جولة في لوامع الدرر 28 .. الزكاة/ عبد القادر ولد محمد
و دفعت للأمام العدل — يعني ان الزكاة يجب دفعها للأمام العدل. …. -‘——‘————
و لكن ماذا لو طلب العون ؟ –
قال محمد بن الحسن مثل هذا وقع لسلطان المغرب يوسف بن تاشفين حين مر إلى الأندلس يقصد غزو الفرنج ، فقاتلهم في موضع يسمى الزلاقة قرب بطليوس.. قال ابن خلكان: روى ان يوسف بن تاشفين طلب حينئذ امن اهل البلاد المعونة على ما هو بصدده …فوصل كتابه في ذاك إلى المرية، و ذكر فيه أن جماعة افتوه بذلك اقتداءا بعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال اهل المرية لقاضي بلدهم و هو أبو عبد الله بن البراء و كان من اهل الدين و الورع على ما يجب ، لا بد أن تكتب جوابه فكتب اليه : اما بعد ما ذكره أمير المؤمنين في اقتضاء المعونة و ان ابا الوليد الباجي و جماعة القضاة بالعدوة و الأندلس افتوه بأن عمر رضي الله عنه اقتضاها، و كان صاحب رسول الله صلى عليه و سلم و ضجيعه في قبره، و لا شك في عدله ، فليس أمير المسلمين ممن لا يشك في عدله ، فإن كان الفقهاء و القضاة انزلوك منزلته من العدل فالله سائلهم عما تقلدوه فيها ، و ما اقتضاها عمر رضي الله عنه حتى حلف في المسجد ان ليس عنده درهم واحد من بيت مال المسلمين، فلتدخل انت المسجد الجامع و تحلف بحضرة اهل العلم و حينئذ تستوجب ذلك انتهى …و مفهوم قوله للأمام العدل ان الامام اذا كان جائر في صرفها لم يجز دفعها له طوعا، بل يجب الهروب بها و اخفاؤها،، و لو طلبها الامام العدل فادعى إخراجها لم يصدق ، قاله مالك و ابن القاسم و قال اشهب يصدق اي ان كان صالحا … قوله ” و دفعت للأمام العدل ” ابن عرفة فبها : إن غلبوا على بلد واخذوا زكاة الناس و الجزية اجزاتهم، الصقلي : روى محمد و المتغلبون كالخوارج ، ابن عبدوس عن اشهب؛ إن طاع يدفعها لخارجي اجزاته، التونسي: إن طاع يدفعها لوالي جائر لا يضعها موضعها لم تجزه، قاله الحطاب .
””’-منقول من لوامع الدرر في هتك استار المختصر للعلامة محمد ولد محمد سالم المجلسي رحمه الله تعالى المجلد الثالث كتاب الزكاة – فصل في مصرف الزكاة ص 587 و 588