الحكومة والخريف / قريني امينوه
الخريف هو الموسم المفضل للحكومة لقياس منسوب سعادة المواطنين؛ ففي هذا الفصل تمتحن حكومتنا السعيدة صبرنا من خلال خدمات شركة الكهرباء(صوملك)، وتتلمس مواطن وجعنا بلمسة طبيب يقاوم جيوش ناموس وحدة الحالات المستعجلة فى المستشفى الوطني .
وحين تقرر الغوص فى جوهرنا القابع فى نفوسنا الجريحة ترسل وحدات أمن الطرق فيقيمون متاريسهم قرب أسواق تتطاير حمم أسعارها نحو السماء.
حينها ننظر الى السماء؛ فنتذكر مسؤولينا المحلقين جوا الى جنات أروبا ونعيم أمريكا؛فندعوا لبعضنا، أن يمنحنا صبر أيوب وندعوا عليهم بسوء الشهية ومتلازمة “محكمة الحسابات ومفتشية الدولة” .
•••
فى هذا الموسم يظهر عوز المواطن وضغفه وقلة حيلته وهوانه على حكومته.
وفى بداية أكتوبر يلين الطقس قليلا يبتسم لفقراء الترحيل و تورق ظلال أشجار “كابتال” فيطيب للبسطاء تبادل أطراف الحديث بملامح آدمية .
•••
فى بداية أكتوبر يعود كبار موظفي الدولة وقد أستعادوا جذوة تميزهم عنا، بشرات فاتحة وأطقم أسنان جديدة، وعطور حقيقية تُزكم أنوف بسطاء العاصمة.
ويبدؤون فى الإجهاز على ما تبقى من ميزانية العام؛تزدهر ورشات التقييم للقطاعات الحكومية وتُصرف الأموال على ندوات الكلام الطويل الذي حفظناه منذ أول يوم قرر فيه مدير مرفق عمومي أن “يتلحمس على فتاتنا”.
• الصورة:
صورة متخلية لمواطن موريتاني خلال فصل الخريف بالعاصمة.