شيء من التداعي/ سيدي محمد ( YX)
كان الدكتور جمال ولد الحسن في إحدى عشيات الرباط يتابع التلفزة المغربية، وكانت تبث قصيدة لشاعر يمدح بها الملك، لم ترق القصيدة لجمال فقال: أح اخلعنّ ذاك ماذاك كيفتو..ثم أدرف مخاطبا جليسه: ولد الطايع بعد مُمَدّح اسمع ياسرولئن كان ولد الطايع (عاشتْ وذنو) فقد خلف من بعده خلف لم يسمعوا شيئا.
أذكر أنني في أحد الأعياد في عهد ولد عبد العزيز، قال لي صديقي الأردني وكان مشغولا بهاتفه: اسمحلي كنت أقوم بـ “ريتويت” لتهنئة جلالة الملك بمناسبة حلول العيد، وأردف لابد أن تغريدة رئيسكم في التهنئة كانت شعرا فأنتم بلد المليون شاعر؟ ضحكت في سري وقلت في نفسي رئيسنا لا أعلم له حسابا على تويتر والشعر لا يأتيه من جهة الرياح وهو ناقم على الشعر والشعراء.
هذا الرئيس رغم أن اسمه (غزواني) مناسب وملهم لنونيات جميلة على غرار:
رِدْ بالمطي مواردَ الغزلان ::
وانشد فؤادًا بين أَهل البان
واعكفْ عَلى الدمن الَّتي بمحجر ::
وَدع الحنينَ لأبرق الحنان
وَبَكيت أَوطاني وَربع هوايَ في ::
زَمَن الصبا حُيّيت من أَوطان
وَبَكيت غيثا مُستَعيرا جوده ::
من جودِ عَبدِ اللَه ذي الإحسان
أضحى عَفيف الدين فردَ جَلالة :: يَعلو وَيَسمو أن يُقاس بِثانِ
لما سمعتُ به سمعت بواحد :: وَرأيته فاذا هو الثقلان
ووجدتُ كلَ الصيدِ في جوفِ الفرا :: وَلَقيتُ كل الناس في إنسان
أو على غرار:
أَعدِ الوداعً فَما أَراكَ تَراني :: وأطِلْ بٌكاكَ لبين أَهل البان
فغدا يفارقك الفَريق فتَنثَني :: متحسرا لتفرق الخلان
وَبأبرق الحنان منزلُ زينَبٍ :: أَفَلَا تحِنّ لأبرق الحنان
نَزَلوا عَلى الريان من سفح اللوى :: فأذابَني ظمئي إلى الريان
وإلى الجناب الأهدليِ رمت بنا :: نُجُبٌ خلطنَ السهل بالأَحزان
وَنزلن من كنفي سهامَ بساحةِ الْــقمر المنير سنا سما الايمان
سيف الهداية احمد بن محمد :: علم العناية قارئ القرآن
لكنه لم يسمع شيئا من ذلك..
سمعنا أمير الشعراء محمد ولد الطالب يمدحه (بالليث في الحرب)ولم نعلم له سابقة في حرب، لأنه دخل العسكرية بعدما ألقت حرب الصحراء أوزارها وخلد العسكر إلى الراحة،
يقول ابن الطالب غفر الله له:
خبرناكَ أيامَ السلامِ ابنَ بجدةٍ :: وفي (الحرب ليثًا) عن حماه محاربا
وفي مهرجان المدائن في ودان اختلط الحابل بالنابل وغاب المدح من حيث قدّرنا حضوره، حاول الدوه ولد بنيوگ أن يزاوج بين الفصحى والحسانية، فلم يستطع أن يجعلهما ضرتيْ جمع فجاء بنشاز ومضحكة من الأشعار:
شِعْلِيْك امن العيطَه الأعداء :: إذاما في الليلِ جاءوا
إن إدخال العربية في الحسانية كإدخال البحر في الغدير ، صعب عزير وقل من يستطيع أن يقيم برزخا بينهما لا يبغيان.فلله در شعّار النحية:
نِگدرْ نحلفْ عن حِسّكْ زينْ :: فباللهِ الذي لاإِلالهَ إلا اللهُ يمينْ ::ما فيها لِ لَا استثناءِ
من السماءِ بالتلياعْ :: بِتْلَيْتْ ابْعٍزّتْ نِساءِ
مَخَلَّ ما نزلَ گاعْ ::
بلاءٌ من السماءِ
هاذي النّحيَه ذاتُ قيمَه :: گايلْ ماهٌ بأسْتِهزاءِ
جمعتْ لهوالَ فِيمَ :: بين الأرضِ والسّماءِ
ولله در الشاعر الفحل العلامة باباه بن ابّته رحمه الله حين قال مخاطبا صديقه محمد بن أبي مدين رحمه الله:
مانِ گايل عن مورِ فالگبلَ شاعرْ :: ذو عروضٍ ومنطقٍ وبيَانِ
گارِ لَلْفيَّ حتَّ واملغْوِ فاهمْ :: لايُبارَى شهمٌ طليقُ اللِّسانِ
عندُ قدرَ اعلَ بيتْ إِگولُ محفَّل :: مثلَ عِقدٍ مُفصَّلٍ بالجُمانِ
عندُ قدرَ اعلَ بيتْ إِگولُ محفَّل :: مثلَ عِقدٍ مُفصَّلٍ بالجُمانِ
شَطرُ الاولْ حسَّانِ متوَاسِ جامع :: مَعَ حُسْنِ الالفاظِ حُسنَ المعانِي
إجِ واحد من تَالِ عكسْ امعَ الأول :: عربيٌّ لشطرِ حسَّانَ ثانِ
وِجِ ماقلُّ مَسْلَ من زينُ كامل :: كاللآلي على نُحُورِ الغوانِ
يخَاطِ شاعر مُصَفِّ عايِد مُعرَّف :: من كرامٍ غُرِّ الوجوه حِسانِ
زاوِ مستخوَلْ من قَبِيلَ تُنفَّگ :: عن سواها من كلّ ناءٍ وَ دانِ
گارِ لَلْفيَّ حتَّ واملغْوِ فاهمْ :: لايُبارَى شهمٌ طليقُ اللِّسانِعندُ قدرَ اعلَ بيتْ إِگولُ محفَّل :: مثلَ عِقدٍ مُفصَّلٍ بالجُمانِشَطرُ الاولْ حسَّانِ متوَاسِ جامع :: مَعَ حُسْنِ الالفاظِ حُسنَ المعانِي إجِ واحد من تَالِ عكسْ امعَ الأول :: عربيٌّ لشطرِ حسَّانَ ثانِ وِجِ ماقلُّ مَسْلَ من زينُ كامل :: كاللآلي على نُحُورِ الغوانِيخَاطِ شاعر مُصَفِّ عايِد مُعرَّف :: من كرامٍ غُرِّ الوجوه حِسانِ
زاوِ مستخوَلْ من قَبِيلَ تُنفَّگ :: عن سواها من كلّ ناءٍ وَ دانِ
هذا مارَيتُ غيرِ مرگب محمد :: مَن لديمانَ ينتمي ودمانِ
وانَ تمّمْتُ گلتُ للمانِ تاركْ :: وِدَّه ما تعاقَبَ المَلَوَانِ
في ودان كان كل شيء مرتجلا ومرتبكا ، أحد الشعراء (شاله مرزي) من الطويل إلى البسيط، فمرج البحرين دون أن يشعر فجاء ببيت عجاب مثل خلطة الدوه السحرية:(قناديل هذا الحفل يا أحرف الندى) :: (يراقص الطل فيها عطر سوسنتي)فذكرني بأحد المشارقة (لوحو امحالي) صلى بالناس وقرأ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى) ثم شاله مرزي ليفاجأوا به واحلا يدور في أواسط (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى).
الخلط بين الطويل والبسيط عند شاعرنا هذا ذكرني -والشيء بالشيء يذكر- بخلط آخر جميل في گاف في شور (يَمّي يالليله ليلك يبگالك)، خلط فيه شاعر بين (حذو اجْرادْ) و(لبتيتْ الناقص) لكن صوت ديمي الجميل في تلوين عجيب جمع البتّين ما بان بل التركيبه:رَدّه منظبْطَ :: عندِكْ واحلالك (حذو اجرادْ)من طَهَالِك من طَ :: هالِكْ من طَهالِكْ (ابتيت ناقص)
كامل الود