اسحاق العلوي يكتب عن معهد بوتلميت

لو قدر لي و كنت في موريتانيا و في مدينة انواكشوط بالضبط لحضرت للندوة المنظمة من طرف جمعية باب حول معهد ابي تلميت الاسلامي 1953 -1975 النشأة و العطاء حضوري للندوة كان سيكون عرفانا للمعهد و لمدينة بوتلميت و لاهلها لما عرفناهم فيها من حسن استقبال و كرم و نحن الآتين لها من السعودية و المغرب و رحم الله عبد الله ولد الشيخ سيديا مؤسس هذا المعهد الذي قدم خدمات كبيرة للبلد و للكثير من الدول الافريقية .

ن

فبعد قرار الوالد انهاء منفاه و الرجوع الى البلد رغم ما كان يتمتع به من حظوة و مكانة في اي مكان يقصده ابى الا ان يرجع الى اهله و وطنه و بعد استقرار العائلة في السنغال في انتظار اكتمال بناء منزل العائلة في نواكشوط توجهت صوب مدينة بوتلميت رفقة اخوتي للدراسة تحت رعاية اخونا الاكبر و ابن عمنا دحمان ولد حمنفال ولد بابانا انطلاقا من مدينة سانلوي مرورا بمدينة روصو و وصلنا المدينة في الليل بعد وقوفنا في عدة محطات و خاصة المحطة التي تناولنا فيها الأرز وكانت رائحة البنزين تنبعث منه و لم نستطع تناوله وصلنا لمدينة بوتلميت بعد رحلة شاقة و لم نصدق اننا وصلناها لاننا كنا ننتظر العمارات الشاهقة و الطرقات المعبدة و غيرها حسب ما كان يعدنا به ابن عمنا دحمان من اجل تخفيف مشقة السفر ……

نزلنا آنذاك بمنزل المدير احمدو ولد ممون و اكرمنا غاية الكرم هو وزوجته مريم منت الناجي و ابنته سلم منت ممون و مع الصباح بدانا نكتشف المدية و ساكنتها و كان اول من تعرفنا عليهم هم اهل محمد بونا مختار و اهل بومدين نظرا لقرب سكناهم من منزل المديرو ربطنا علاقات جد طيبة مع ساكنة المدينةو التحقنا بالمعهد فوجدنا في اساتذتها كل التشجيع و الاخذ باليد و خاصة من طرف استاذ القرآن الكريم المغفور له اسحاق ولد الشيخ سيديا و اترحم بهذه المناسبة على اساتذتي محمد يحي ولد عدود و محمد ولد مولود ولد داداه و محمدو الناجي اطال الله في عمره و عمر ولد يالي و المرابط ولد سيدي عالي و غيرهم من ما لا تسعني الذاكرة لتذكرهمو قبل ان اختم هذه الكلمات القليلة في حق هذه المدينة و ساكنتها و معهدها اريد ان اترحم على الشيخ ولد بلّ و مريم منت ممادي اللذين كانا لنا والدين و كان ابناؤهم اخوة لنا. رحم الله من التحق بالرفيق الاعلى و اطال في عمر من على قيد الحياةو اريد بهذه المناسبة ان اتوجه بالشكر الجزيل للاخ Youssef Ahmed Boumediane على ما يبذله من جهد كبير من اجل احياء هذا المعهد الذي وصفته جريدة مغربية في اوائل الستينات انه يوازي جامع الازهر و الزيتونة و القرويين في ما يقدمه .#معا_لإحياء_معهد_بوتلميت