أيهما المختلق المخترق، التصوف أم الوهابية؟/ محمد عبد الرحمن ولد عبدي
يصف الغرب المتصوفة كما تصفهم الوهابية بأنهم خرافيون. فقد أثبتت كتابات ومذكرات وأرشيف الاستعمار(الدولتان القويتان: انجلترا وفرنسا) أنهم كانوا يدعون اتباعهم في البلاد الإسلامية إلى محاربة التصوف والمتصوفة، يدعونهم يومها إلى أخذ المذهب الوهابي، قبل أن يرجع اليوم عليهم سنة الله في من غدر الإسلام، انجلترا لأن الوهابية براءة اختراعها وفرنسا لم تكن غائبة عن ذلك الاختراع حسب ما كتب همفر في مذكراته، وعملا من الغالب باستبدال القديم بالحديث، ولتفريق وتمزيق المسلمين في الدين فلا يكون دينهم موحد بل بتشتيتهم عبر مذاهب مختلفة يقتتلون لها عملا بمبدئهم فرق تسد، استبدال مناهجهم ومدارسهم الفقهية والصوفية والعقدية بنحل من صناعة هذا الاستعمار الكافر الغاشم كما نشاهد اليوم ونعيش فيما يسمونه” الجهاديين والدعاة، والأحزاب والحركات”. لقد عمل الاستعمار الفرنسي في بلادنا على نشر المذهب الوهابي لتفريق كلمة المسلمين بنشر مذهب نشاز يشقهم يكفرهم، يكفر من لا ينتمي إليه لما رأى من نفور علماء المسلمين منه، فوزع العروة الوثقى التي كان يصدر الأفغاني وتلميذه محمد عبده من باريس باسم التجديد في الدين، ودعوى السلفية التي ارتدتها الوهابية زورا فيما بعد متطهرة بها من جرائمها من وحشيتها وفظائعها التي اقترفتها تحت الاسم الأول وصورتها المشوهة المنفرة للمسلمين لتلبس عليهم دينهم بهذا الاسم الطيب علها تلقى القبول. كما أرادت لها المخابرات الغربية والإسرائيلية وأرادوا به تشويه صورة الإسلام في أسمائه النقية من عصوره المزكاة. انتقلت الوهابية من اسمها الأول إلى السلفية لتتطهر به من الأعمال الهمجية البربرية التي مارستها باسم الوهابية في دولها وجيش إخوانها”إخوان من أطاع الله”( وذلك من 1143 هـ إلى 1344 هـ الموافق من1731 إلى 1926م ) . تلقفت اسم السلفية إذن من دعوة محمد عبده وشيخه الأفغاني رئيس أول محفل ماسوني مصري، وقد عثر على طلبه الانضمام إلى هذا المحفل بخط يده (و هذا الطلب منشور عبر محرك كوكل باسم وتوقيع الأفغاني.)توقيعه، ونصه:”إني أرجو من إخوان الصفا وأستدعي من خلان الوفا أعني أرباب المجمع المقدس الماسون الذي هو عن الخلل والزلل مصون أن يمتنوا علي ويتفضلوا إلي بقبولي في ذلك المجمع المطهر وبإدخالي في سلك المنخرطين في ذلك المنتدى المفتخر.” والأفغاني قال عنه خليفة المسلمين عبد الحميد الثاني في مذكراته(مذكرات عبد الحميد الثاني ترجمة (محمد حرب دار القلم ص148))إنه ماسوني، وإنه رجل الإنكليز، إلا أنه لم يكن متطرفا ولم يقل يوما بتكفير المسلمين لا هو ولا تلميذه محمد عبده، وقد ابتدعت هذه النابتة من دعوته مذهبا، بل دينا جديدا فلا تتسمى اليوم باسم الإسلام، بل باسم السلفية حتى قال أحدهم إن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم إمام السلفية، بدل الاسم الذي سمانا الله جل جلاله به، (هو سماكم المسلمين) ، يريدون أن يستبدلوا اسم الإسلام باسم السلفية تجديدا عندهم في الدين، وليس سلفهم السلف الصالح قطعا، ولينقبوا في التاريخ وليحذروا لعل سلفيتهم لدى فرعون وملئه كما قال المولى عز وجل:(فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين) . وفي ذلك ألف الدكتور الشهيد العالم الرباني البوطي رحمه الله تعالى كتابه((السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي ص236 ط2) “السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي”. ثم انتقلوا من هذا الاسم إلى المجاهدين الأفغان، فجلبت أمريكا كما قالت اكلنتون(لقاء مسجل 2013م ) وزيرة الخارجية الأمريكية أمام الكونكرس الأميركي ابن لادن وهذه الطائفة الوهابية إلى الحرب في أفغانستان ضد المؤيدين منهم من الشيوعية، وأهدافهم الكثيرة من ذلك منها إشعال نار الفتن في بلاد المسلمين فيما بينهم، وإشغالهم وإبادتهم في حروب جانبية مالها من معنى، إلا أنها تخفف الضغط عن إسرائيل التي كانت إلى ذلك الوقت وجهة الجهاد الحق لشباب المسلمين، بل توجه جهاد المسلمين إلى هنالك بعيدا عنها ليشتغلوا به، ثم تسموا قاعدة الجهاد لابن لادن، ثم أصبحوا أنصار الدين، أو الشريعة، أو النصرة، أوجيش الإسلام، وأخيرا داعش، أو دولة الإسلام، أو الخلافة، أوجيش الفتح. وعقائدهم وأعمالهم ومناهجهم مهما اختلفت تسماياتهم عقيدة وأعمال ومناهج الوهابية وأساليبها وتفسيرها الكذب المفترى على الإسلام.