عن الثقافة والشرائحية/ الشيخ معاذ سيدي عبد الله
منذ فترة ليست بالقصيرة نبهت إلى أن الغمز الشرائحي سيطال يوما – لا محالة – المعطى الثقافي في هذا البلد..
ونشرت تدوينات عديدة عن حضور الشرائحية والطبقية في الموسيقى والشعر الشعبي وأنه قد يأتي يوم تتم فيه المطالبة بمحو وتجريم كل الأشوار والأغاني والرقصات التراثية التي تنبعث من ثناياها الشرائحية، سواء في ذلك الكلمة المغناة أو الأداء الجسدي الموحي..
هناك أشوار تستخدم في گيفانها كلمات جرمتها قوانين الدولة المدنية رغم أنها أصبحت جزء من تراث وثقافة شعب كامل ولم تكن تثير في زمنها أي حساسية..
فهل سيكون من الحكمة محو هذا التراث الثقافي؟ويصبح الغناء به جريمة يعاقب عليها القانون؟هل سيصبح الغزل بالحرطانية أو الكورية ذنبا رغم أنه مقصد له سحره الابداعي الآسر؟هل سيكون علينا إعادة تسمية بعض المبدعين بأسمائهم الحقيقية رغم اختراقهم الزمن بألقاب أخرى ..
أيهما ينبغي التمسك به ( محمود مسومة أم محمد ولد أمهاني)؟وهل سيصبح التغني بأمجاد الامارات والقبائل جريمة تنافي ما هو سائد من الدعوة لدولة مدنية معاصرة؟هذه الأفكار والتساؤلات راودتني يوما وكتبت عنها وقلت إن أياما تفكيرية حولها بين كافة أبناء الوطن أهم من النقاش حول الكعكات السياسية بين الحقوقيين والسياسيين..واليوم تتأكد مخاوفي وتتجدد دعوتي إلى فتح نقاش وطني جاد عنوانه :كيف نتعامل مع تراثنا الثقافي؟وماهي الثقافة التي نريد ؟أليس من المهم لنا هذا التنوع الذي ليس لشريحة فيه الغلبة على أخرى..ففي ابداع كل شريحة نظرة فوقية على غيرها، ولا يكسر ذاك التفوق الا الحب ( الخلاسي) المعبر عنه في الكاف أو الطلعة؟..هل نترك التراث كما هو أم ينبغي أن يخصع للغربلة والتمحيص على غرار المراجعات الجارية؟الحق أنه علينا أن ندرك أن الثقافة هي الرأسمال الاجتماعي الذي بدونه لا معنى لتغيير العقليات والأفكار …تلك دعوة لنقاش علمي جاد، يقترح ويفسر… ويساهم في الحل وليس في التأزيم …