صدق الخليل وكذب الرويبضةد/ عبدالله محمدبمب
لما بلغ الفاروق أمر ثراء بن العاص كتب إليه قائلًا : (بلغني أنه قد فشت لك فاشية من إبل وبقر وغنم وخيل وعبيد، وظهر لك من المال ما لم يكن في رزقك ، ولا كان لك مال قبل أن استعملك فمن أين لك هذا ؟ وقد كان عندي من المهاجرين الأولين من هو خير منك فاكتب لي وعَجِّل )
تذكرت هذه القصة وأنا أتابع مداخلة النائب والأخ الفاضل الخليل ولد الطيب في ورشة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بنواذيبو تلك المداخلة المؤسسة والمنطلقة من الرؤية العمرية في محاربة الفساد والغلول وصيانة مكتسبات الأمة , معبرا بحق عن ضمير الجماعة والقيم الإسلامية,والنواميس الربانية وأسس الجمهورية ,ونهج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في محاربة الفساد وصيانة المال العام ,لكن ما إن طفق الرجل في الحديث ومس الجرح والتعبير عن رأي وتوجهات الشعب الموريتاني في ضرورة استرجاع أمواله المنهوبة في عشرية الفساد ,وضخها في قاطرة التنمية بقيادة ربان التنمية السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ,حتى خرجت الأفاعي من جحورها نافذة لسم الحقد والفساد والدفاع عن الشامان الأكبر (رأس الغلول ) موجهة أقبح النعوت للسيد النائب الخليل ولد الطيب تعبيرا عن حقد دفين ضد الرجل وقد تصدى ببراعة لمؤامراتهم في بواكيرها ,حيث استشرف خبثهم وخطورة مخططهم وطويتهم بذكائه السياسي وحنكته وتجربته التي تراكمت عبر مسيرة سياسية متنوعة وغنية مارس فيها السياسة بمختلف تشكلاتها من العمل السري , للعمل الحزبي المعلن متخندقا مع المعارضة طورا ومنضما للموالاة طورا آخر,ثم حاملا ومدافعا بكل صدق وإخلاص عن برنامج وتوجهات نظام رئيس الجمهورية /محمد ولد الشيخ الغزواني الأمر الذي يجعل استهدافه بهذا الكم من الهجوم المبتذل وفي نشاط للحزب إنما هو استهداف لنظام السيد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بوصف النائب أحد أبرز الوجوه السياسية للنظام والشخصية الثانية في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية والذي يعد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني هو مرجعيته الوحيدة بلا منازع.
ولكن كما قيل :
ليس بما ليس به بأسٌ باسُ / ولا يَضِيرُ البر ما قال الناسُ
وبغض النظر عن حجم الفساد والنهب الحاصل في العشرية المشؤومة الشاخص كالشمس رابعة النهار والتي حاول الرويبضة في نواذيبو( ببَقْبَقة في زَقْزَقَةٍ )أن يدافع عنها بحجج واهية تفاوتت بين العصبية القبلية والجهوية في استدعاء مقيت ينم عن جهل وتخلف من صاحبه لأقدم وأكثر نظم الاجتماع البشري تخلفا,فلم تكن العشرية الشامانية غير بَقْلُ شَهْرٍ، وَشَوْكُ دَهْرٍ
لن نخوض في أرقام الأموال ولا في عدد العقارات والتربح الممارس خلال عشرية النهب والغلول فذلك موضوع القضاء وستتكشف حقيقته مع الوقت , ولكننا يمكن أن نخرج بما حدث خلال مداخلة النائب الأخ الفاضل الخليل ولد الطيب بنواذيبو بالملاحظات التالية:
الملاحظة الأولى :من الواضح أن هناك خلايا من فلول العشرية تنشط بكل قوة وخبث ضد المشروع الإصلاحي للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني , وأن هذه المنظومات كما قال السيد النائب تعمل على تتفيه المنجز الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للسيد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ,سبيلا للنيل من الوطن بعد أن تأكدت بقيادة الشامان الأكبر(رأس الغلول) بأن حبل القانون بدأ يضيق حول رقبته ومن الضروري تحييد هذه المنظومات وكشفها.
الملاحظة الثانية: أن اليد المخملية و الأناة والصبر والحلم الممارس في التعامل مع هؤلاء قد فهم عكس حقيقته فاشرأبت أعناقهم واستنسر بغاثهم ,وتطاولوا على الرموز الوطنية وعلى الدولة بما يستلزم لجمهم حفاظا على هيبة السلطة فمن أمن العقوبة أساء الأدب وقد قيل أيضا :
وَوَضْعُ النَّدَى في مَوْضِع السيفِ بالعدا/ مُضِرّ كوضعِ السيف في موضع النَّدَى.
الملاحظة الثالثة : تنامي ومحاولة التغطية على فساد العشرية بالدعوات الجهوية والشرائحية والقبلية المخطط لها بحنكة والمدفوعة الثمن من فلول العشرية وسدنة الشامان الأكبر (رأس الغلول) وإلا فما معنى أن ينعق الرويبضة في نواذيبو بكل هذه الدعوات ؟فهل كان المحتار رئيسا لترارزه؟وهل كان ولدالسالك رئيسا للشرق؟ وهيداله رئيسا للساحل؟كانوا كلهم رؤساء لموريتانيا ولم تتداعى حاضنة أي واحد منهم عندما تم سجنه.
الملاحظة الرابعة: أن ترك محمد ولدعبدالعزيز يصول ويجول ويجمع في مسرحية هزيلة حوله بعض السوقة والسفلة ممن دفع لهم مسبقا محاولا إيهام الرأي العام الوطني بأن له شعبية أمر مرفوض ولابد من تفغيل مسطرة التحقيق معه وإيداعه السجن حاله حال متهمين في مبالغ لا تساوي نقيرا جنب ماهو متهم به ,وإلا فإن الدولة ستظهر إما بمظهر العاجز وإما بمظهر غيرالجاد في محاكمته وهي بهذا تخدم خطة خفافيش الظلام من حيث لا تدري.
لقد كانت مداخلة النائب الخليل ولد الطيب بنواذيبو صادقة ودقيقة ومباركة أسقطت أقنعة كثيرة كانت تتدثر بأثواب خادعة ,وأبانت عن رويبضات مانقموا على الرجل إلا وطنيته وصدقه وإخلاصه للمشروع الوطني لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ,ونقول له لا عليك واصل مسيرتك ونضالك ودافع عن قناعاتك ولا عليك بالرويبضة ,فقد كذب وصدقت .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ستَأتي على الناسِ سُنونٌ خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصادِقُ ويؤتَمَنُ فيها الخائِنُ ويُخَوَّنُ فيها الأمينُ ويَنطِقُ فيها الرُّوَيبِضَةُ قيل وما الرُّوَيبِضَةُ قال السَّفِيهُ يتكَلَّمُ في أمرِ العامة.
.