النهب الممنهج../ أحمدفال امحمد آبه
وصلنا، بحمد الله تعالى، فجر اليوم إلى الدوحة، بعد عطلة في الوطن دامت أكثر من شهرين، ولله الحمد والمنة..
لا شيء أشد على النفس من مفارقة الأوطان، ومرابع الأهل والخلان، لكن هكذا جرت الأقدار، ولله في تصريف الأحوال حكمة لا يعلمها غيره، سبحانه، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون..
في مطار نواكشوط، جرت الأمور على عادتها، دون تحسن يذكر في المعاملة.. رجال أمن ودرك يتلقون المسافرين، بطريقة أشبه بالتسول منها بالرغبة في المساعدة،. ترى الحاجة في عيونهم، وأحيانا يعبرون لك عنها صراحة، كما فعل شرطي معي عندما سألني عن “ادبش اشفيه؟”، فقلت له : ” عُدّة المسافر الموريتاني: الشاي (الوركة) وكسكس، وشيء من تجمخت والعلك.. “، فتصنع ابتسامة موجزة، قبل أن يقول لي : “نحن أيضا نريد (أتاي).. مانكم لاهي اتيولنا؟”، ولما أرد عليه بسرعة، طلب من العامل إدخال شنطة من الشنطة لفتحها وتفتيشها، فقلت له : إن كنت ترتاب في شيء مما فيها فأنا أفتحها لك.. ليس فيها غير الكتب .. فأعاد علي القول مرة أخرى : “نريد (أتاي)”.. فقلت: إن شاء الله؛ عندها فقط سمح بإرجاع الشنطة إلى مكانها..!!
في مطار الدار البيضاء التقيت مهندسا باكستانيا يعمل في “تازيازت”، فانتهزت الفرصة وسألته عن الشركة، وعن الذهب .. فقال إنه يتقاضى راتبا شهريا يبلغ 7 آلاف يورو، ويعمل 6 أسابيع متتالية، ويرتاح مثلها..
ولما سألته عن حجم إنتاج الشركة، قال: أووووووه.. كثير جدا.. لقد بلغت أرباحها العام الماضي 7 مليارات دولار..!!
فقلت له : هل تعلم أن حصة حكومتنا من عائدات الذهب 5 أو 6 بالمائة فقط ؟ .. فقال لي : “غير صحيح إطلاقا.. الحكومة تحصل على ما بين 8 و 11 بالمائة، وأنا على ذلك من الشاهدين.. “!! يبدو أن بقية النسبة تأخذ طريقا آخر!!
سألته عن الذهب فقال : “الذهب كثير جدا جدا، ونقي جدا أيضا.. عندكم ثروة عظيمة ..”.. !! ثم قال ما معناه بالحسانية : “الذهب ألا ينحاش”..!!
ثم حدثني عن أوضاع الموريتانيين العاملة في الشركة، وعن تصرفات المديرين الموريتانيين، وفسادهم..
من أسوء الأمور في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، التي لم أجد لها تفسيرا منطقيا، عدم وجود الماء في حماماته للطهارة..
في الطريق بين الدار البيضاء والدوحة، مررنا على مدن تتلألأ أنوارها، ويمكن للشخص رؤية الشوارع بوضوح وحركة السيارات، رغم الارتفاع العالي، فقلت في نفسي : “أف لصوملك وبعدا لها..” ..
**** الصورة التقطتها بعد الإقلاع من الدار البيضاء.. تأملت فيها قول الله سبحانه وتعالى : “وزينّاها للناظرين”..
#الأدوية_المزورة_خطر_يهدد_حياتكم
انتهى