canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

حرية الرأي من وجهة نظر غربية/ فاطمة عواد الجبوري

بالنسبة لنا نحن العراقيون فقد فهمنا المعايير المزدوجة لحرية التعبير وحرية الصحافة التي ينادي بها الغرب منذ العام 1990، أثناء عملية الحصار التي تم فرضها على العراق بحيث روّجت وسائل إعلامهم على أن حصار العراق هو الحل الأمثل للوصول إلى الديمقراطية. لقد عانى الشعب العراقي من حرية تعبيرهم ما لم يعانه شعب في هذا العالم، فبعد سنوات من الجوع والتجويع والمعاناة، انبرت مرة أخرى صحفهم لتأييد تقارير كاذبة حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، كل ذلك جاء في سياق تأمين الحجج المنطقية لغزو العراق وتقسيمه وتحويله إلى دولة فاشلة.

بعد مساعي اللوبي الصهيوني الحثيثة للتحريض على الصحفي المستقل عبد الباري عطوان وحذف فيديو له من على يوتيوب، لم يَعُد لدى المواطن العربي أو المسلم أدنى شك بازدواجية المعايير وثلاثيتها ورباعيتها بالنسبة للغرب أثناء تعامله مع قضايانا نحن العرب والمسلمون. لم يكن التضييق على عطوان أول محاولات إسكات شعوبنا التي تطالب بقضية عادلة ولن تكون المحاولات الأخيرة. فهذا الإعلام وهذه الدول أصبحت مهمتها إخفاء الحقيقة وتزييفها. فهاهم يعتمون على الكتاب الأخير الذي نشرته ضابطة في الاستخبارات الفرنسية ويدعى “عندما يتحرك الظل”. هذا الكتاب كشف عن جهود الحكومات الغربية في زعزعة أمن واستقرار دولة مركزية في معادلة الصراع مع إسرائيل هي “سوريا”، وكشفت الكاتية كذلك بأن الدول الغربية جنّدت المعارضة السورية لخدمة أجنداتها. هذه المعارضة التي لا تكل ولا تمل من طلب المساعدات المالية لتخريب هذا الوطن حتى لو كانت هذه المساعدات من الشيطان نفسه.

إن المعايير المزوجة تنطبق كذلك على كيفية التعامل مع الأطفال، ففي السويد وفرنسا على سبيل المثال، قد قامت منظماتهم ومؤسساتهم التي تدعي الدفاع عن حقوق الأطفال وحقوق الإنسان بسلب العائلات المسلمة أطفالها وذلك لهدفين محددين: أولاً تربيتهم على الطريقة الغربية وثانياً تخويف الأسر الأخرى وتحذيرها من عدم القدوم إلى أوربا. ولكن وللمفارقة، وبحسب منظمة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة فقد رفضت فرنسا إعادة 49 طفل متواجدين في سوريا ويتعرضون للخطر والتهديد لمجرد أن آبائهم كانوا يعملون لدى تنظيم الدولة.

عزيزي القارئ، لا تتوقف مخطاطاتهم عند ذلك فحسب بل هم يسعون أحياناً إلى تغيير التركيبة السياسية والاجتماعية للمجتمعات العربية والمسلمة كذلك. فهاهي السفارة الأمريكية في لبنان تزود بعض العناصر اللبنانية بأجهزة تجسس وتنصّت ليقوموا بجمع الكثير من المعلومات والأحداث حول الشخصيات البارزة في الطائفة السنية بعد انسحاب الحريري من الحياة السياسية وذلك في محاولتهم لإن يفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة طيف معين تدعمه الولايات المتحدة. وليس بعيدا عن حقوق الإنسان، فهاهي إسرائيل وبرنامجها التجسسي تم توظيفه من قبل الحكومة البحرينية للتجسس على ناشطي حقوق الإنسان والمعارضين للحكومة.

لقد كشفت الحرب الأوكرانية جشاعة وعنصرية هؤلاء ضد قضايانا كما كشفت عن آلياتهم الإعلامية في التعامل مع الأزمات، فعندما تتعرض مصالحهم للخطر في أوربا فلا معنى لحرية الرأي أبداً وكل من يخالفهم في ذلك فهو معادي ويجب تصفيته. ولا داعي أبداً بالتذكير بالحملة الشعواء التي شنتها وسائل الإعلام الغربية وحكوماتهم ضد الروس من منعهم تدريس “تولستوي” والأدب الروسي في جامعاتهم إلى المنع من المشاركات الرياضية أو الثقافية. إن حرية الرأي من وجهة نظرهم تتلخص في قمع المسلمين وقضاياهم ومنع نسائهم من ارتداء الحجاب وتجريدهم من أطفالهم وحرق مقدساتهم ومنعهم من التعبير عن رأيهم.

ختاماً، ما يجهله الإعلام الغربي والحكومات الغربية هي أن الشعوب المسلمة أصبحت على دراية تامة بهذه المخططات والمؤامرات البشعة التي يحيكونها لنا. كما علينا تذكيرهم بأنّ إغلاق حسابات صحفي حر ومستقل يدافع عن قضية عادلة أو حذف فيديوهاته لن يزيده إلا شهرة ومحبوبية بين أبناء شعبه ودينه.

كاتبة وباحثة عراقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى