لكور .. أصل له جذور / سيدي محمد
ينقسم لكور في المنتبذ القصي إلى ثلاث قوميات متمايزة، من أشهرها قبائل البولار، التي تنقسم هي الأخرى إلى “الفلان” الذين يمارسون الرعي وهم رحل ويدعي البعض منهم الانتماء إلى أصول عربية، و”التكارير” وهم مزارعون. أما القبائل السونونكية “سرغلات” فيستقر البعض منهم في الجنوب الشرقي، وهم بقايا من امبراطورية “غانا”، وينتمون إلى قبائل “الماندي” الممتدة من موريتانيا إلى بوركينافاسو، ويتحدثون بلغة مشتركة مع فوارق طفيفة تفرضها المنطقة.أما المجموعة الثالثة فهي قبائل الولوف ويقيم أكثرهم على الضفة قرب انجاكو ونجوعها.وقد قدرت المصادر الرسمية الفرنسية عند استقلال الدولة سنة 1960نسبة الزنوج بنسبة تتراوح بين 12 و20 بالمائة في حين قدرها الإحصاء الرسمي في البلد عام 1976 بـ16 بالمائة، وقدرتها إحصاءات الأمم المتحدة بما بين 14و16في المائة، ظل لكور والبظان يعيشون في سلام في ظل إطار جامع مانع هو الاسلام.
من علماء لكور العاملين المجاهدين الشيخ الحاج عمر بن سعيد تال الفوتي، ولد الحاج عمر تال في “پُودُور” عام 1797م ، ودرس اللغة العربية وعلوم الدين عند والده، فحفظ القرآن الكريم، ودرس صحيح مسلم وصحيح البخاري، ثم طلب العلم في “فوتا تورو” ثم “فوتاجالو”، وفي عام 1826 قام الحاج عمر برحلة إلى بيت الله الحرام ومر في طريقه إلى الحج بمدينة “حمد الله” عاصمة دولة ماسينا الإسلامية ثم واصل إلى سكتو عاصمة دولة عثمان بن فوديو وقضى فيها 7 أشهر ثم غادرها إلى فزان في ليبيا، ثم مصر ثم أخيرا وصل إلى مكة المكرمة عام 1828م، وقد مكث عند عودته من الحج في القاهرة بعض الوقت للدراسة في جامع الأزهر، وفي طريق عودته عرج على برنو ومكث فيها مدة للتدريس، ثم ذهب إلى سكتو، ثم إلى ماسينا بعد وفاة خليفة سكتو محمد بلو عام 1838م، ومكث فيها فترة، وغادرها بعد سوء تفاهم مع حكامها، وأخيرا استقر في منطقة فوتاجالو، واستطاع بعد عودته إلى فوتاجالو أن يقيم دولة إسلامية مترامية الأطراف، تحكمها الشريعة الإسلامية، ولغتها الرسمية اللغة العربية، وللشيخ عمربن سعيد تال الفوتي مؤلفات عدة ومن أشهرها منظومة في إصلاح ذات البين ومنظومة سفينة السعادة، وغير ذلك من الكتب, وجلها في الدعوة وتهذيب الأخلاق، كان صوفيًا تيجانيا عالي الهمة، مجاهدًا في سبيل نشر الإسلام وحارب الوثنية في إفريقيا، وجاهد ضد الاستعمار الفرنسي في منطقة الفوتا وحوضي نهري السنغال والنيجر، وامتدت مدة جهاده من 1835إلى 1849حتى انتهى له ملك دولة إسلامية عظيمة تمتد من شرقي السنغال وغينيا إلى مدينة تمبكتو، وظل يحارب أعداءه لتوسيع رقعة دولته حتى استشهاده عام 1864.
ومن علماء لكور الذين كانت لهم مساهمة فعالة في الثقافة العربية الإسلامية في غرب إفريقيا ووسطها الشيخ محمود بن عمر باه مؤسس المدارس العربية النظامية في غرب إفريقيا، وبخاصة مدارس الفلاح، وقد ولد الشيخ محمود باه في بلدة جوول 1906، وبعد حفظه لكتاب الله تعالى لازم الشيخ لمرابط عبد الفتاح التركزي، وأخذ عنه علوم التجويد والقراءات وعلوم القرآن وفي عام 1928غادر منطقته بقصد الحج، ولما وصل الأراضي المقدسة التحق بمدرسة الفلاح حتى حصل على الشهادة الابتدائية ثم التحق بمدرسة الصولتية وكان إلى جانب دراسته في المدرسة المذكورة يلازم دروس الحرم النبوي، وبعد دراسة أربع سنوات تخرج من المدرسة الصولتية عام 1940م، وما أن تخرج حتى عاد إلى المنتبذ القصي1941فاعتقله الاستعمار الفرنسي في طريق عودته ثم أطلق سراحه، وكان ذلك بداية الصدام بينه وبين المستعمر الذي اعتقله عدة مرات لأفكاره المناهضة للاستعمار، وكان أول عمل قام به بعد رجوعه إلى فوتاتورو هو افتتاح مدرسة عربية نظامية في قريته باسم مدرسة الفلاح، وذلك عام1941م، ثم افتتح المدرسة الثانية في مدينة خاي بجمهورية مالي عام1943م باسم مدرسة الفلاح، وقد قام الشيخ الحاج محمود باه بزيارات متعددة لمختلف مناطق الغرب الإفريقي يلقي المحاضرات، ويفتح المدارس، وقد افتتح حوالي 77 مدرسة عربية في غرب إفريقيا، وفي جمهورية الكمرون بنى مساجد كثيرة بلغت 89 مسجدا، وفي عام 1951م تخرجت الدفعة الأولى من مدرسة الفلاح في خاي، وكان عددهم 50تلميذا, وتم انتخاب تسعة عشر منهم للدراسة بالأزهر الشريف، في سرية تامة خوفا من سلطات الاستعمار التي كانت تضايقه كثيرا بسبب نشاطاته الثقافية، وظل الشيخ محمود باه ينشر الإسلام والثقافة العربية حتى توفاه الله سنة1978رحمه الله.
ومن أدباء لكور مامادو ديوب ” موورتدو” ولد في قرية تابعة لامبان سنة1942والده هو شيخ القرية ” صمبا بوديل ديوب ” ، تلقى مامادو مبادئ الدين باللهجة البولارية فى ” امْبانْ ” ،وفى السابعة أرسل إلى بوگى ودخل المدرسة الإبتدائية، و فى الخمسينات ذهب لتلقى التعليم الثانوي فى سان لوي بالسينغال وهي إذاك عاصمة الغرب الإفريقى ، تلقب مامادو بلقب ” موورتدو” وهي تعني بالبولارية المتمرد والثائر وتعرف على الفكر الأحمر حين التحق حدثا و فى بدايات تشكل وعيه السياسي بصفوف الحزب الإفريقي للاستقلال بزعامة الصيدلي ” ماكموت ديوب ” وهو حزب ماركسي لينيني كان يناضل من أجل الإستقلال والوحدة الإفريقية والاشتراكية بنمطها السوفيتي ومقارعة الرجعية وكان يتخذ من “سان لوي” مقرا له ، تحدى أفراد حزبه الجنرال ديغول إبان زيارته للسينغال 28سبتمبر 1958وهتفوا ضده فى ساحة الإستقلال بدكار فتم اعتقال بعضهم، رجع مرتدو غداة الإستقلال إلى المنتبذ القصي ، وشارك فى امتحان أجرته إدارة الجمارك الناشئة لإكتتاب بعض العناصر ، بعد اجتياز الدورة التدريبية تسلم عمله ضابط صف فى إدارة الجمارك ، أصبح بعد ترقيته الأمين العام لنقابة الجمركيين الموريتانيين وفى انواذيبو كان فاعلا فى الإتحاد المحلي للدفاع عن حقوق عمال “ميفرما -MIFERMA” مع ابراهيم ولد حيموده ، كما تم اختياره للمشاركة فى دورة بالمدرسة الدولية لنقابات مناضلي إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية فى موسكو من 1966إلى 1968وتزامن ذلك مع أحداث مايو فى فرنسا وأوروبا حيث تحرك آلاف الشباب ضد الرأسمالية والامبريالية، عام 1973، حصل ” موورتدو” على منحة دراسية لمتابعة الدراسات العليا في القانون الدولي في جامعة “شيفشينكو” فى كييف عاصمة “أوكرانيا ” ضمن الاتحاد السوفياتي السابق ” إلا أن الظروف المناخية القاسية أجبرته على الانتقال إلى فرنسا حيث درس فى جامعة باريس الثامنة وبعدها جامعة السوربون العلوم السياسية والتاريخ، وحصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية والماجستير في علم المصريات، وكان يعتبر نفسه الوريث الروحي لعالم المصريات المفكر السنغالي الشهير” الشيخ أنتا ديوب ” الذي كتب عن وحدة إفريقيا الثقافية، والطابع الإفريقي للحضارة المصرية، و “سرقة” الحضارة الإفريقية من قبل الأوروبيين والأمريكيين وقد ترجم ” موورتدو” بعض أعمال الشيخ أنتا جوب، و” موورتدو” باحث في علم الاجتماع، و شاعربالفرنسية والبولارية، ومن أبرز الداعين إلى تعزيز مكانة اللغات الوطنية وكتب عن تهميش الأقليات الزنجية وحقوقها ، وقد ألف وترجم عشرات الكتب ، كما كان أول من ترجم القرآن الكريم إلى البولارية ، وترجم “نظرية تشكيل الكون منذ الانفجار الكبير” ، و”البحث العلمي والوصول الى معرفة الله” و”دور المرأة في المجتمع” ، و”لمحة موجزة عن تاريخ السود الهالبولار” ، بالإضافة إلى آلاف المحاضرات .
اعتقل فى عهد التجاذب وسنوات الرصاص وفقد حاسة السمع أثناء التعذيب بوصفه الزعيم الروحي لحركة ” افلام ” وتم اطلاق سراحه لإعتلال صحته فذهب عميد المعارضة الموريتانية كما يسمى طالبا اللجوء السياسي فهاجر أولا إلى روسيا ثم إلى الولايات المتحدة التي انتقل منها إلى فرنسا حيث نشط في السنوات الأخيرة من حكم ولد الطائع في المعارضة السياسية والحقوقية التي أرقت نظام هذا الأخير، عاد مرتودوإلى المنتبذ القصي بعد انقلاب3أغسطس 2005الذي أطاح بولد الطائع ونشط في هيئات سياسية محسوبة على الطائفة الزنجية، وساند المرشح صار إبراهيما فى انتخابات 2007باسم حركة “التجمع من أجل حوار الوطنيين الموريتانيين” ثم أعلن مساندة المرشح أحمد ولد داداه في الشوط الثاني من الانتخابات الرئاسية ” وفى19- 8 – 2008, وفى يوم الخميس ا11يونيو أسلم “موورتدو” الروح إلى باريها فى المستشفى الوطني بانواكشوط عن عمر ناهز 67 عاما كانت حافلة بالجدل بين الخصوم. ومن أدباء لكور عثمان موسى دياچاگانا، ولد بمنطقة كيهيدي فى قلب فوتا تورو بأقصى جنوب المنتبذ القصي عام 1951، قرأ القرآن حدثا وتعلم حروف العربية ومبادئ الدين بالسونونكية لغته الأم وتعلم فى سن مبكرة لغة الهالبولار والحسانية وتعرف على ثقافة المكان الفسيفسائية ففى ” فوتا تورو ” تمتزج الأعراق وتختلط الأجناس السونينكي و الولوف والفولان والتكارير والمور ، عثمان ويلقب ” ديمبو – Dembo ” وتعني بالسوننكية الابن الثالث ، دخل المدرسة فى كيهيدي ” ودخل إعدادية كيهيدي التى حصل منها على شهاد ختم الدروس الإعدادية ” brevet ” ، بعدها انتقل دياگانا إلى الثانوية الوطنية في نواكشوط. فحصل على الباكالوريا سنة 1970ومنح إلى المغرب ليدرس الأدب فى جامعة محمد الخامس بالرباط حصل منها سنة1976على المتريز فى الآداب العصرية معدا رسالة تخرج عن : “Interférences phoniques, lexicales et syntaxiques entre l’Arabe et le Soninké ” التداخل الصوتي و المعجمي والنحوي بين العربية والسوننكية “ثم تابع الدراسة العليا بفرنسا فى جامعة رينيه ديكارت – باريس 5 – جامعة السوربون – وحصل منها سنة 1980على دكتوراه السلك الثالث في اللسانيات عن أطروحته : “Approche phonologique et morphologique du parler soninké de Kaédi ” مقاربة صوتية و مورفولوجية للكلام السوننكي فى كيهدي”، وفى سنة 1984حصل على دكتوراه دولة فى الآداب من جامعة رينيه ديكارت ، باريس 5، جامعة السوربون عن أطروحته : ” Le parler soninké de Kaédi, syntaxe et sens “السوننكي فى كيهدي بناء المعاني والجُمل، وفى سنة 1985عاد دياگانا إلى المنتبذ القصي ليعمل أستاذا للسانيات في جامعة نواكشوط ، ومشرفا على الموضوعات المتعلقة للسانيات والأدب المروي، و من السنوات 1985إلى1990شغل منصب : رئيس قسم اللغة الفرنسية وآدابها في كلية الآداب
1999 : رئيس قسم اللغات الوطنية واللسانيات في كلية الآداب.2001 : شغل المسؤول العلمي لـ ” Rifal ” وهو مشروع لنشر المعاجم عبر البث الشبكي، كما ظل حتى رحيله عضوا فى مفوضية التعليم العالي وكان عضوا في وحدة التوجيه لإعادة هيكلة التعليم العالي، عضو مجلس كلية الآداب، عضو مجلس إدارة اللغات والآداب الفرنسية، عضو المجلس العلمي لمجلة حوليات كلية الآداب، عضو في اللجنة العلمية لدول غرب أفريقيا، و رعى ورشة عمل إقليمية حول مواءمة الإملاء في كتابة لغة السونينكي في باكل ” السنغال”، كما حاضر فى عدة بلدان و شارك فى عدد من الدورات و الندوات في باريس و مونبلييه و سان نازير و ليموج و ستراسبورغ و ليون ودول غرب إفريقيا، عثمان موسى دياچاگانا – ديمبو – أديب و كاتب وشاعر ومسرحي يكتب بالفرنسية والسونينكية جمع البراعة والصدق، ناضل من أجل العدالة والإخاء والاعتراف والتعايش السلمي بين الجميع رغم التناقضات الاجتماعية والعرقية وخاض تحديا حقيقيا في سياق التوتر الطائفي أن من يلغي الآخر فإنما يلغ ذاته، كما ستطاع تقديم لوحة بالغة التفاصيل، شديدة الثراء عن قومية السونونكى وما تتصف به هذه الثقافه من تنوع وغنى و عمل على توثيق أدبها الشفهي والمروي وتأصيله وجمعه من خلال أطروحاته الجامعية وكتبه ومحاضراته وعاجله الموت وهو على وشك الذهاب الى باريس لوضع اللمسات الأخيرة على مشروعه الكبير القاموس السونينكي / الفرنسي له الكثير من المجموعات الشعرية والمسرحية والدراسات تستحق الدراسة من باحثينا وطلابنا الجامعيين من مؤلفاته وهي كثيرة “Cherguiya -Odes lyriques à une femme du Sahel ” – ” – الشرقية” – قصائد غنائية لإمرأة من الساحل “، لقد تمركزالسوننكي عند حافة الصحراء الجنوبية فيما اشتهر باسم الساحل وهناك امتزجوا بالبربر والفلان وكان الوولوف في حوض نهر السينغال يدعونهم بـ”الساراكولي” ومعناها عندهم “الرجال الحمر” أو الناس الحمر مما يشير إلى أنهم لم يكونوا صرحاء في صفات الإفريقية الزنجية فقد نزعت بهم مجموعة من الأعراق منها العربي والبربري والفلاني كما أن الساحل وهو بالطبع الشرق الموريتاني هو مكان اللقاءات الأولى بين إفريقيا السوداء وبين العرب والبربر و هو مكان اختلاط الأعراق والأجناس و هو مكان للذاكرة ، حيث ازدهرت ممالك كبيرة، ومدن كبيرة والشرق هو أيضا اتجاه الصلاة فهو اتجاه مهوى الأفئدة مما يكسبه القداسة وبالنسبة للمرأة ” الشرقية ” فإنها تحتل مكانة بارزة في موريتانيا وأهمية خاصة منذالعصور الوسطى كما ظلت امرأة حرة ملهمة فى مجتع أمومي يقدسها و تختال فيه بدون حجاب، يقدم ” ديمبو ” ” الشرقية ” بالقول : “إنني أعتبر هذا الكتاب بمثابة قصيدة طويلة تتخللها التفجيرات” والمرأة فى مجموعة الشاعر ديمبو “Cherguiya” التى تمثل سمفونيته الكبرى، وعنونها الكاتب بأنها مواويل لإمرأة من الساحل إمرأة مستحيل إمرأة مشتهاة تلك المرأة التى يصعب الوصول إليها امرأة قاسية غامضة وغريبة و ديمبو يمزج في خيالاته بين التلال الرملية ونقاط المياه والسهول الفيضية وقدسية التراتيل القرءانية في وحدة هي في النهاية رمز للمرأة الموريتانية في شموليتها وثرائها وتنوعها .فى يوم الخميس 9أغسطس 2001غادرعثمان موسى دياچاگانا- ديمبو – عالمنا بعد سنوات حافلة من العطاء.
ومن أدباء لكور موسى دياگانا توفي يوم 16 يناير 2018 بالعاصمة السينغالية داكار، ويعتبر موسى دياگانا أحد أشهر وألمع الكتاب الأفارقة الفرانكوفونيين و قد أشتهر بروايته “أسطورة واغادو La légende du Wagadu ” التي نالت العديد من الجوائز في فرنسا و إفريقيا.ولد موسى دياگانا سنة 1946 في قرية امبود بولاية گورگول، درس الإعداية والثانوية في نواكشوط، وأكمل دراساته العليا في الجامعة التونسية وجامعة السوربون بفرنسا، وعمل مؤخرا موظفا ساميا ببرنامج الأمم المتحدة للتنمية. رحل دياگانا في صمت كما كان يعطي في صمت في حياته، ومن أشهر أعمال الكاتب الراحل موسى دياگانا “الطارقية – Targuiya” وهي ترنيمة للسلام، وتحكي قصة فتاة من الطوارق تبلغ من العمر 17 عاما تكافح عذاب الحرب والحب.كما كتب رائعته “أسطورة واغادو La légende du Wagadu ” التى حولها المخرج البوركينابي “دانى كويات – Dani Kouyaté” إلى فيلم روائي سينمائي ” سيا حلم الثعبان – Sia, le rêve du python “والذى حاز على جائزة المهرجان الدولي للفيلم الفرنكفوني2001 كما حصل على جائزة أفضل فيلم روائي طويل في مونتريال 2001 وفازبست جوائز في واغادوغو 2001 و جائزة لجنة التحكيم وحظي بجائزة خاصة من الاتحاد الاوروبي على جائزة دول افريقيا والكاريبي والمحيط الهادي.
وتتحدث ” أسطورة وا گادو” عن امبراطورية :غانا”.
ومن أدباء لكور تن يوسف گي ولد فى مايو من عام 1923 فى مدينة كيهيدي، كان من أكابر أدباء جيل الاستقلال وانضم لاتحاد الأدباء الموريتانيين وكتب للاتحاد مسرحية تم عرضها ضمن نشاطاته بعنوان” -”منافي گوميل” Les exilés du Goumel, وذلك سنة 1968 وتحكي عن قرية نائية تسمى گوميل كان المستعمر ينفي إليها المقاومين، وساند قضية التلاميذ الزنوج سنة 1966، الذين احتجوا على التعريب المفاجئ كما يسمونه دون مقدمات ودون إعطاء فرصة لاستيعاب المناهج الجديدة، وسخر “تين يوسف” شعره لنصرة قضايا السود في المنتبذ والعالم وعمل على إيقاظ الضمائر من خلال شعره خدمة لقضيته، اعتقل سنة1986بعد نشر بيان للزنوج الموريتانيين فى أديس أبابا. وحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات. وقد اتهم بأنه متورط فى محاولة انقلابية وبأنه من كتّاب البيان الزنجي، وتعرض لألوان التعذيب وأهينت عائلته، و تم تحويله رفقة عدد من الزنوج إل سجن ولاته، وعندما تدهورت صحته نقل إلى سجن مدينة النعمة ليفارق يوم 2سبتمبر 1988، خلف الراحل ثمانية أطفال، شغل تن يوسف گي منصب سفير موريتانيا لدى منظمة الأمم المتحدة للثقافة والفنون “اليونسكو” وتغنى بجمال الصحراء و غابات الجنوب و صفاء النهر بلغة شعرية أخاذة بالفرنسية و بلغته الأم لغة الفلان “البولارية”.كما كتب عدة مؤلفات نثرية و سردية لا تقل أهمية عن إنجازاته الشعرية الرفيعة.و من مؤلفاته:-”منافي گوميل”1968، -”عند حافة الساحل” 1975، – “ساحليات”1975، – “ريلاَّ” 1985.
ومن أدباء لكور المفوض جبريل زكريا صال، ولد في روصو في الـ 23من إبريل سنة 1939، لأسرة بولارية استوطنت روصو و تنحدر من منطقة ” هيرى امبار” في لبراكنة، تلقى صال جبريل تعليمه الابتدائي في روصو وأطار و بوكى و السنغال ، داكار. مارس التدريس غداة الاستقلال، وفي عام1961، قرر الانضمام الى أكاديمية الشرطة، وتدرب في أكاديمية الشرطة الاتحادية في داكار و أكاديمية الشرطة العليا في سان سير بفرنسا ،. في عام1965، تمت ترقيته إلى مفتش وعمل في روصو وازويرات و أطار، يقول صال : كان عمري 25سنة حين بدأت أكتب الشعر ، كنت في المفوضية في أكتوبر 1967، وفجاة بدت أصب الشعر صباً، أظن أن شعلة أضاءت بداخلي، وبدأت أكتب على دفاتر تروج لسيارات “مازدا”. في سنتين كتبت خمسا وعشرين قصيدة ، كنت أرسلها إلى “سينكور”بالسنغال، سينكور” استغرب كيف أمكني أن أخلط بين مهنتين متناقضتين أصلا؛ وأجبته آنذلك باني كنت شرطيا فاشلا، فأوصاني مرة في رسالة ، بالتفرغ للشعر الزنجي الإفريقي الذي يتميز بالصورة والإيقاع ” الصحفي من (جون آفريك) عبد العزيز دحماني، قال الشيء ذاته بطريقة أكثر سخرية. فوصفني “بالرجل الباكي” في تناقض مع عملي كشرطي”والذي يتطلب الشدة والصرامة.
هذه الثنائية لم تفهم ، ولكنها متكاملة ..كان الشعر ينساب، ينساب، وكنت أستيقظ في المساء لأن الإلهام كان يأتيني عادة بالليل، حتى أن البعض في الأسرة ظنوا أنني جننت، إذ كنت أنير المصباح وأجلس على المكتب وأبدا بكتابة كل ما يخطر ببالي من شعر”. وفي 1970نشرت له الشركة الوطنية للطباعة والنشر “المطبعة الوطنية حاليا” بأمر من الرئيس المختار ولد داداه ديوانه الأول “أضواء سوداء” الذي أظهر فيه تبنيه لمفهوم “الزنجية” على غرار معلمه “سنكور”. كما أصدر له الرئيس المختار ديوانيه سويتو 1976، والمقبرة المستقيمة 1977، نشر صال جبريل في جريدة “الشعب” قصيدة تحت عنوان “ضربة مكبس” ينتقد فيها الوظيفة العمومية فاستدعي إلى وزارة الداخلية التى منعته الكتابة لتعارض ذلك مع مهمتته كمفوض للشرطة، في السنة الموالية في 8 فبراير 1978استقبل جبريل صال من طرف سينكور الذي طبع له ديوانه الرابع “العيون العارية” في “المطابع الإفريقية الجديدة بداكار، عمل بالمنظمة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا 1982-1994مديرا لقطاع الشؤون الاجتماعية والثقافية في “لاكوص” بنيجيريا، وتمت ترقيته إلى مفوض رئيس سنة 1995وفي سنة 1999أحيل إلى التقاعد. ليذهب للعيش في بلدة أجداده “هيرى امبار”. آخر دواوين صال هو “أخاديد الأمل”، من أحلى قصائد صال قصيدة “سويتو ستصبحُ حرة” لما تحمله من حس وطني ونفس شعري ووهج ثوري فقد كتبت بعد ثورة سويتو في16يونيو عام 1976واغتيال المناضل الأسود “ستيفين بيكو”.