مجموعة نشطة، تدعم ولد الغزواني، وترى أنه كان في غنى عن تعيين رئيس للمنطقة الحرة من نفس مجموعات ساكنة نواذيبو الأصليين، مع أن الأمر كان مطلباً مُلحاً لتلك المجموعات ذاتها.
استطاع أهل نواذيبو “الأصليون” الظفرَ، في آخر انتخابات نيابية بالمقاعد البرلمانية الثلاث، ومن أحزاب مختلفة : محمد ولد عيّه، صهر ولد عبد العزيز،عن حزب الاتحاد، والقطب ولد أمات، عن تواصل، والقاسم ولد بلال، عن حزب الكرامة.
وبخصوص ملاسنات مساء يوم أمس، والتي استهدفت القيادي الخليل ولد الطيب، فإن الشاب الذي بدأ بها، قادمٌ من ازويرات، وقد امتدح في الجلسة الصباحية رئيس البرلمان الموريتاني، وقال إنه رجل ازويرات الأول..
أما المتحدث الثاني في الفيديو الذي وصلكم، والذي تكلم باسم أهل الساحل، فهو أحد وجهاء نواذيبو.
الأكيد أيضاً أن وزير الصيد الدي ولد الزين، الذي كان هنا طيلة الأسبوع المنصرم، أصبح على بيّنة من تباين وجهات النظر بين الفاعلين في الصيد البحري (سأتناول الموضوع لاحقاً بإذن الله).
الورشة التي ينظمها حزبُ الاتحاد، شاركت فيها هيئاته ومنتخبوه بآدرار، وتيرس الزمور، وإنشيري، وداخلت نواذيبو، وكان من الممكن أن تنطلق، بشريحة واحدة (البيظان بلونيْهم) مع أنها حول تعزيز الوحدة الوطنية والقضاء على كافة مخلفات الرق..
مدير ميناء خليج الراحة محمد فال ولد يوسف ، بالتنسيق مع رئيس الحزب سيدي محمد ولد الطالب أعمر جلبَ وجوهاً قيادية من “لكور” تنشط في المجتمع المدني في مدينة نواذيبو، لإثراء الحوار والنقاش.
بعض”أهل الساحل” المنقسمون بدورهم إلى أكثر من فصيل، غير راضين عن فيدرالية الحزب التي يرون أنها وافدة مفروضة عليهم، مع أنها قيادية قديمة في المدينة وحليفة لأقوى فصائلهم.
للتذكير فقط، فأهل الساحل أصهار رئيس حزب الاتحاد أيضاً، وقد ساعدته هذه المصاهرة كثيراً في ترطيب الجو بين الإخوة وأبناء العمومة المتصارعين.