لا بد في بعض الحالات من سوط السلطان../ المرتضى محمد أشفاق
تعليقا على التعبير عن نشوة الفوز بالشغب، والسطو، والتدمير، كما رأيت على صفحة أحد الأصدقاء الثقات، والذي تعرض بعض أفراد أسرته للاعتداء، والحمد لله أن الله سلم..أقول إنه لا بد في بعض الحالات من سوط السلطان…
اتهمت المعارضة حكم معاوية بتزوير الانتخابات، وقد جاءت نتائج بعضها غريبة جدا- ومن طرفها أن أحد رؤساء المكاتب القروية، حضر بصندوق الاقتراع، وفيه نتائج التصويت مفصلة بتقاريرها، وصعد يريد مكاتب الإدارة، فرآه أحد معارفه فقال له(أنت اشواعد)، فأجابه أنا لم أسلم بعد نتائج مكتبي، فأجابه صاحبه(أنت نتائجك انذاعو البارح في الرجو)- وأيقن الناس بأيام نزال شديد في انواكشوط، تعبث فيها فوضى النهب، والسلب، والتدمير…
خطب معاوية ليلا، فزكى نتائج الانتخابات، وطمأن المواطنين قائلا:(ما لَيْهِ تِنْكَبْ امَّيْهَ الْحَدْ)…وترجم الخطاب إلى كل اللغات الوطنية،فأصبح أهل انواكشوط كالسكارى، وما هم بسكارى، ولكن سياط القمع رهيبة، خاف الناس حتى من التسوق السلمي…ولم تنتطح شاتان بسبب التزوير..في التسعينات قررت نقابة تعليمية الإضراب لتلبية بعض المطالب، وكنا حديثي عهد بنقابة قال الناس إن كبراءها تخلوا عنها مقابل تسميات وظيفية، وترقيات…
كنت وقتها أستاذا، فقررت نظرا لتجربتي في تخلي الموريتاني عن زميله في منتصف الطريق مقابل منفعة منقودة، أو مؤجلة، قررت مع زميلين فقط رفض الإضراب، فحمل علينا بعض زملائنا، اتهمونا بالرجعيين، وبالجبناء، وبالمتولين أثناء الزحف، رفض بعضهم مصافحتنا…
ليلة الأربعاء، الساعة الثامنة تكلم وزير التهذيب اسقير ولد امبارك، وقال: (..وكل من لم يحضر غدا الساعة الثامنة إلى مقر عمله يعتبر مستقيلا)…يا الله…
لم يتخلف عن ذلك الوعد أستاذ، وكان أول الحاضرين المحرضين على الإضراب، كدت أقسم ولست حانثا أن أساتذة حضروا وكان ذلك اليوم يوم عطلتهم…(فوجدناها فيهم)، وما زلنا نؤذيهم ونعيرهم بالجبن، وقلة الرجولة(مرو يلمانكم ش، راجل كال انو ليه إعدل ش ما يحكمو عنو كون الموت)، وهم يتوارون عنا من سوء ما عملوا، موجبه، سوط السلطان…من ترك العصا فقد عصا…طبعا عند الحاجة…