وقاحة الجيل / محفوظة زروق
جميلة هي الموريتانية حين يشكل الإحترام تبراعها ، وجسدها ، وهرموناتها العاطفية .. الأمر الذي أصبح عملة نادرة في زمن الأزمات الأخلاقية التي ولدت من رحم المسلسلات المدبلجة التي اكتسحت البيوت الموريتانية ، فدقت ناقوس الخطر، وعاثت فسادا في أخلاق الفتاة وهي تقدم لجيلها هدية مغلفة بجهل مبين بحقيقة وسامة الرجل ، والمعنى الحقيقي للرجولة حين تربطها بالتلصص ، والسطو على البنوك وجهلها بدوافع التبراع التي هي : قلة فرص اللقاء ، وندرة وسائل التواصل قديما بين الأحبة ..
والقطرة التي أفاضت الكأس أنك يا سيدتي تتصرفين على هواك وكأنه ليس على أرضنا رجال يغارون على أنوثتنا ، واحتشامنا! فإذا نسي أبطال المسلسلات معنى الرجولة فيبقي الرجل الموريتاني سيد الرجال وهو لك مغتسل بارد وشراب لكنه أمام وقاحتك هذه لن يستطيع الإنتظار !حقيقة ثابتة لا بد أن تعلميها عزيزتي الفتاة، أن يكون رجلا لا يعني أن يطلق لحية وينتشر على جسمه شعر كثيف ولا أن يركب سيارة أخر موديل اشتراها بمال حرام …!
عليك أن تعرفي معنى الحب وكيف تحبين ! فما كل ذكر بالضرورة رجل ولا كل امرأة يمكن تعويضها بأخرى ! فالرجل الحقيقي الذي يسكن أحلامنا النسائية وهو ولي قلوبنا التي نقشت عليها صفاته الحميدة : من ورع وبرور بوالديه وشهامة ونخوة وترفع عن الأذى وستر الأمانة العاطفية والسخاء العشقي… هو رجل موقف وكلمة إذا أحبك جادت عليك الدنيا بعطفها وحمايتها وإذا نَفَر منك تركك دون أن يترك خلفه كوابيس ولاجراح ولاضغينة وتلك الخصال لعمري إن اختفت سيلحق الضرر بأحلام النساء! فإن صادفك هذا الصنف من الرجال فتبرعي غير مبالية ببياض شعره ولا بزحف السنين على ملامحه .. فلا الزمن ولا الموت سيقتله من قلبك !وما أندر الرجال الذين نفشل في نسيانهم لكن لعل أسباب ضياع صفات الرجولة هو ضياع أخلاق النساء! بقلم محفوظة زروق .