“عودة المغاربيات من بؤر التوتر”/ محمد السالك ولد ابراهيم ·
أخيرا.. صدر هذا الكتاب باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية كما كان مقررا منذ البداية.. وقد كان لي شرف ومهمة الإشراف على تنسيق هذه الدراسة “عودة المغاربيات من بؤر التوتر” وهي عمل أكاديمي جماعي موثق حول ظاهرة التطرف العنيف والإرهاب في المجتمع المغاربي من خلال التركيز على الأدوار الخاصة بالنساء المغاربيات. عملنا معا ضمن فريق أبحاث رائع، طيلة ثلاث سنوات من أجل إنجاز هذا العمل الكبير، وإخراجه بهذا الشكل المتعدد اللغات والموثق، لكي يكون مفيدا لنا في رفع رصيد الأبحاث المتخصصة، ومفيدا لصانعي القرار في بلداننا المغاربية، ومعينا للآخر من أجل فهم الظاهرة وخصوصياتها في المجتمعات المغاربية..
يتألف الكتاب من حوالي 500 صفحة من الحجم المتوسط.. وهو يضم مقدمة بعنوان “عودة النساء المغاربيات المنتميات إلى الجماعات المتطرفة والعنيفة من بؤر التوتر” وضعتها عالمة السوسيولوجيا التونسية د. آمال قرامي؛ وهي توطئة ل 6 أجزاء هي أولا: “الإستراتيجية المغاربية للتعامل مع ظاهرة عودة المغاربيات من مناطق النزاع والوقاية منه” كتبه عالم الإجتماع التونسي د. محمد كرو، والأستاذة الجزائرية حفيظة بن شهيدة.
أما الجزء الثاني من الدراسة وهو بعنوان “الحالة الموريتانية نموذجا” فقد قمت بإنجازه مع أخي وصديقي د. ديدي ولد السالك. وجاء في 64 صفحة، وهو يشمل بحثا نظريا وآخر ميدانيا. ويتميز بملحق ببليوغرافي لأكثر من 100 مؤلف لجهاديين موريتانيين من القاعدة وتنظيم الدولة.
أما الجزء الثالث من الكتاب فهو بعنوان “التطرف العنيف عند النساء ومسارات العائدات المغربيات من مناطق التوتر” لزميلنا د. المصطفى الرزرازي، رئيس المرصد المغربي حول التطرف والعنف، أستاذ بالجامعات اليابانية.
وجاء الجزء الرابع من الدراسة حول “الحالة التونسية نموذجا” وهو من إعداد الزميلة د. خوله ماطري، أستاذة السوسيولوجيا بالجامعات التونسية، بينما كان الجزء الخامس من الدراسة حول “الحالة الليبية نموذجا” وهو من تأليف الزميلة د. ناجيه عياد العطراق، وهي أستاذة جامعية من ليبيا. أما الجزء الخامس من الدراسة فيتعلق برصد توثيقي لكل ما تم نشره من مصادر سمعية بصرية حول موضوع النساء والأطفال العائدين من بؤر التوتر. وقد أنجزته الزميلة نسرين الرباعي من تونس..
الكتاب قدم له كل من الأستاذ الطيب البكوش، الأمين العام لإتحاد المغرب العربي، وهو الجهة الرسمية التي طلبت إنجاز الدراسة، والسيد هنريك ماير، الممثل المقيم في تونس لمؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية، وهي الجهة الراعية للدراسة وإصدار هذا الكتاب..
وبصفتي منسقا للدراسة المغاربية، أقدم شكري وامتناني إلى كل ؤلئك الأكاديميين الزملاء والزميلات الأفاضل، وكذلك إلى الجنود أو بالأحرى الجنديات المجهولات، خاصة الأختين الأستاذة ليلى حسن، مسؤولة البرامج بالمؤسسة الألمانية فريدريش إيبرت، وبسمة السوداني مديرة مكتب الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، وكذا الأخوات المترجمات والمدققات، وجميع من ساهم من قريب أو بعيد، في إنجاز هذا العمل -خاصة في ظل ظروف الجائحة- أشكر الجميع على مثابرتهم وصبرهم وتفهمهم للظروف والمصاعب والإكراهات المختلفة، إلى أن تحقق الهدف أخيرا.. والحمد والشكر له على التوفيق..
كما لا يفوتني بالمناسبة أن أجدد الشكر والتنويه -بإسم فريق البحث حول الحالة الموريتانية- بالمساعدة القيمة والتسهيلات التي حظي بها الفريق أثناء إعداد الدراسة على جميع المستويات الرسمية والأكاديمية والإعلامية والأهلية.. وشكر خاص مني للزملاء د. ديدي ولد السالك، ود. سيد أعمر ولد شيخن، و الأستاذ محمد محمود ولد أبي المعالي، و د. عبد الله ممادو با، ود. أم كلثوم بنت حامدينو، على مساهماتهم القيمة والنوعية من أجل حسن إنجاز البحث حول الحالة الموريتانية..
أخيرا، الكتاب غير مخصص للبيع، وستكون نسخ ألكترونية منه متوفرة للتنزيل باللغات الثلاث، قريبا على هذه الصفحة إن شاء الله..