شعراء في وجه الجيش الابيض/ النجاح بنت محمذ فال
يراود الشعراء كغيرهم هاجس الشعور بالضياع ، وحسرة التولي بعد أفول الشباب ..
ويعد الشيب اكبر نذير بتولي الاحلام ..
وقد نظر إليه الشعراء في صور مختلفة فرآه ولد أحمد يور مجرد مثير للحاجة للتصابي وعدم الركون للعاذلين :
هب العواذل في لومي وترطالي
ولست اسمع ما قد قال عذالي
قالوا اتلهو بعد الشيب قلت لهم
بعد المشيب نعم أصبو” آن “أمٌالي ؟
إنه هنا حظر اثر الجيش الأبيض (الشيب ) على مخيلته وحرمه من ان يحتل فيها اي مساحة تاركا للصبابة ساحة المعركة في غياب اي خصم : (نعم اصبو ءان امالي)
وهي عبارة تعني بالحساسية لم لا ؟
اما والدي القاضي محمد بن محمذفال
فقد تصوره في ارتباط العمر عنده بالذكرى؛ وشواهدها المكانية
حيث يترك للمكان حرية النزال إذهو شاهد علي مسار الذكريات الجميلة ايام الشباب.. قبل وجود الشيب الدخيل ! الذي كنى عنه بالصباح في إيحاء بلونه الأبيض من جهة وفي تلميح إلي انه أعظم دافع للعبادة .. فهو إذا فجر- دينيا ..
كما كني عن الشباب بالظلام حيث هو فترة طيش وعتو .. في حين تلبي تلك الكناية مدلول سواد الشعر في اقترانه بخاصية الظلام .
تذكرت من عهد الصبا كل أقدم
بتندوجَ فالميمون غرب المزمزم
ودار لدي المبروك لم يكن عهدها
بمُوذ لمَن فيها ولا بمحرم
علي عهدها الصافي سفت كل شمال وعفي بها السافي ديار المخيم
وقد حال احوال طوال عديدة
عليها وأحوال بنا بعد مريم
ولو جاوبت تلك الديار لانكرت
صباحا جلي من راسنا كل مظلم
لقد ترك الشاعر للمكان حرية الجدل بوصفه ظرفا لتلك الذكريات التي يحاول الجيش الابيض (الصباح ) ان يفنيها قبل حتي قبل فناء الإنسان
( ولو جاوبت تلك الديار لانكرت
صباحا جلى من راسنا كل مظلم )
ولايفتأ الشعور بحسرة الماضي يراود الشعراء اتقاءا لهزيمة الجيش الأبيض وجعل كتيبة الظلام (الشباب ) تحتل ساحة شعوره الوجداني سواء تعلق الأمر بدعم كتيبة الظلام ( الشباب ) او باحتلال ساحة المعركة من قبل الوجدان الديني
فهذا هو الشيخ سيد محمد ولد الشيخ سيديا
يعتبر استعادة الذكري عن طريق لي عنق الزمن وطي افق المكان ” فرض عين “
ادمعا تبقيان بغرب عين
وقد عاينتها دار الكنين
اليس من الوفاء لقاطنيها
اذالة ما يصان بكل عين
بلى ان البكاء على المغاني
بمنهاج الصبابة فرض عين
*****
ليالي لا احاذر ان الاقي
صدودا من سعاد ولا بثين
ولم تقل العذارى انت عم
نعدك عندنا أحد الأبوين
تحن الى الشباب ولست منه
على حظ سوى خفي حنين
فالتحْنان للشباب سبق وصف العذاري بأنه عم ( ولم تقل العذاري انت عم ) وكذلك قوله (تحن إلى الشباب ولست منه على حظ ) فلا سبيل إلي المواجهة مع جحافل الذكريات التي استعرضها الشاعر في قصيدة أدمعا ؟ والتي حج فيها حتى وإن كان الجيش الأبيض بمثابة الناعي فهناك ما هو قبله بل اكثر قدرة علي مهمة النعي ( فقبل الشيب إيجادي نعاني ….
فليس الشيب اول ناعيين )
ولما صاح من فودي نذير
وصرح ثانيا بالعارضين
- فقبل الشيب ايجادي نعاني
فليس الشيب اول ناعيين-
سلا قلبي عن الدنيا لكوني
وما اهواه منها فانيين
لقد احل الهزيمة بالجيش الأبيض عن طريق استحضار تراكمي لمزايا جيش الظلام المشبع بروافد الحلم والتمسك بالغد الحالم في استحضار بديع لخلف تلك الكتيبة المتمثل في الشواهد المكانية التي كانت لها القدرة الفائقة علي ان تظرف مسار كتيبة الظلام لتَحجبه عن الجيش الأبيض
ومن ذلك أن البكاء علي المَغاني ليس خشية على ضياع المكان الذي يظْرف ما تبقى منا حتى بعد الموت ؛ فلكَ اقول ايها الجيش الأبيض نحن نؤبن اعمارنا التي لا سبيل لسطوتك الضعيفة الخانقة عليها .. نحن نبكي لنفر من غفلتنا الدينية ولا سبيل لك علينا ايها الناعي (لطــلعــة نــاع بــالمــفـارق طـالع )
ولئن كانت دعوتك حق فلا تنس انك مجرد ناع ..
خليلي هل أحـرى بـفـيض المدامع
مـن الأربـع اللائي بكن المزارع
اريـقـا بها ماء الشجون وخليا
عزاليه مــا بــيـن هـام وهـامـع
اليــس بــغـدر مـونـنـا عـبـراتـنـا
عـن السـح والتذراف بين المرابع
فـرعـْي الفـتَـى عـهـد المرابع آية
عــلى انــه يـرعَـى عـهـود الروَابـع
سلاها هل الماضي من العيش راجع
و زيـدا بـكـاء أن يـكـن غـير راجع
ولا طــمـع فـي عـود مـا هـو فـائت
فـمـا ذو حـجـا في عود ماض بطامع
وإن يطـلع ذو اللوم قـولا لعَـله
يـكـون الغـيـب الأمـر غـيـر مـطالع
فـمـا ضـيـعَة الأطلال نبكي وإنما
نــؤبــن مــن اعــمـارنـا كـل ضـائع
واحـر بـان يبكي الفتى فوت نفسه
لطــلعــة نــاع بــالمــفـارق طـالع
يـنـادي ويـدعـو صـادعـا كـل غـافل
فــيـالك مـن داع الى الحـق صـادع