حتمية كنس الطبقة السياسية الحالية في تونس وتجديدها/ توفيق المثلوثي
11 يوليو 2022، 23:19 مساءً
انه من المحزن جدا لتونس و مستقبلها ان نستنتح ان الطبقات السياسية التونسية لم تتغير على مدى عقود من الزمن بل هي تمارس المراهقة السياسية بإدمان، فالحرب بين اليسار الاستئصالي المقيت و الاسلام السياسي الانتهازي لم تتطور قيد انملة.
كلنا عاش و شاهد صراعات الدكاكين منذ زمان الجامعات الي اليوم، في عهد بورقيبة و بن علي ثم بعد الثورة و في هذا الانقلاب.
ان المحرك الاساسي لهذه الاطياف المقيتة ليس مصلحة الوطن ومستقبله بل هو التموقع و لي ذراع الآخر، وكالعادة المستفيد الاول و الأخير هو النظام المستبد و الضحية الوحيدة الشعب اللذي لم يعتبر و لم يستخلص الدروس.
وكي لا نعود كثيرا للماضي سنذكر بالحاضر:
هلل اليساريون بانقلاب قيس سعيد على الدستور و المؤسسات بقصد استئصال الاسلاميين الانتهازيين من غنانشة و من لف لفهم ،وهرعوا لتقديم الخدمات المجانية ظاهرا و التزلف لقيس سعيد بكل ما أوتوا من قوة و حنكة، فاستغلهم هذا الأخير لقضاء مآربه، و رمى بهم في سلة المهملات مثل خرقة المسح
فثارت ثائرتهم و ندموا حيث لا ينفع الندم، وفي المقابل تحمل انتهازيوا الاسلاميين وركنوا للمذلة خوفا و احتسابا وهاهم اليوم سرا و علنا يهللون لدستور قيس سعيد اللذي لا علاقة له بمخطوطة بلعيد و محفوظ، و لا أستغرب ان يمرروا رسالة خافتة لقواعدهم للتصويت لدستور الدكتاتور نكالا باليسار الاستئصالي و شماتة فيه متناسين الوطن و الشعب لان حساباتهم تقتظي ذلك.
لقد عشنا مثل هذه المواقف مرارا و تكرارا وخلاصة القول هي ان الشعب يداس مرارا و تكرارا بين اقدامهم بكل غباء و عماء ولا يحرك ساكنا بل يترك العنان للدكتاتور املين ان يخلصهم، دون جهد او عناء مما يقيض مضاجعهم.
متى تتجدد الطبقة السياسية باكملها و دون استثناء؟
فلا خلاص لتونس من هذا الداء الا بثورة حقيقية من اجل الكرامة و الحرية و تقرير المصير و ليس ثورة مبرمجة من الخارج.
فما دامت هذه الطبقة السياسية موجودة لا تاملوا خلاص و لا تغييرا