زيارة الرئيس لولاية الترارزه بين” التثمين ” و ” التتسيع ” ) بودرباله أباه
التثمين : مصدر ثمن ( مضعف ) و هو تورية ( المعنى الثاني : إخراج الثمن بالقسمة على العدد 8 ) و على المعنى الاخير جاء ” التلميح ” ( بديع معنوي حساني ) بعطف ” التتسيع ” ( إخراج التسع بالقسمة على العدد 9 ) و هو هنا للتضاد لوجود القرينة ” بين ” ..
الزيارة الاخيرة كانت مثار جدل واسع على هذا الفضاء الأزرق الذي انقسم حولها انقساما كبيرا ..
أريد أن أقدم قراءتي للحدث من وجهة نظر المراقب من بعيد ..و الاختصار ساجعلها على شكل نقاط :
1_ ردود الافعال على الزيارة جاءت على خلفية الانقسام الذي بدأ يحتد منذ دخول إجراءات محاكمة الرئيس السابق حيز التنفيذ الفعلي بعد تشكيك بعض القوى السياسية في جديتها و في إمكانيتها .. بعض تلك القوى ( تواصل ..على سبيل المثال ) وجد نفسه خارج اللعبة بعد ظهور ول عبد العزيز كمعارض للنظام مما جعل المعارضة التقليدية بين خيارين احلاهما ليس في مصلحتها حتى و لو كان في مصلحة الوطن :
إما أن تجاهر بدعم النظام و تاييده في قرار محاكمة ألد أعدائها الذي وصفوه بأشنع الصفات و طالبوا برحيله و اتهموه بالفساد و الافساد طيلة العشرية و هو ما سيستنزف رصيدها الشعبي الذي تأثر كثيرا منذ ترشح ول الغزواني ، و إما أن يتحالفوا مع الرئيس السابق ( السياسة ليس فيها عدو دائم ) ليكونوا جبهة و لو على حساب المبادئ و الوطن ، و إما أن يتخذوا موقفا محايدا و يعملوا على التشويش و دغدغة مشاعر البسطاء و إلهاء الراي العام عن اهم حدث كان من المفترض أن تسير المعارضة المسيرات الراجلة بين المسجدين للضغط من اجل تسريع المحاكمة لإعادة الاموال المنهوبة وفق خطاباتها و كتاباتها طيلة العشرية ..
2_ أفاقت المعارضة متأخرة ( تواصل مثلا ) على القطار السياسي و قد تجاوز عشر محطات كانت تراهن على تعثره عند اولها فبدات تبحث عن خطاب جديد فلم تجد أرضية لبناء خطاب مقنع يستهوي الشعبية فقررت التركيز على هدم خطاب الرئيس الغزواني و التشكيك في كل ما أنجزه و تحميله سيئات العشرية و إخفاقاتها ، و هو ما جندوا له مواقعهم و صحافتهم و مدونيهم و مواقع التواصل الاجتماعي ..
3_ حاولوا أن يجعلوا من الزيارة قاطرة يعودون بها إلى الواجهة فركزوا عليها و تحاملوا على جزء من هذا الوطن رموه بكل البوائق و راهنوا على انها ستكون زيارة كرنفالية و حين جاءت مغايرة ( في ما يتعلق بجانبها الرسمي ) سقط في أيديهم و بحثوا عن تشكيكات اخرى بدل ان يثمنوا ما حصل من تغيير و يطالبوا بالقطيعة الكلية مع تلك المظاهر ..
4_ تابعت خطاب رئيس الجمهورية و خرجت بالملاحظات التالية. :
_ الرئيس واثق من نفسه على خطى ثابتة لا تستفزه الشعارات ..
_ تركيزه على الأمن الغذائي و إحساسه بخطورة الارتهان للخارج و عمله على كسب التحدي
_ المنشٱت الإنمائية الكبيرة و أهميتها على التنمية :
جسر روصو
تأمين ساكنة انواكشوط من خطر العطش من خلال المولد الاحتياطي الذي تم تدشينه ..
من الامور التي تختلف فيها الزيارة عن زيارات عزيز و ول الطايع :
قصرها و اقتصارها .. لم تكن فيها مظاهر البذخ في الضيافة .. و لم يجلس الرئيس الاطراء و الثناء و إنشاد الشعر و ” التهيدين ” ..
قد لا يروق هذا التقييم البعض ممن يدور في فلك ول عبد العزيز او في فلك ” تواصل ” ، و لكن ما يهمني هو ان ارى المشهد بعيني المتفائل لا بنظارات الٱخر الداكنة في التشاؤم ..
وافر الانصاف و التدقيق