الحلقة الثالثة في حكم تعليق الأحراز والرقى بالقرآن / محمد عبد الرحمن عبدي
… وفي الاستذكار ( الاستذكار لابن عبد البر ج 8 ص406) روى بن وهب عن يونس عن بن شِهَابٍ قَالَ بَلَغَنِي عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الرُّقَى حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَكَانَتِ الرُّقَى فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ فِيهَا كَثِيرٌ مِنْ كَلَامِ الشِّرْكِ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ لُدِغَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كَانَ آلُ حَزْمٍ يَرْقُونَ مِنَ الْحُمَةِ فَلَمَّا نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى تَرَكُوهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْعُ لِي عِمَارَةَ بْنَ حَزْمٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا فَدُعِيَ لَهُ فَقَالَ أَعْرِضْ عَلَيَّ رُقْيَتَكَ فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرَ بِهَا بَأْسًا وَأَذِنَ لَهُمْ بها.وما ورد في الصحيحين البخاري ومسلم. وغيرهما من كتب الصحاح والسنة، عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ قَال: (أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْف أَنْتَ الشَّافِي لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا).
وعَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – كَانَ يَرْقِي بِهَذِهِ الرُّقْيَةِ: (أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ بِيَدِكَ الشِّفَاءُ لا كَاشِفَ لَهُ إِلا أَنْتَ) ، وعَنْها رضي الله عنها أَنَّه – صلى الله عليه وسلم – كَانَ إِذَا عَادَ مَرِيضًا يَقُولُ: (أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا). وفِي رِوَايَة: إِذَا أَتَى الْمَرِيضَ يَدْعُو لَهُ. وَفِي أُخْرَى: فَدَعَا لَهُ. وفيها: (وَأَنْتَ الشَّافِي).وأنه صلى الله عليه وسلم “بلغ مقابلة” بِرِيقَةِ بَعْضِنَا يُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا بِإِذْن رَبِّنَا). “.
وعَنْ ثَابتٍ أَنَّهُ قَال: يَا أَبَا حَمْزَةَ اشْتَكَيتُ، فَقَال أَنَسٌ: أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -؟ قَال: بَلَى. قَال: (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْبَاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شَافِيَ إِلا أَنْتَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) “.”.
وفي صحيح مسلم. عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِن أَهْلِهِ نَفَثَ عَلَيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ جَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيهِ وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ، لأَنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْ يَدِي ).ِ.وَعَنْهَا؛ أَنَّ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيهِ وَأَمْسَحُ عَنْهُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَ، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: رَخصَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فِي الرُّقْيَةِ مِنْ العَينِ وَالْحُمَةِ وَالنَّمْلَةِ. ).
وَعَنْهَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِه، وفي مسلم. عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – كَانَ يَأمُرُهَا أَنْ تَسْتَرْقِيَ مِنَ الْعَينِ ِوفي صحيح البخاري وغيره عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: كَانَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَينَ وَيَقُولُ: (إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَمَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلّ عَينٍ لامَّةٍ) ثُمَّ يَقُولُ: «هَكَذَا كَانَ يُعَوِّذُ إِبْرَاهِيمُ ابْنَيْهِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ» البخاري. عَنْ أَنَسِ أَيضًا قَال: أَذِنَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – لأَهْلِ بَيتٍ مِنَ الأَنْصَارِ أَنْ يَرْقُوا مِنَ الْحُمَةِ وَالأُذُنِ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، يَقُولُ: «أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» ثُمَّ يَقُولُ: «هَكَذَا كَانَ يُعَوِّذُ إِبْرَاهِيمُ ابْنَيْهِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاها التعليق – من تلخيص الذهبي على شرط البخاري ومسلم.وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَال: رَخصَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فِي الرُّقْيَةِ مِنْ العَينِ وَالْحُمَةِ وَالنَّمْلَةِ البخاري. عَنْ أَنَسِ أَيضًا قَال: أَذِنَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – لأَهْلِ بَيتٍ مِنَ الأَنْصَارِ أَنْ يَرْقُوا مِنَ الْحُمَةِ وَالأُذُنِ وجَارِيَةٍ فِي بَيتِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْج النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – رَأَى بِوَجْهِهَا سَفْعَةً فَقَال: (بِهَا نَظْرَةٌ فَاسْتَرْقُوا لَهَا). يَعْنِي بِوَجْهِهَا صُفْرَةًوَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَال: رَخصَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – لآلِ حَزْمٍ فِي رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَقَال لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيسٍ: (مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ؟ ). قَالتْ: لا، وَلَكِنِ الْعَينُ تُسْرِعُ إِلَيهِمْ. قَال: (ارْقِيهِمْ). قَال: فَعَرَضْتُ عَلَيهِ، فَقَال: (ارْقِيهِمْ).
ومسلم. عَنْ جَابِرٍ قَال: رَخصَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – فِي رُقْيَةِ الْحَيَّةِ لِبَنِي عَمْرٍو، وقَال: لَدَغَتْ رَجُلًا مِنا عَقْرَبٌ وَنَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -، فَقَال رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَأَرْقِي، قَال: (مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ).مسلم. عَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ اللهِ أَيضًا قَال: كَانَ لِي خَالٌ يَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ، فَنَهَى رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – عَنِ الرُّقَى، فَأَتَاهُ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ نَهَيتَ عَنِ الرُّقَى وَأَنَا أَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ، فَقَال: (مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ)مسلم. عَنْ جَابِرٍ أَيضًا قَال: نَهَى رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – عَنِ الرُّقَى، فَجَاءَ آلُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ كَانَتْ