أنواء المواسم 2../ المرتضى محمد أشفاق
.يا قوم! يا قوم!..الديمقراطية محنة قيم، ومحرقة شيم، دخلت بيوتنا ذات حقبة سوداء في غفلة منا، وأصابتنا قصدا في مقاتل عقدنا الاجتماعي الجامع، ففككت المرتبط، ومزقت المتصل، وحطمت ما استعصى على الزمن وعواديه من ثوابتنا…ومن أخطر مظاهر التردي والانقلاب الخلقي والبنيوي في هذه الأرض أسراب من الصبايا ينحدرن صبَبًا من كل حلة وملة، غير مسرفات في احتشام، يرينك منهن الجدير بالستر، من الغارب إلى النحر، ومن الكعب إلى تخوم الصدر، محرِّضات لا على نبذ هوان، أو دك حصن على طغيان، تؤازرهن كتائب من مراهقين لا يبرؤون من تفاهة، ولا يقلعون عن سفاهة، يتوقدون جوعا لتعنيف كبير، وتسفيه حليم، يثيرون الشغب كلما آنسوا من عبث الدهماء صحوا أو عافية..
ولو رأيت مُوار الساحات أيام الاقتراعات بهذا اللجاج المختلط، المتواصل حتى بعد أن تتثاءب النجوم، وتسدل عليها أسترة الهزيع، وتستلقي في ركن خفي من دهمة السماء، لأدركت أن الليالي حبلى بشر عظيم…وما زال الناس في بلادنا يعيشون ذلك القحط الخلقي كلما صاح في الأرض ناعب من مواسم الشر..
أليست المواسم السياسية أياما من أيام الشيطان تستباح فيها الأعراض؟ ويسفك فيها دم الرحم الحرام؟ وتتحول فيها القرى والمدن إلى أودية يتصارع فيها الساقطون على السقط والتافه؟ ألم يرم الناس إخوانهم بصنوف الفجور اللفظي، ويذيقوهم من منكرات الجفاء، والمقت ما لا يترك فيهم فضل مروءة تنبئهم بانتماء لمشترك عرفوه ذات يوم؟!
سيقول لاحقهم في قابل الليالي حين يمر على الديار وقد اقشعرت ورعي هشيمها لقد كانت هنا مرة أخلاق..
لم يعرف الناس سلاحا أفتك بشرف، ولا أسفك لدم سكينة ووقار، ولا أشد تدميرا لكيان من الطمع..
مواسم السياسية مواسم قبح وجنون، تتربح فيها الضمائر النحيلة، ويرتفع فيه تهريج تجار المواقف، ونقيق ديكة الأعراف الدامية تتصارع على الحشف المثقوب يرميه البخلاء المتخمون علفا للتافهين..
مواسم السياسية مواسم قبح وجنون، تتربح فيها الضمائر النحيلة، ويرتفع فيه تهريج تجار المواقف، ونقيق ديكة الأعراف الدامية تتصارع على الحشف المثقوب يرميه البخلاء المتخمون علفا للتافهين..
يا قوم السياسة فينا وتر مرخى يشده قراصنة الفن الرخيص.