مطلوب تفكيك مجتمع اللادولة/ الحسن مولاي علي
عرف المجتمع الموريتاني، بكل شرائحه وفئاته، طيلة سائبة التاريخ المتطاولة، عرف وعاش فصول طبقية وظيفية صارمة، بغض النظر عن خيرها وشرها؛ كانت فئة الأمراء في الذروة منها، وقاعها للعبيد، وبين الذروة والقاع تتالت الفئات تنازليا، في مقدمها أهل الركاب (حملة السلاح وأهل الشوكة) يليهم أهل الكتاب ( حملة المعارف وطلبتها)، ثم أصحاب المهن الحياتية الضرورية ( الصناع والفنانون والرعاة والزراع) ثم بقية الحرفيين..!!
نشأت الدولة المركزية الجامعة الأولى في هذه الربوع، ومن مضمون قيامها، بالضرورة، تأميم جميع الاختصاصات السيادية، ومنها مهمات الدفاع والتعليم، ثم تنظيم الاختصاصات الأخرى، بما يخدم قيمتها ويكسوها ثيابا غير طبقية فئوية، وهو ما كان من الأهدافا المعلنة عند قيامها ( تجاوز السائبة والطبقية الوظيفية بالقانون والمواطنة المتكافئة)،
أين نحن من تلك الأهداف الرامية الى تجديد البنية الاجتماعية على أسس أكثر واقعية وعدالة؟؟ كيف تدخل الدولة عقد السبعين وهي بعد عاجزة عن تغكيك مجتمع السائبة والتراتبية الطبقية الوظيفية، وإلى متى يستمر العحز والتراحع..؟!