في الذاكرة / محمد فال ولد بلال
لقد تحقق من خلال “الفيدرالية الدولية لكرة القدم” (الفيفا) الاعتراف لأول مرّة بكيان دولي متميز إسمه: الوطن العربي خارج منظومة جامعة الدول العربية.
إن قبول “الفيفا” تنظيم كأس دولية على مستوى مساحة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج يعد مكسبا دبلوماسيا بالغ الأهمية. لقد حاولنا على مستوى الأمم المتحدة تجاوز التقطيع الجغرافي المعتمد الذي يحد من وزن وحضور وفاعلية الوطن العربي بسبب تشتيته بين قارتين: جزء منه تابع لإفريقيا وجزء تابع لآسيا. وهذا الوضع يضعف ثقل العرب ويمنعهم من صبّ جهودهم في بوتقة واحدة. وفي إطار المطالبة بتغيير هذا الوضع كان لي شرف طرح الموضوع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 59 يوم 29/9/2004. وجاء في خطاب الجمهورية الاسلامية الموريتانية ما يلي:”يعكس ميثـــاق منظمـــة الأمـــم المتحـــدة التطلعـــات المشـتركة لشـعوب العـالم نحـو تحقيـق التنميـة واسـتتباب الأمـن والســلم الــدوليين. ومــن الواضــح أن الــتغيرات الكــبيرة الــتي شهدﺗﻬا الساحة الدولية تتطلب مراجعة النظام الهيكلـي لمنظمـة الأمم المتحدة في اتجاه توسيع دائرة التمثيل داخل مجلس الأمـن ليشـــمل منـــاطق أساســـية مثـــل أفريقيـــا وأمريكـــا اللاتينيـــة ومجموعات هامة تتجاوز حدود المناطق والأقـاليم والقارات، علـى غـرار اﻟﻤﺠموعـــة العربيـــة، فضـــلا عـــن دول صـــناعية بـــارزة تقـــدم مسـاهمات كـبيرة لمنظومـة الأمـم المتحـدة مثـل ألمانيـا واليابـان، وذلــك تجاوبــا مــع المــتغيرات الجديــدة، ورغبــة في أن يعكــس مجلس الأمن على نحو أفضل حقائق وتنوع عالم اليوم”.- وثائق الأمم المتحدة الدورة 59 – شكرا “للفيفا” و شكرا لكرة القدم على قبولها للوطن العربي كيانا واحدا متجاوزا لحدود المناطق والأقاليم والقارات..عاشت “الفيفا” وعاشت كرة القدم!