” نحن أمالنا”
أنا من جيل تعود على هزائم منتخبنا الوطني؛فولد ذلك عندنا عقدة من كل شيئ مستدير؛ بدءً من الكرة الأرضية، مرورا بعمارة “سمار” وحتى وجوه الساسة المستديرة؛وصولا الى كرة القدم.وقبل سنوات قليلة أصبح تداول أخبار فوز المنتخب فى التصفيات والنهائيات القارية والدولية أمرا مألوفا وعاديا؛ و لم يعد ترتيبنا فى نشريات الفيفا يضع موريتانيا مع افغانستان وكوريا الشمالية.
هذا كله جميل؛ ونحتاج اليه فى ظل تنمية سلحفاتية؛ لا تلمس نتائجها وتتحول الى كلام عابر ممجوج ومكرر؛ فى واقع كهذا تصبح صناعة كرة قدم وطنية حاجة تنموية؛فقد غيرت هذه الرياضة حياة مئات الفقراء من أبناء الضواحي؛ تحولوا الى أثرياء فى أحيائهم، بعضهم أصبحت لديه بنايات شاهقة تحولت الى عناوين ثابتة فى الرياض ودار النعيم وتوجنين.
والبعض الآخر فتح مشاريع إستثمارية شغلت عشرات الشباب من أبناء الحي.أفرزت تحولات الكرة جيلا جديدا؛ لديه أحلام مختلفة لاتمر بقنوات المسابقات ولا طوابير الهجرة أمام السفارات الغربية؛ فقد أمنت لهم الكرة تحقيق حياة كريمة مركزها الوطن.وحتى على المستوى السوسيوثقافي انتشرت أغاني المرابطون بين الشباب؛ ورددوا كلماتها الممجدة للوطن؛والمؤمنة بموريتانيا القادرة على المنافسة والتتويج.واليوم يتكرر السؤال الأزلي: ” نحن أمالنا”.