حكم تعليق الأحراز والرقى بالقرآن وأسماء الله الحسنى والدعاء / محمد عبد الرحمن عبدي
من السنةتبالغ النابتة الوهابية وتقيم الدنيا ولا تقعدها فتكفر المسلمين في تعليقهم الأحراز فيها الرقى بالقرآن وأسماء الله الحسنى و الدعاء من السنة تبركا واستعاذة وتحصنا بكتاب الله وأسمائه الحسنى وذكره، يرونها سحرا وشركا أكبر معتبرين الأحراز من ذلك القبيل، هي التمائم الوارد فيها الزجر والوعيد منه صلى الله عليه وسلم.شوشوا بذلك على عوام المسلمين فماشاهم ودندن دنتهم من ليست معه أثارة من علم
والتمائم جمع تميمة: وهي خرز كان العرب يعلقونها يرون أنها تدفع عنهم الآفات ويتقون بها من العين في زعمهم فأبطل الإِسلام تلك العادة “( انظر معالم السنن 4/ 202 والسنن الكبرى للبيهقي 9/ 350، والنهاية لابن الأثير في غريب الحديث 1/ 197)
وفي لسان العرب لابن منظور الإفريقي(لسان العرب ج12 ص 69 – 71) التَّمِيمُة؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَقِيلَ: هِيَ قِلادة يُجْعَلُ فِيهَا سُيُورٌ وعُوَذ.:قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: التَّمائمُ واحدتُها تَمِيمةٌ، وَهِيَ خَرزات كَانَ الأَعرابُ يعلِّقونها عَلَى أَولادِهم يَنْفون بِهَا النفْس والعَين بزَعْمهم، فأَبطله الإِسلامُ؛ وإِيّاها أَراد الهُذَلي بِقَوْلِهِوإِذا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها أَلْفَيْتَ كلَّ تَمِيمة لَا تَنْفَعُ
وَقَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ التَّمِيمَةُ قِلَادَةٌ فِيهَا عُودٌ قَالَ وَالْوَدْعُ خَرَز،ٌ قَالَ أَبُو عُمَرَ فَكَأَنَّ الْمَعْنَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً خَشْيَةَ مَا عَسَى أَنْ يَنْزِلَ أَوْ لَا يَنْزِلَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ فَلَا أَتَمَّ اللَّهُ عَلَيْهِ صِحَّتَهُ وَعَافِيَتَهُ وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً وَهِيَ مِثْلُهَا فِي الْمَعْنَى فَلَا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ أَيْ فَلَا تَرَكَ اللَّهُ لَهُ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الْعَافِيَةِ أَوْ نَحْوِ هَذَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَهَذَا كُلُّهُ تَحْذِيرٌ وَمَنْعٌ مِمَّا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَصْنَعُونَ مِنْ تَعْلِيقِ التَّمَائِمِ وَالْقَلَائِدِ يَظُنُّونَ أَنَّهَا تَقِيهِمْ وَتَصْرِفُ الْبَلَاءَ عَنْهُمْ وَذَلِكَ لَا يَصْرِفُهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ الْمُعَافِي وَالْمُبْتَلِي لَا شَرِيكَ لَهُ، فَنَهَاهُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّا كَانُوا يَصْنَعُونَ مِنْ ذَلِكَ فِي جَاهِلِيَّتِهِم
وَجَعَلَهَا ابْنُ مَسْعُودٍ مِنَ الشِّرْك لأَنهم جَعلوها واقِيةً مِنَ المَقادِير والموْتِ، وأَرادُوا دَفْعَ ذَلِكَ بِهَا، وَطَلَبُوا دَفْعَ الأَذى مِنْ غَيْرِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ دافِعُه، فكأَنهم جَعَلُوا لَهُ شَرِيكًا فِيمَا قَدّر وكَتَب مِنْ آجَالِ العِبادِ والأَعْراضِ الَّتِي تُصيبهم، وَلَا دَافِعَ لِمَا قَضى وَلَا شَرِيكَ لَهُ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ فِيمَا قَدّر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمَنْ جَعل التَّمائم سُيوراً فغيرُ مُصِيبٍ.
وأجاز عبد الله بن عمرو بن العاص وغيره من الصحابة والتابعين تعليق القرآن وأسماء الله وصفاته، وقالت طائفة: يجوز ذلك، وهو عمل ، وحملوا حديث ” إن الرقى والتمائم والتولة شرك ” على التمائم التي فيها شرك. ونقل القرطبي في تفسيره أحكام القرآن عند قوله تعالى(وننزل من القرآن ما هو شفاء) عن أئمة التابعين كمحمد بن علي زين العابدين، والضحاك وابن سيرين جواز تعليق الحرز المشتمل على القرآن والأدعية المأثورة يوضع في قصبة أو رقعة بحرز.( أحكام القرآن للقرطبي(ج10 ص320 دار عالم الكتب الرياض).) وأخرج الحكيم الترمذي المتوفى320هـ في نوادر أصوله “عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضوان الله عليهم أجمعين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إذا فزع أحدكم في النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن تضره”، فكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده ومن لم يبلغ كتبها في صك ثم علقها في عنقه( نوادر الأصول1/60/ط دار الجبل بيروت ) .
وفي توضيح الجامع الصحيح لابن الملقن ولا بأس بتعليق التمائم والخرز الذي فيها الدعاء والرقى بالقرآن عند جميع العلماء.قَالَ الْخطابِيّ رَحمَه الله وَأما إِذا كَانَت الرقية بِالْقُرْآنِ أَو بأسماء الله تَعَالَى فَهِيَ مُبَاحَة(كتاب الكبائر للذهبي ص16 ط1) لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يرقي الْحسن الْحُسَيْن رَضِي الله عَنْهُمَا فَيَقُول أُعِيذ كُمَا بِكَلِمَات الله التَّامَّة من كل شَيْطَان وَهَامة وَمن كل عين لَامة وَبِاللَّهِ الْمُسْتَعَان وَعَلِيهِ التكلان. وفي فتح الباري لابن حجر( فتح الباري لابن حجر 6/142 ) فَأَمَّا مَا فِيهِ ذِكْرُ اللَّهِ فَلَا نَهْيَ فِيهِ فَإِنَّهُ إِنَّمَا يُجْعَلُ لِلتَّبَرُّكِ بِهِ وَالتَّعَوُّذِ بِأَسْمَائِهِ وَذِكْرِهِ
ويكون ما ورد في مصنف عبد الرزاق من كراهتهم تعليق القرآن مما دس فيه من قبل هذه الطائفة، وقد أثبت دسهم فيه، فقد دسوا فيه أي في مصنف عبد الرزاق كلمة (مصنف عبد الرزاق3/ 503/ط 2″يعني قبور المسلمين” دعما لمذهبهم في طمسها فقد انفردت إحدى روايتي عبد الرزاق في مصنفه بإضافة تلك الكلمة”يعني قبور المسلمين” دون غيرها من روايات السند نفسه في جميع روايات حديث أبي الهياج الأسدي معولهم في طمس القبور والذي يقيمون الدنيا ولا يقعدونها من أجله.
ويكون ما ورد في مصنف عبد الرزاق من كراهتهم تعليق القرآن مما دس فيه من قبل هذه الطائفة، وقد أثبت دسهم فيه، فقد دسوا فيه أي في مصنف عبد الرزاق كلمة (مصنف عبد الرزاق3/ 503/ط 2″يعني قبور المسلمين” دعما لمذهبهم في طمسها فقد انفردت إحدى روايتي عبد الرزاق في مصنفه بإضافة تلك الكلمة”يعني قبور المسلمين” دون غيرها من روايات السند نفسه في جميع روايات حديث أبي الهياج الأسدي معولهم في طمس القبور والذي يقيمون الدنيا ولا يقعدونها من أجله.
والذي يهمنا مذهب أهل هذه البلاد، وهو مذهب الدولة الرسمي أي المذهب المالكي فتعالوا نتعرف على حكم تعليق الحرز المشتمل على الاستعاذة والتبرك والتحصن بكتاب الله وأسمائه الحسنى وَذِكْرِهِ في المذهب المالكي.وفي البيان والتحصيل لابن رشد في جواز تعليق الحرز قال وسئل مالك عن تعليق الحرز على الخيل فتجعل في خيط فتعلق برقبته، فقال ما أرى بذلك بأسا، إذا كان يجعل للزينة قال محمد بن رشد: هذا بين على ما قاله من إجازة تعليق الحرز وشبهه من الأحراز على أعناق الصبيان للزينة.
وإنما اختلف في جواز تعليق الأحراز والتمائم على أعناق الصبيان والمرضى والخيل والبهائم إذا كانت بكتاب الله عز وجل وما هو معروف من ذكره وأسمائه للاستشفاء بها من المرض، أو في حال الصحة لدفع ما يتوقع من المرض والعين. فظاهر قول مالك في رسم الصلاة الأول من سماع أشهب من كتاب الصلاة إجازة ذلك، وروي عنه أنه قال لا بأس بذلك للمرض.
قال القرطبي في تفسيره (القرطبي في تفسيره ج 10/319)وَمَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ يَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ بِمَا كُرِهَ تعليقه غير القرآن أشياء مأخوذة عن العراقيين وَالْكُهَّانِ، إِذْ الِاسْتِشْفَاءُ بِالْقُرْآنِ مُعَلَّقًا وَغَيْرَ مُعَلَّقٍ لَا يَكُونُ شِرْكًا.