من موريتانيا التي لا أعرف / عبد الله بيان
تبدو هناك عادات وتغيرات قيمية وسلوكية عديدة قد طرأت على المجتمع الموريتاني خلال فترة عيشي خارج البلاد. منها ما هو سطحي مظهري ومنها ما هو آخذ في التجذر. سأدوّن عن بعضها من حين لآخر تحت وسم #موريتانيا_التي_لا_أعرف.
وقد أعود إلى الكتابة عنها لا حقا بشكل أوسع بحول الله. أبدأها بما أصبح شائعا من تصرفات أخوية طيبة في أصلها، لكنها بدأت باعتقادي تفقد روح الخصوصية التي كانت لها من قبل. من أمثلة ذلك أن “وخيرت” أصبحت تقال للجميع، والمعايدات الجاهزة ترسل في المناسبات لكل الأرقام المسجلة في أجندة الهاتف، والزائرون يتجمعون أمام غرف المرضى، في العيادات والمستشفيات، بأعداد كبيرة، ومنهم من قد لا يعرفه حتى أهل المريض أنفسم. والشكلانية ذاتها بارزة خلال المآتم و”أيام التعزية”.
ومن غريب هذه الأخيرة ما أصبحتَ تجد أمام بيوتاتها من حشود ونحائر… مسلكيات كلها طيبة، ولكنني لا أجد فيها الروح الحميمية التي أعرف. أو على رأي محمد إقبال: “وجلجلة الأذان بكل حي .. ولكن أين صوتٌ من بلال”..