وتم كسر طوق الدين الكويتي..!!/ الحسن مولاي علي

إنجاز تاريخي غير مسبوق، حققته بلادنا اليوم بحكمة التقدير، وفعالية التدبير، والتسيير، من رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني؛ وهي صفات ومزايا كنا قد ألفناها من قبل، ونسيناها بين خطوب التحولات المتلاحقة، ونظم الفساد المتتابعة، والتي كادت أن تجعل من مشروعنا للدولة الوطنية أثرا بعد عين؛ ثم، ولتستعيدها ذاكرتنا الجمعية، كان علينا أن ننتظر يوم قالت أغلبيتنا كلمتها الفصل، فأسندت، يوما مشهودا إلى الرئيس الغزواني مهمة تدارك الدولة في مشروعها الوطني، وانتشالها من الضياع…

تمثل الإنجاز التاريخي الكبير، في الوصول، مع الأشقاء الكويتيين، إلى تسوية نهائية لمعضلة الديون التي راوحت مكانها طويلا، وتراكمت فوائدها السنوية أربعة عقود كاملة، تضاعفت خلالها عدة مرات، وتفاقمت، بسبب استشراء الفساد في قمة السلطة ومفاصلها، وإهمال الرؤساء، والتكالب على المال العام، وازدراء المصلحة الوطنية والتضحية بها على مذبح المصالح الشخصية؛ وإسناد الأمور إلى غير أهلها، لاعتبارات أسرية، قبلية، فئوية، جهوية..

قضي الاتفاق التاريخي اليوم بإلغاء نسبة خمسة وتسعين (95%) بالمائة من فوائد الدين البالغ في أصله (82.000.000) اثنين وثمانين مليون دولار، كانت بلادنا قد اقترضتها لتعوض بعض المساهمين في شركة الحديد المؤممة سنة 1974م. ويبلغ حجم نسبة الفوائد الملغاة طبقا لهذا الاتفاق مليارا (1.125.000.000) و مائة وخمسة وعشرين مليون دولار، هذا فيما قضى الاتفاق باستثنار الخمسة(5%) بالمائة الباقية من الفوائد، في بلادنا في المجالات الانتاجية الأكثر قربا من حياة المواطنين، كالزراعة والتنمية. أما أصل الدين فقضى الاتفاق بإعادة جدولته على عشرين عاما، بفائدة رمزية.

تهنئة خالصة ومستحقة بهذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق، لرئيس الجمهورية وللدولة والشعب الموريتانيين، فقد خرجنا بهذا الاتفاق سالمين من بين أنياب تنين الديون التي كانت تهدد بابتلاع البلد وأهله، بسبب لا مسؤولية وغفلة وتغافل من تدافعوا أو تعاقبوا على السلطة، خلال ما يقرب من نصف قرن.. وكانت بلادنا في مرمى التهديد بدفع ما لا تكلك من مليارات الدولارات، أو أن تختار بين التخلي عن اصول ثروتها الاستراتيجية كمناجم الذهب والحديد والاحتياطات المعدنية والطبيعية الاخرى، او اعلان الإفلاس والعجز عن الوفاء بالالتزامات المالية بما يترتب على ذلك من كوارث.

شكرا للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، على الإنجاز العظيم؛ وشكرا لقيادة دولة الكويت الشقيقة، ومرحى لما سيترتب على هذا الإنجاز العظيم من آثار إيجابية على التنمية الوطنية.