محمد جميل منصور يكتب عن ارتباك الحركات والاخزاب الاسلامية
الناظر لخريطة الحركات الإسلامية والأحزاب السياسية ذات المرجعية الإسلامية بنفس تقويمي موضوعي لابد وأن تستوقفه هذه الرتابة التي تسود أداء أغلبها، فالقليل منها يسجل تقدما في عمله وتأثيره، والأغلب ما بين المراوح مكانه أو المسجل تراجعات في التأثير والنفوذ.
يميل الكثيرون خصوصا من داخل هذه الحركات والأحزاب إلى القول إن استهداف الخصوم وتآمر الأعداء وكيد الأنظمة هي أسباب الرتابة والتراجع – هذا إذا أقروا بهذه الرتابة وهذا التراجع- والظاهر والله أعلم ان هذا الكيد وهذا الاستهداف عاملان رئيسيان في الذي حدث ويحدث من ارتباك وتراجع، ولكنهما ليسا وحدهما، وأحيانا ليسا الأهم في التفسير والفهم إن العقل الفكري لهذه الحركات والأحزاب بحاجة ألى تنشيط وإحياء ليحل التجديد محل التقليد، ويأخذ الإبداع مكان الرتابة، ويستبدل الجمود بالمرونة، فلايصح أن نظل عالة على كتابات فكرية تنتمي لوقتها، وتقيد قيمتها نسبيتها زمانًا ومكانا يحتاج العقل العملي وطرق ووسائل الأداء خصوصا في المجال العام والسياسي منه بصفة خاصة إلى تطوير حقيقي واتباع وسائل واستراتيجيات أثبتت قيمتها في التأثير على الجمهور وكسب ثقته، إن للعمل السياسي منطقا وأدوات وعقلية سيسبب تجاهلها أو التخفف منها ارتباكا في مصر وحسرة في السودان وخيبة في المغرب وتراجعا في تونس.
حاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا، وقوموا المسيرة وهي في هذه المرحلة، وامتلكوا الشجاعة للاعتراف بالأخطاء، وحددوا مكامن الخلل واستغفروا منها، فإن ذلك من سنن الصفوة وأهل التميز.