canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

طارق بن زياد.. عربي الأصل أم أمازيغي!/ حسن المختار


أثار أحد الأعمال الدرامية التاريخية عن فتح الأندلس، خلال رمضان الحالي، سجالاً حول صحة بعض المعلومات التاريخية الواردة فيه.. وامتد السجال إلى أصل الفاتح المسلم طارق بن زياد، هل هو أمازيغي أم عربي؟

لاشك أن من الشائع لدى معظم المؤرخين التقليديين، وحتى في المقررات المدرسية في معظم الدول العربية، أن طارقاً بربري (أمازيغي)، وكان مولى لموسى بن نصير، والي إفريقية الأموي، وقد قاد حملة فتح الأندلس. ولكن هل كان حقاً أمازيغياً؟ لنرَ أولاً الأساس الذي ترسخت بسببه هذه المعلومة الشائعة.

لم يذكر قدامى المؤرخين أمثال ابن عبد الحكم وابن الأثير والطبري وابن خلدون، تفاصيل كافية عن أصول طارق بن زياد، وقد حذت حذوهم حديثاً دائرة المعارف الإسلامية وموسوعة كامبريدج الإسلامية. غير أن بعض المؤرخين الذين كتبوا عن تاريخ فتح الأندلس بعد تاريخ طويل من الفتح، نسبوه لأصول مختلفة.

فقد ذكر مؤرخون منهم ابن عذاري والشريف الإدريسي أنه بربري. بينما ذكر الزركلي و المقري التلمساني والمؤرخ الإيطالي باولو جيوفيو أنه عربي الأصل، وهذا ما ترجحه أيضاً موسوعة كامبريدج الإسلامية. وزعم مستشرق إسباني أنه فارسي. وزعم آخر أنه قوطي جرماني الأصل! وسأعلق هنا فيما يلي على بعض هذه المصادر التاريخية.

لعل الشريف الإدريسي (ت 1165م) هو أول من رسخ على نطاق واسع أمازيغية طارق بن زياد. وهو متأخر عن عهد طارق (ت 720م) وفتح الأندلس بأكثر من 4 قرون. ولم أقف على أنه ذكر مصادر ذات صفة متفردة يمكن البناء عليها للحسم في أصل طارق. ولعل مصادره شفهية أو لم تصلنا. والإدريسي جغرافي بالأساس أكثر من كونه مؤرخاً.

وأما المقري التلمساني (ت 1632م) الذي حكم بأن طارقاً عربي الأصل فمتأخر كثيراً عن الإدريسي، ولكنه عالم موسوعي متخصص في ثقافة المغرب والأندلس، ويكفي أنه هو صاحب الكتاب الموسوعي: “نفح الطيب”. وقد انفرد بأمور متعلقة بطارق لم يذكرها سابقوه، منها خطبة طارق الشهيرة، وخطة إحراق السفن.

وقد ذكر المقري أن ابن خلدون يُشير إلى طارق بن زياد بلقب الليثي لكنّ هذا لا يظهر في الطبعات الحديثة المُعاصرة من أعمال ابن خلدون. فلعله اطلع على نسخ نفتقدها الآن من أعمال ابن خلدون. وكذلك ابن خلكان (ت 1282م ) وهو قريب زمناً، إلى حدما، من الإدريسي، نسبه إلى قبائل الصدف في حضرموت، وأيده آخرون.

ونسبه ابن عذاري (عاش هو الآخر في بحر القرن 13م) إلى قبيلة نفزاوة أو نفزة الأمازيغية، ويميل كثير من المؤرخين إلى هذا الرأي.لكن الإدريسي ينسبه إلى زناتة، حيث سماه: طارق بن عبد الله بن ونامو الزناتي، دون الإشارة إلى أنه ابن زياد.
ونفزاوة تستوطن إقليم طرابلس، ونفزة تستوطن شمال المغرب الأقصى.

وقد نبّه المؤرخ التونسي الأستاذ هشام جعيّط إلى الفرق بين القبيلتين نفزة ونفزاوة، وقطع ببربرية طارق، فقال: فمن المعروف أن طارق هو من فتح الأندلس. من هو طارق؟ هو مولى بربري من قبيلة “نفزة”، وهذه القبيلة ليست بنفزاوة الطرابلسية، بل هي على الأرجح مستقرة حول طنجة في “الريف الحالي”.

وذكر المستعرب الإسباني جورج بوهاس، أن مصادر تشير إلى أصول فارسية لطارق، ولعله يشير لكتاب “أخبار مجموعة في فتح الأندلس” وهو كتاب مجهول المؤلف، مجموع في القرن الحادي عشر الميلادي. ولكن يبدو أن المستعرب وقع في وهْم، ففارس المشار إليها قبيلة فارس من همدان اليمن، فظن أنها فارس بلاد الفرس.

بل إن مؤلفاً إسبانياً آخر هو إيجناسيو أوليغي رجّح أن يكون طارق من أصول قوطية جرمانية، بناء على حفر اشتقاقي في اسمه. يذكر أن أقدم ذكر لطارق لدى الإسبان ورد في chronique mozarabe وهو مؤلف لاتيني كتبه رهبان سنة 754م في وقت قريب بعد فتح الأندلس، ولعلهم هاربون من الحكم العربي المسلم للأندلس. وسمَّوه فيه: Taric Abuzara، فلعلها: طارق أبو زرعة. ومن المعروف أن بعض المصادر الإيبيرية الأولى تسميه، لأسباب عدائية متعصبة: طارق الأعور.

الخلاصة:
في غياب الدليل التأريخي القاطع، ومن منظور تاريخي بحت، أرى أنه يتعين إعادة فتح أفق التأمل لمراجعة تلك المعلومة التاريخية الشائعة بأن طارقاً بربري الأصل، بل إن معطيات تاريخية دالة قد ترجح أن الفاتح طارقا بن زياد بن عبدالله الليثي عربي الأصل وذلك لهذه الأسباب:

– اسمه طارق بن زياد بن عبدالله. وهو ومولود 50هـ تقريباً، فاسم أبيه وجده عربيان وهذا لابد أن يكون وقع في تاريخ قبل فتح المغرب.
– الدولة الأموية لم تكن تولي مطلقاً سوى العرب على الجيوش.
– رجوعه لدمشق وعيشه بقية عمره فيها، ولم يعد إلى المغرب، مع عدم اشتهار وجود مانع أو سبب معروف منعه من ذلك، وهذا يدعم فرضية أصله العربي اليماني الشامي.

– ارتبط ذكر طارق ودخوله الأندلس، في بعض المصادر العربية والإيبيرية، بذكر امرأة ضائعة الأخبار تسمى أم حكيم، لا تفصّل المصادر كثيراً في التعريف بها، ولكن توصف بأنها كانت زوجة -أو جارية- لطارق، وقد عبرت معه في غزوه للأندلس، وسمّى عليها منطقة الجزيرة الخضراء (جزيرة أم حكيم) قرب مضيق جبل طارق! وما يلفت النظر هو اسمها العربي (أم حكيم)، فليس من المتوقع في ذلك الوقت المبكر جداً من تاريخ فتح المغرب أن تكون هذه المرأة بربرية تعرّبت، بل قد تكون عربية من عرب الفتح، وإن صح أنها كانت زوجة طارق، فهذه قرينة أخرى داعمة لأصل طارق العربي.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى