عن الضجة المثارة حول الشيخ القرضاوي/ الحسن مولاي علي
شيخنا العلامة يوسف القرضاوي، دام ظله، عالم علماء العصر، ومرجع المرجعيات المنهج الوسطي لملة الإسلام، والرئيس السابق والمؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وتغص رفوف المكتبات بمؤلفاته وتصانيفه المفيدة، في مختلف مجالات المعرفة الإسلامية، وهي ملتقى روافد بحر فكره الزاخر، وخلاصة معارفه الغزيرة، ثم هي متاحة لمن أراد مشاركة فكره ورأيه وموقفه.
فيما يخص الفيديو المتداول للشيخ، بشأن نجاة من أعمل قواه العقلية في مقارنة الأديان، فقاده عقله إلى اعتناق غير الإسلام، نجاته في الآخرة؛فإن الشيخ لم يزد على أن انحاز في هذه المسألة إلى رأي مشهور لدى المعتزلة، يمكن الاطلاع عليه في الرسائل للجاحظ؛ وخو قائم على مبدأين من من مبادئهم؛ أولهما أن الخطاب العقل، وثانيهما أن الجزاء بالعدل؛ ومقتضاهما أن لا يعذب الله عبده بانحيازه إلى خلاصة إعمال العقل.ذلك نهج إحدى الفرق الإسلامية المشهورة في تراث الأمة، وخو معروف منشور في مصادرها الأصلية؛ لكننا ونحن نورده، لا نستبعد لالمطلق أنيكون الشيخ الذي تقدم به العمر، فاعتزل قيادة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خلال مؤتمره الأخير، قد يعتريه ما يعتري المعمرين، من خلل في الوعي والتعبير.
وفي الحالات الطبيعية يظل الخطأ واردا في شأن من ليس معصوما، ومن ثم فلا يلزم رأيه أحدا.أخيرا.. وبقراءة جل التعليقات والآراء المنشورة حول فيديو الإمام القرضاوي، مع مراجعة أسماء وصفات أصحابها، بدا لنا واضحا ضآلة دور أولي العلم في الضجة المثارة، مع وجود آ راء تتفهم ولا تستنكر محتوى الفيديو، لانه ببساطة يتحدث عن رأي معلوم في التراث، يزيد عمره على ألف عام، وأخيرا فإن الحشد الواسع المتحامل هو من غرماء الشيخ أيديولوجيا، والابعد عن التخصص.