الرئيس الراحل المصطفى ولد محمد السالك / محمد المختار ولد أباه
…” ولقد كانت تربطني علاقات ودية صادقة بالرئيس المصطفى ولد محمد السالك ؛ الذي ترأس المجلس العسكري عقب الانقلاب على الرئيس المختار ، فقد كان مدرسا في قريتنا النباغية ، واحتفظ له الجميع في وسطنا الاجتماعي بكثير من الاحترام والمحبة لدماثة أخلاقه وحسن معشره .ولم نزل نذكر تلك الرؤيا التي ما فتئ القاضي محمد عبد الرحمن ( النح ) ابن السالك يقصها علينا منذ نهاية الستينات ، إذ يسمع في المنام هاتفا يقول له : ” المختار معزول والمصطفى مولى ” ، ثم يسألنا عن المصطفى من يكون ؟ ولم يكن يخطر على بال اي منا انه ” المصطفى ” الذي نعرفه ومكث فترة في حينا .
بقيت أياما في نواكشوط وفي أحدها تم استدعائي للرئاسة لمقابلة السيد المصطفى ولد محمد السالك ، فاستقبلني بحفاوته المعهودة وبدأ يشرح لي دوافع الانقلاب والأوضاع الصعبة التي وصل إليها البلد ، والظروف الخاصة التي تشهدها المؤسسة العسكرية على وجه التحديد ، ثم بعد.ذلك أعرب لي عن حاجتهم لشرح هذا الموقف للعالم الخارجي ، وخاصة الدول المجاورة والمغرب على وجه التحديد، نظرا لكونه شريكا استيراتيجيا لموريتانيا في تلك الفترة ، مشيرا إلى العلاقات التي تربطني بالمغرب ، ولكوني لست مصنفا ضمن الرموز السياسية للعهد السابق .
سبق لي أن ذكرت العلاقة الخاصة التي تربطني بهذا الرجل الدمث الودود ، واستحضرت وانا في مكتبه الرئاسي رؤيا عزل المختار وتولي المصطفى ، وهاهما الإسمان اللذان يشتركان في الدلالة يتداول صاحباهما على السلطة في البلد
بعد.هذه الخواطر السريعة بادرت وشكرت الرجل على حسن الاستقبال ، وقلت له إني تربطني بالمغرب علاقات خاصة بدون شك لكني لست الوحيد ، كما تربطني أيضا علاقات خاصة بدول أخرى مثل السنغال التي يرأسها صديق شخصي لي ، والسعودية التي أعرف فيها عدة أمراء نافذين ووزراء مقربين ، ثم أثرت معه موضوع سجن اعضاء الحكومة ، لأنهم لا ذنب لهم سوى انهم وجدوا أنفسهم في هذا المنصب يوم الانقلاب ، وكان يمكن لأي شخص آخر ان يكون في السجن لو كان وزيرا يومه.
فهمت من ردوده ان لحديثنا بقية لم نجد لها الفرصة بعد ذلك ، حيث التقيت به بعد ذلك لما انتدبني المدير العام لليونسكو لتمثيله في عزاء المرحوم أحمد ولد بوسيف ، أو في مناسبات أخرى خاصة بعد أن ترك الحكم )
من كتاب : رحلة مع الحياة للدكتور محمد المختار ولد أباه الصفحة 276 و 277الطبعة الأولى 2022المركز العربي للكتاب – الدار البيضاء – المغرب