من المبتدع في الدين؟ أ الوهابية أم المتصوفة؟ وما هي أعظم بدعة وأشنع فرية؟/ محمد عبد الرحمن عبدي
تبالغ الوهابية في تبديع المتصوفة لاحتفالهم واحتفائهم بالمولد النبوي الشريف وتعظيمهم جنابه الرفيع صلى الله عليه وسلم، وفي تبركهم وزيارتهم وتوسلهم به صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم، وما يؤخذ عليهم حالة غيبتهم عن شهودهم. وأين هذا مما ابتدعت الوهابية في بدعتها النكرى وفريتها الكبرى على الإسلام في العقائد، بدعة من الخطورة والضلال بمكان لانها افتراء في الاعتقاد في الذات العلية وفي عموم المسائل العقدية التوقيفية التي لا تتبت إلا بالأدلة القطعية لا دخل فيها للظنية، فما ظنك بالمبتدعة المختلقة المكذوبة المفتراة على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وخطورتها كذلك لأن بها كفروا المسلمين واستباحوا دماءهم وأعراضهم وأموالهم، لا أقول أبادوا لها آلاف المسلمين بل قتلوا بها ملايين المسلمين ولا زالوا يقتلون يفجرون ويحرقون،
لم يبقوا لهذه البدعة مسلما لا من القدامى ولا من المعاصرين؟. فتحوا بها أبواب تكفيرهم فكفروا العوام والخواص والعلماء والصلاح والمتصوفة أولهم وآخرهم والحكام ومن سموهم الطغاة من زار نبيا أو وليا أو صالحا أو ناداه بياء النداء أو نذر أو ذبح أو أطعم عند المزارة ولو في طريقه إليها، كفروا المتكلمين والمعطلين الجهميين يعنون بهم الأشاعرة والماتريدية والشيعة الروافض والإثنى عشرية والزيدية، ومقلدة المذاهب، أوقادوا لها نار فتنة سارت وطارت مشارق الأرض ومغاربها أبادو لها الخضراء وأهلكوا الحرث والنسل وفرغوا لها الجزيرة العربية من روح تاريخها، بل تعدوا بها إلى أهل البرزخ، إلى الأنبياء والصحابة والأولياء والعلماء فحرقوا عليهم قبورهم وأخرجوهم من أجداثهم في إهانة لا مثيل لها في تاريخ الإسلام رغم ما حاق بهذه الأمة خلال مسيرتها التاريخية لا لدى الديلم، والقرامطة، والتتار، والإفرنج، وجيوش الاستعمار (الاحتلال الغربي) في أمم ماتوا وبادوا دمدم عليهم ربك بعذابه وهلاكه فهل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا، حين حاولوا كسر بيضة الإسلام إلا أن الحقد والضغينة والحنق لم تحملهم وتوصلهم إلى حد هتك حرمات القبور، كما يفعل هؤلاء والصهاينة اليهود في فلسطين.إنها أعظم بدعة وأخطر فرية: تقسيم التوحيد، قالوا عنه ثالث ثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. فتوحيد الألوهية عندهم ليس هو توحيد الربوبية وتوحيد الربوبية غير توحيد الألوهية، وكأن الإله غبر الرب، والرب غير الإله، والصفات غير صفاته تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا، كل ذلك من أجل خلق ذرائع تكفير المسلمين، وإعطاء الوهابية وأتباعها الحق في تكفير من شاؤوا من المسلمين، فالمسلم الذي يوحد الله تعالى حقا ويعبده مخلصا ليس مسلما عندهم إذا تبرك أوزار نبيا أو وليا لأنه وحد الربوبية ولم يوحد الألوهية فهو عندهم كافر بل أكفر من اليهود والنصارى والمشركين ومن فرعون وهامان.
وإذا لم يجسم تجسيمهم -تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا- بحيث يبعض الله تعالى فينسب له – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – الجوارح من وجه يدين وعينين وقدمين ورجلين وكف وأصابع وساق واستواء بذاته على العرش في سمائه بتحديد، ونسبة الكينونية في الجهة، والحلول والانتقال والصعود والنزول حقيقة لا مجازا، وينسب اه حدوث الإرادات في ذاته العلية تشبيها له بالإنسان، وأنه حاشاه كما قال ابن تيميتهم جسم لا كالأجسام، شاب أمرد على صورة آدم، وأنه يجب عليه أن يدخل جنته المحسن ويجب عليه أن يعاقب ويعذب بناره المسيء قولا بالإيجاب، من لم يؤمن بكل ذلك ليس مسلما في دين الوهابية الجديد، يل هو معطل جهمي كافر لم يوحد عندهم توحيد الأسماء والصفات. فمسلم دين الوهابية إذن ليس المسلم في دين الله ، دين الإسلام الحق الذي فال عنه الصادق المصدوق: كما أخرج البخارى والنسائى عن أنس. الرويانى والطبرانى والضياء عن جندب البجلى . الطبرانى عن ابن مسعود عنه صلى الله عليه وسلم :” من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاكم المسلم الذى له ذمة الله ورسوله فلا تخفروا الله فى ذمته”( حديث أنس : أخرجه البخارى (1/153 ، رقم 384) ، والنسائى (8/105 ، رقم 4997) . وأخرجه أيضًا : البيهقى (2/3 ، رقم 2030).حديث جندب : أخرجه الرويانى (2/149 ، رقم 973) ، والطبرانى (2/162 ، رقم 1669) . قال الهيثمى (1/28) : عبيد بن عبيدة التمار لم أقف على ترجمته.حديث ابن مسعود : أخرجه الطبرانى (10/152 ، رقم 10291). قال الهيثمى (1/28) : فى إسناده الحسن بن إدريس الحلوانى ولم أر أحدًا ذكره وهو أيضًا من رواية أبى عبيده عن أبيه ولم يسمع منه. والحديث عند الجميع عدا البخارى والبيهقى.) يتواصل بإذن الله تعالى.