لماذا خالف المالكية إمامهم في مسألة السدل / محمد عبد الرحمن ولد عبدي
#السؤال: لماذا خالف المالكية إمامهم في مسألة السدل مع أن الامام مالك روى احاديث القبض في الموطأ..؟؟=================
#الجواب : في البداية هاته المسألة كثر الجدال حولها و تم إخراجها من سياقها فهي مسألة خلافية فقهية و من المعلوم أن الإنكار و التبديع و التضليل في المسائل الفقهية الخلافية ليس إلا من علامات الجهل و التعصب، أما مذهب الأحناف و الشافعية و الحنابلة فهو القبض بينما مذهب السادة المالكية هو استحباب السدل في صلاة الفريضة قال العلامة خليل : “وسدل يديه” و اشتهر ذلك عن المالكية حتى لدى أصحاب المذاهب الأخرى, و أما السؤال المطروح فجوابه على ثلاث مستويات:
#أولا : الموطأ هو كتاب حديث مثله مثل صحيح البخاري و مسلم و كتب الحديث الأخرى و أما الفقه فيؤخذ من كتب الفقه و العمدة عند المالكية هي المدونة لابن القاسم و التي هذب مسائلها الإمام البرادعي.قال النابغة الغلاوي :واعتمدوا التهذيب للبرادعي ** و بالمدونة في البَرى دُعي
#ثانيا: الإمام مالك رحمه الله روى أحاديث في الموطأ و عمل بخلافها و هذا ثابت عنه، قال الحافظ السيوطي : “خالف مالك موطئه في ستين موضعاً” ( تنوير الحوالك 1 ,ص9 ).و عندما سأل مرة رجل الإمام مالك لم رويت حديث البيعان بالخيار فى الموطأ ولم تعمل به؟؟قال له : ليعلم الجاهل مثلك انى على علم تركته.فلو لم يرو الإمام مالك الحديث في الموطأ لقال الناس أن الإمام مالك معذور لأنه لم يبلغه الحديث ، لكنه لما رواه في الموطأ و عمل بخلافه علموا أنه لم يعمل بخلافه إلا لما وجد لديه دليل أقوى من هذا الحديث.
#ثالثا : عمل أهل المدينة عند الإمام مالك أصل مشهور و حجة تقدم على حديث الٱحاد و ويدل على ذلك قول مالك في المدونة من رواية سحنون عن ابن قاسم عندما سئل عن القبض قال : ” لا أعرفه ” وهو رضي الله عنه أعلم بأحوال أهل المدينة من غيره إذ هو عالمها وإمامها : ومالك إمام دار المصطفى … ونوره بين الأنام ما انطفى وفيه جا تضرب أكباد الإبل … شرقا وغربا الحديث فقُبل و يؤيد هذا الخبر المروي في كتاب تاريخ الحافظ أبي زرعة الدمشقي المتوفى سنة 281هـ قال رحمه الله:((حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن عبد الله بن يحيى المعافري عن حيوة عن بكر بن عمرو: أنه لم ير أبا أمامة – يعني ابن سهل – واضعاً إحدى يديه على الأخرى قط، ولا أحداً من أهل المدينة، حتى قدم الشام، فرأى الأوزاعي، وناساً يضعونه)) اهـ.بالاضافة إلى أن السدل ثابت عن عدد كبير من الصحابة و ٱل البيت و التابعين على غرار ابن الزبير و سعيد بن المسيب و الحسن البصري و ابراهيم النخعي و سعيد بن جبير و غيرهم..
#خلاصة المسألة باختصار :مذهب المالكية أن السدل هو ٱخر فعل النبي صلى الله عليه وسلم بدليل استمرار عمل الصحابة و التابعين عليه اذ لا يجوز جهلهم باخر حالي رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا مخالفته لملازمتهم له و لضبط أحواله و اتباعه، و لذلك فعمل أهل المدينة عند الإمام مالك حجة تقدم على خبر الواحد.كما أن علماء المذهب وأئمته وكبار تلامذته كابن القاسم شهروا الإرسال (السدل) وقالوا به وعملوا به وعزوه لإمامهم ويكفي هذا دليلا : والسدل قد فعله الأعلام … ومن قفا الأعلام لا يُلام ========
#للتوضيح :هدف المنشور هو بيان مشهور المذهب المالكي في المسألة و ليس الإنكار على المذاهب المخالفة، فاختلاف المذاهب رحمة للأمة و لكن من العيب أن يتوهم البعض بأن السادة المالكية ليس لهم دليل على اختياراتهم أو أنهم قد خالفوا السنة.========#للراغب في أن يفهم أكثر أدلة المالكية أن يستمع لفضيلة الدكتور أحمد طه ريان شيخ المالكية في الأزهر الشريف رحمه الله وقوله في هاته المسألة على هذا الرابط:https://youtu.be/F0QpfCK5GsYكما يمكن قراءة كتاب رسالة في حكم السدل للشيخ عبد الحميد ٱل الشيخ مبارك على هذا الرابطhttps://archive.org/download/namubarak_hotmail_SADL/SADL.pdf