موقف…/ باتة بنت البراء
لدي الآن ما يناهز الألف من طلبات الصداقة، وما يربو على ثلاثة الآلاف من الأصدقاء، وأجدني في حيرة من أمري،
لا أدري هل سينام أصحاب الطلبات الجدد نومة استرخاء كهفية عندما يلجون الصفحة؟
ذلك أن جل أصدقائي أخلدوا إلى الراحة، ولم يحدث أي تواصل بيني وإياهم.
فلا هم ينشرون ما أستفيد منه أو يثير لدي أسئلة أو يفتح حوارا جادا حول قضايانا المشتركة، ولا هم يتعاطون معي حين أدلي بدلوي في محيط مارك الزاخر بالدلاء، والذي كثيرا ما آخذ عنه راحة ابيولوجية لعدة أشهر.
الصداقة على الفيس بوك لا أراها تزجية لوقت فراغ، ولا تعارفا عرضيا وإنما هي مفهوم جميل، وتكمن جماليتها في الاحترام المتبادل والحب المفتوح الذي يجمع الرغبات الصادقة لكل الأطراف بمصلحة مشتركة صادقة، مصلحة إنسانية وليست نفعية.
فحين يتقدم إليك شخص بطلب صداقة لا بد أن يثبت حسن نيته بوضع صورته الشخصية أولا، وتقديم اسمه الحقيقي على لپروفايل، وبعد ذلك هو حر في كتابة ما يشاء على صفحته، ولكن ليعرف بنفسه أولا، فمن الصعب التعامل مع شخص هلامي، لا تدري هل هو رجل أو امرأة، مراهق أم شيخ؟
الصداقة مصارحة وليست لعبة ” أم الدسيس” ولا دخولا لعالم التعمية والألغاز وكواليس الجوسسة.
نحن لا نبتغي حربا، ولا نريد مشاهد رعب تتصدرها الصور المخيفة والأسماء الغريبة كلا، بل نسعى إلى
تواصل فكري خصب، وأخذ وعطاء، وحوار بناء حول موضوعات تفيدنا في معاشنا و معادنا.
قد يعلق معلق بأني أضع اسما مستعارا، وهي ملاحظة واردة، ولكني أضع صورتي في الخلفية وقبلها أنشر كتاباتي التي يعرفها كل من قرأ لي، ومن سألني عن اسمي أعلنته دون مواربة.