من أكاذيب الوهابية وبدعها/ محمد عبد الرحمن عبدي
أشنع بدعة وأعظم فرية :بني محمد بن عبد الوهاب عقائده، وكل ما صدر عنه مما كفر فيه وبه المسلمين على بدعة ابن تيمبة وأصحابه التي نسبوا لابن بطة الحنبلي، ولا إخالهم إلا كذبوا بها على ابن بطة لأنه عبد صالح كما يذكر أهل السير، كما كذبوا من قبل على إبانته بتقولهم عليه فيها منعه السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم التي رد التقي السبكي . ورغم ضعف ابن بطة الحنبلي لدى الحفاظ النقاد؛ ابن الجوزي والذهبي(الذهبي في المغني في الضعفاء2/ 417، ) وابن حجر العسقلاني(ابن حجر في لسان الميزان4/112-113/ط1تبعا للحافظ ابن الجوزي ) وابن العماد (شذرات الذهب3/122) ، قال عنه إمام أهل الحديث الخطيب البغدادي، عد معاصره الباجي من صنف بعده فيه عيال عليه كما قال في الجرح والتعديل ، قال الخطيب البغدادي في تاريخه عن بغداد(الخطيب تاريخ بغداد 10/372-373/ظ1) : “حَدَّثَنِي أحمد بن الحسن بن خيرون قال: رأيت كتاب ابن بطة بمعجم البغوي في نسخة كانت لغيره، وقد حكك اسم صاحبها، وكتب اسمه عليها. قال لي أبو القاسم الأزهري: ابن بطة ضعيف، ضعيف، ليس بحجة، وعندي عنه معجم البغوي ولا أخرج منه في الصحيح شيئا. قلت له: فكيف كان كتابه بالمعجم؟ فقال: لم نر له أصلا”.ومع ذلك يمتنع عندي على مثل ابن بطة هذا الابتداع الشنيع في أصول الدين المصيب فيها واحد، أعني أن تصدر عنه بدعة التوحيد الثلاثي؛ توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.وهكذا ذهبت الوهابية وفق هذا التقسيم الثلاثي والعقيدة المفتراة، كل مذهب، ركبوا رؤوسهم، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لهذه البدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان إمعانا منهم وأئمتهم ليس بالتفكير في ذات الله فحسب وهو أعظم ذنب كما في نصوص الكتاب وكما تطفح به كتب السنة.
قال العلامة محمذن فال بن متالي: وليس ذنب فوق ذنب الخائض بالفكر في ذات العلي الخافضفتقولوا في ذات الله بهذه العقيدة بعقولهم الناقصة وأفهامهم البليدة وأقوالهم الساقطة القبيحة تبعا لعتاة المشبهة من الكرامية واليهود والنصارى حتى اختلقوا له صورة على مثال الإنسان – تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبير- اتباعا منهم وإتيانا لما نهى الله تعالى عنه، ونص على أنه لا يفعله إلا أهل الزيغ ومبتغي الفتن، فلم يكتفوا بزيغهم هذا (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمن به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب) بل جعلوا عقيدة الزيغ الفاسدة هذه المعتقد الصحيح التي يجب الإيمان بها، وذهبوا يحملون المسلمين عليها بقوة السلاح لو صار الأمر لهم في عموم بلاد المسلمين لا قدر الله لما أبقوا على مسلم لا يعتقد معتقدهم الفاسد هذا، فمن يأباه كافر جهمي حلال الدم ليس له عندهم إلا القتل.روجها ابن تيمية، شيدها ودافع عنها هو وظله ابن قيم الجوزية، فهي دعامة مذهبهما وأساس معتقدهما وابتداعاتهما، ومضى لها ابن عبد الوهاب يسفك دماء المسلمين لا يلوي على شيء، وجدت فيها أبريطانيا ضالتها التي تنشد ووزير مستعمراتها لتفجير المسلمين من الداخل وقلب الجهاد عليهم، والعهدة على همفر في مذكراته وغيرهمفر، استباحت الوهاببية لها المسلمين يرونهم لها أشد كفرا من الجاهلية التي بعث فيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما تطفح به كتبهم. بدعة التفرقة بين الربوبية والألوهية باعتبار الألوهية غير الربوبية وأنها أخص منها حيث يقولون ويعتقدون أن الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه أرسلوا بتوحيد الألوهية لا بتوحيد الربوبية، وأن توحيد الربوبية عقلي يدركه الإنسان بعقله دون رسالات الله تعالى تبعا للمعتزلة. يعلمون الصغار في التهجي اليوم في مدارسهم أن الألوهية غير الربوبية والربوبية عير الألوهية، وأن توحيد الربوبية لا ينفع صاحبه ولا يمنعه من دخول النار وإجراء أحكام الكفر عليه لأنه لم يوحد توحيد الألوهية ما دام يتوسل ويزور ويتبرك بالأنبياء والصالحين.
وهذا ضلال مبين وكذب وزور وافتراء على الله تعالى ودينه الحق الذي بعث به أنبياءه من لدن آدم إلى نبينا خاتم الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام، فالربوبية هي عين الألوهية، والألوهية هي الربوبية، والرب: هو الإله: وهو الله المعبود بحق المستحق للعبادة وحده. وأخذ الله العهد الميثاق على بني آدم، أنه تعالى إلههم، ربهم لا شريك له وأشهدهم وشهدوا على أنفسهم بذلك، قال تعلى:(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) ، ويقول الملكان للميت في القبر: من ربك؟ أي: من إلهك وخالقك؟ يتواصل بإذن الله تعالى.