قراءة/ سيدي محمد ولد محم
حين نعلن تحملنا كامل المسؤولية عن سلبيات المرحلة الماضية في حدود المهام التي أوكلت إلينا، ونعلن استعدادنا الكامل للمحاسبة، ومطالبتنا في نفس الوقت بالمحاسبة الصارمة لكل من ثبت تورطه منا في عمليات فساد أو ثراء غير مشروع أو تعسف في استخدام السلطة أيا يكن ذلك التعسف، فإننا لن نتنازل عن إيجابيات تلك المرحلة التي بنينا معا وبسواعد موريتانية مخلصة من مختلف فئات الموريتانيين وجهاتهم.
إن أهم ما ميز المرحلة الماضية هو مقاربتنا الأمنية والتي كان رئيس الجمهورية الحالي عقلها المدبر الأول على مستوى الجيش حيث قام بإعادة بناء الجيش ووضع الإستراتيجية التي أثبتت فعاليتها ميدانيا بتدريب وحدات قادرة على التحرك السريع وبآليات خفيفة تشبه إلى حد كبير آليات العدو وحركته، وهو ما شل قدرات الإرهاب وزاد من خسائره في كل مواجهة، وعلى هذه قس كل منجزاتنا على المستويات الأخرى كبناء قدراتنا البحرية وبسط سيطرتنا على مياهنا الإقليمية وثرواتها، وفي القطاعات الاجتماعية والسياسية والاعلامية، وما تم إنجازه في مجالات البنية التحتية والمعادن والطاقة.. إلخ
لذلك فإن إشادة رئيس الجمهورية بإيجابيات هذه المرحلة أثناء حملته الانتخابية وعند تنصيبه رئيسا وأمام الجمعية العامة للإمم المتحدة والتي يحاول البعض اليوم أن يستغلها بشكل سلبي لم تكن اعتباطا ولا صدفة، بل كانت اعترافا بالجميل لهؤلاء الموريتانيين المخلصين الذين ساهموا كل من موقعه وجهده في هذا العمل، لكن هذه الإشادة الرئاسية في نفس الوقت لا تعطي ولا توفر حصانة لمن يثبت فساده وعبثه بمقدرات الأمة الموريتانية وثرواتها وثقتها في الماضي أو في الحاضر.
ولأن المنازلة السياسية يجب أن تكون نظيفة في كل أبعادها تباينا وتحالفا، فعليها أن تكون منازلة بين فرسان على نفس المستوى من نظافة الكف أولا، أما الإختلاف السياسي وصراع الآراء والبرامج الحزبية فإن للكل فيه من امره سعة.